|
ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 21:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
وبما إني اعرف مقدما أن هذا لن يحصل في ارض الطوطم لا اليوم أو غدا لان هذه الأرض مازالت تعيش عصر استقلالية العقل برغم وصول مركبات الإنسان إلى كواكب يعتقد بوجود كائنات أخرى تشبه إنسان الأرض . ولكننا سوف نسمح لأنفسنا بولوج أسوار الخيال العلمي لنرسم ملامح وصورة عصر ربما لن يتحقق في ارض الواقع . ولو افترضنا أن الزمن سايرنا وووصل الشيوعيون العراقيون إلى سدة الحكم تزامنا مع صعود "ماو تسي تونغ" أو انتصار "هوشي منة" العظيم ورافق سير التطور العراقي طريق تلك الدول التي استفادت من دعم دولة "لينين " وخبرائها في كل المجالات الصناعية والزراعية لكان عراق اليوم على غير الصورة التي نراها في كل نواحيه الاجتماعية السياسية والاقتصادية مرورا إلى السياسية منها. ولنبدأ بعرض مبسط لكل نواحي ومجالات الحياة :- الزراعة :- من الواضح حتى لطلاب الابتدائية بان العراق يمتلك من الأنهار والمياه الجوفية ما يفوق حجم المياه في أكثر الدول الزراعية برغم أنة اليوم يستورد طماطتة الحمراء من دول لا تمتلك حتى مياه للشرب . ولو مسك الشيوعيون سدة الحكم فربما تحولت ارض ميسوبوتاميا إلى جنة خضراء بغضون خطة خمسيه واحدة ولأنتجت هذه الأرض أكثر المحاصيل الاستهلاكية التي تسد حاجة المواطن والساكن في هذه الأرض ولاستطاع العراق في خطته الخمسيه الثانية من الوصول إلى تصنيع الزراعة ومحاصيلها ولأصبح بتقسيمه الجغرافي من الشمال نحو الوسط مرورا بالجنوب جنة خضراء تختلف فيها أنواع الفواكه والخصر بأشكال مختلفة من البرتقال .الرمان مزارع الأعناب والكروم ولكان العراق مثلما قيل فيه من قبل بستان السواد لكن مردودة وريعه لسكانه وعمالة هذه المرة بدل قريش ولتلونت أرضة بلون حشائش ملعب " الكامب نو البرشلوني " .
الصناعة الأولية وتصنيع الزراعة :- تعتبر الصناعة الغذائية المرحلة الثانية بعد الزراعة والخط الذي تستمد منة هذه المرحلة عمودها الفقري بعد الزراعة وخلال الخطة الخمسية الثانية لامتلك العراق من المصانع الأولية للصناعة الاستهلاكية من اجل تحويل حاصلة الزراعي إلى بضاعة مصنعة ولبدات خطة إنشاء مصانع المعلبات الزراعية وحسب التقدير الاقتصادي ولكانت محافظات ديالى .كربلاء والموصل تمتلك مصانعا إنتاجية عملاقة ولازدهرت بالتوازي الحركة العلمية المتمثلة بكليات الزراعة والطب البيطري على أشدها لارتباط العلم بالعمل ولانتهت بطالة اؤلئك الطلبة ممن أتعبهم الجلوس كثيرا على مقاعد البطالة ووجدوا أنفسهم بعد ذلك يعودون كما كان أجدادهم من سلكوا درب الجندية لاكتساب لقمة العيش .
الصناعات الكهربائية :- تعتبر هذه المرحلة الثالثة في مرحلة تصنيع الدولة العراقية وتبتدئ هذه الصناعة كما بدأتها الصين بعد انتصار "ماو تسي تونغ" بتقليد الصناعات الأخرى وتقدم مصانعها نماذج مقلدة لتلك البضائع تكون نواة الانطلاق كالمراوح الكهربائية إلى تصنيع التلفزيون مرورا بالثلاجة وأدوات التبريد إلى مصانع البطاريات و الأسلاك الكهربائية عالية الجودة . ولاستطاعت الصناعة العراقية بما تمتلك من الموارد الأولية المعدنية إلى مخزون ثروته النفطية وكفائتة أيديه العالمة بدخول مرحلة التصدير بعد سد نقص السوق وتغطيته بالكامل ولازدهرت الحركة العلمية وتفنن المهندسون والخبراء العراقيون بأنواع الابتكارات العلمية ولشاهدنا ماركة وعلامة عراقية مسجلة .
الصناعة الثقيلة والصناعة المولدة للصناعة :- تعتبر هذه الصناعة العمود الفقري للدولة وقلبها النابض وتحتاج إلى عقليات مدربة وخبراء ودرجات عالية من المهارة والخبرة ربما يتطاول بها الزمن بعد مرحلة الصناعات الاستهلاكية والكهربائية . وتبدى هذه الصناعة باكتساب الخبرة من الدول المتقدمة عبر إرسال البعثات العلمية والعملية . ولو انتصرت الحركة الشيوعية في العراق لاستفادت كثيرا من دولة لينين وخبرائها في مختلف المجالات العلمية ولاستطاعت الصناعة العراقية في غضون العقد من إنتاج قطع السيارات البديلة وتجميع السيارات الخفيفة والاتجاه بعد ذلك نحو التصنيع الثقيل وصب القوالب واغناء السوق العراقي بالكامل بحديد التسليح ومواد البناء الأساسية حتى البناء الجاهز .
الصناعة الالكترونية :- تعتبر الصناعة الالكترونية اليوم آخر الصيحات العلمية والمرحلة الانفجارية في اكتشاف سر المادة ونفث الروح في المادة الجامدة وجعلها تفكر مثل العقل البشري بعدما خرج العلم من طور الآلة نحو طور الشاشة الشبيهة بالعقل . ولأصبح عراق اليوم صانعا للحاسبة الالكترونية ولتقدمت الحركة أشواطا هائلة يستطيع معها تلميذ المرحلة المتوسطة من تصنيع دائرة الراديو والحاسبة الالكترونية الصغيرة كما يفعل أطفال وصغار الصين الشعبية .
شكل المجتمع العراقي :- وبعد هذا كله لأصبح شكل المجتمع العراقي شبيها بتلك المجتمعات التي هرب إليها العراقيون أيام منافي الغربة . ولامتلك العراقي جواز عالمي مرحب بة أينما حل وارتحل تكفله ميزانيته الترليونية الهائلة الرصيد . ولنسينا شكل الطائفية المقيت بمجتمع علمي أنساني عمادة العمل المنتج بدل إنتاجه الريعي المقيت الجالب علية ويلات الدكتاتوريات البغيضة والمليشيات السوداء المليشيات المقيتة والذبح على الهوية والاقتتال الطائفي . ولأصبح دخل الفرد العراقي من النقد ما يتفوق على الفرد الكندي .الياباني والأميركي . ولعرف العراقيون آنذاك ماهية الإنسانية الحقيقية وما تعني أخوة الإنسان للإنسان ولفهموا أن الذي يؤمن بقيمة الحياة للآخرين غير الذي لا يؤمن إلا بنفسه ومصالحة المتضخمة الخاصة . لكننا مع ذلك نعود ونقول مثلما يقول مالئ الدنيا وشاغل الناس :-
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه .... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
-
ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
-
من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت
...
-
غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص
...
-
وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
-
أكاذيب خروتشوف ج 2
-
أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
-
اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
-
النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم
...
-
أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
-
كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
-
لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية
...
-
الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
-
مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال
...
-
رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري
-
رفيقنا النمري : ألا يكفيك إننا نكفيك الرفقة
-
بعدما رأينا وسمعنا عن لصوص اليوم : رضي الله عن -خير الله طلف
...
-
مسعود البرازاني . موشي دايان : صورة المنتصرين واحدة
-
هل قال -ماو تسي تونغ - لليساريين العرب تعلموا الثورة من الحس
...
-
دولة فلسطين: شهادة وفاة لا شهادة ميلاد
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|