أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - عامان وبداية عصر جديد














المزيد.....

عامان وبداية عصر جديد


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انقضى عامان من عمر الانفجار الكبير، الذي هز سوريا من أقصاها إلى أقصاها، وكان ذلك يوم الخامس عشر من مارس 2011، ففي هذا اليوم برزت ثلاثة أحداث: أولها التجمع النسائي في ساحة المرجة بدمشق، حيث يوجد مكتب وزير الداخلية السوري الذي كان قد ضرب موعداً يلتقي فيه مع ذلك التجمع، بهدف البت في شأن الإفراج عن رجالهن وأبنائهن، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. أما الحدث الثاني فظهر بصيغة شعبية مؤثرة، حيث أهان شرطيٌ بائعاً جائلاً في سوق الحميدية بدمشق، على نحو حوّل هذا الأخير إلى بركان أعلن عن الثأر لكرامته. وأخيراً جاءت التظاهرة التي انطلقت من ساحة المرجة وظهر فيها عدد من الناشطين والناشطات، احتجاجاً على ممارسات «الدولة الأمنية» في تكريس الاستبداد والفساد وما يتصل بذلك. وكانت أخبار مدينة درعا قد هيّجت عواطف وعقول الناس ضد أعمال مُذلة مُهينة مارستها مرجعيات حزبية وأمنية في المدينة، دونما مساءلة أو عقوبة لها، وتطايرت شرارات الحدث في أنحاء سوريا عموماً، وأعقبت ذلك دعوة تطالب بمساءلة المسيئين. وكان ذلك بمثابة تساقط الخوف والرعب في حياة الناس والعزم على الخروج إلى الشارع.

أتى إهمال النظام في سوريا لأخذ مسألة المحاسبة على سبيل الجد، صدعاً أول في هذا النظام، ودون الانتباه إلى ذلك من قبل، كان قد سجل نقطة أولى حاسمة، هي تشكُّل وهْم الوجود خارج التاريخ، بحيث يصح ما سوّق له على امتداد أربعة عقود ونيف، وهو أنه «حالة أبدية»، وإذن، من أين جاء هؤلاء «الدهماء الأغراب» الذين راحوا «يتطاولون» على «السادة». ولعلنا نضبط مصادر هذا القصور العقلي اللاتاريخي، فنرى التالي: قوة عسكرية رادعة شكّلها النظام، أساساً، من المليارات التي سُحبت من الناس باسم الضرائب المدنية والأخرى العسكرية ذات «المصدرية الكفاحية» المؤسسة على مفهوم «الممانعة والجهادية». ومن ناحية أخرى يتجلى ذلك القصور اللاتاريخي في الاعتقاد بأن التاريخ العربي (والعالمي حسب فوكوياما) قد أُغلق بإطلاق، ليبقى مفتوحاً بصيغته الغربية العولمية، أما الصيغة الثالثة للقصور المذكور فتفصح عن نفسها من موقع أن الشعب السوري قد أَلِف العبودية الجديدة بفعل قانون الاستبداد الساحر، قانون الاستبداد الرباعي: استئثار قطعي وشامل بالسلطة والثروة والإعلام والمرجعية المجتمعية السياسية. وأخيراً نواجه الصيغة الرابعة الكبرى للقصور التاريخي، وتتمثل في أن «الربيع العربي» يحمل ما قد يُؤذن بتفكك تلك الصيغ الأربع من القصور التاريخي.

أما القاعدة التي تنطوي على إمكان حدوث ذلك التفكك، فهي انطلاق مشروع عربي نهضوي وتنويري ثوري يقف في وجه التحالف الدولي المناهض لذلك «الربيع العربي»، خصوصاً منه الصيغة السورية، وهنا نكتشف الضرورة أو الضرورات القصوى لنجاح هذا الأخير والثورة السورية تأتي -ضمن الملابسات المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بها والمخترقة لها- ربما كحالة فريدة؛ فالفيتوات التي قُدمت في وجه سوريا في الأمم المتحدة تُظهر ذلك بقوة.

إن مرور عامين على الثورة السورية قد يكون حَدثاً كونياً، بمقدماته وخواتيمه، ومع ذلك نقول إن البحث في تلك الأخيرة لا يزال يطرح بل ربما يفرض من الأسئلة والإشكاليات والمعضلات الكبرى والصغرى، ما يحتم علينا أن نبذل جهوداً عظمى في سبيل ذلك، وسوف نفعل.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار السياسي
- نكسة «نصرالله»
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - عامان وبداية عصر جديد