أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الفكر السياسي و-الثورة-














المزيد.....

الفكر السياسي و-الثورة-


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناقشنا في مقالة سابقة العلاقة بين الأحداث المتفجرة الآن في سوريا (خصوصاً في وجهها العسكري الأمني)، وبين الفكر السياسي، ويمكن طرح المسألة بالصيغة التالية المحددة: ما دور الفكر السياسي في تلك الأحداث؟ هل هي علاقة إيجابية فاعلة بينهما وعلى الأخص بصيغة تأثير هذا الفكر المذكور على الأحداث المعنية؟ وقد لاحظنا أن هنالك من يرى في الفكر السياسي العربي عبئاً إضافياً على مجموعات الشباب الذين يرفعون السلاح في وجه النظام، اعتقاداً بأنه سيوقعهم "في ما لا يعنيهم"، بل كذلك - وحسب البعض الآخر- لأن هؤلاء الشباب هم أقل من أن ينشغلوا بما هو "من شؤون الفكر السياسي النظري" الذي "له أهله" من الحزبيين والسياسيين سابقاً وراهناً.

في هذا المعقد من المسألة ينبغي الإشارة إلى أن المعني هنا بالفكر النظري الأيديولوجي إنما يتعلق بما يُعتبر الآن معضلات تقف عائقاً في وجه الحفاظ على مفاهيم وقضايا الديمقراطية والتعددية والوطنية، وتقود إلى مفاهيم ضارة في الوضع السوري الراهن، مثل الطائفية والمذهبية الدينية والنزعة التقسيمية، الموافقة على التدخل العسكري على أيدي مجموعات خارجية ولكن (لصالح السكوت على مجموعات أخرى تتحدر كذلك من الخارج)، وإذا كان الأمر يتطلب تناول المسائل عبر أمثلة واقعية فاعلة تظهر أحياناً ويُسكت عليها أحياناً أخرى، فإننا هنا نجد مسألة التدخل الأجنبي - مع غيرها - في مقدمة تلك المسائل المهمة والجديرة بالفحص والمعالجة، برؤية موضوعية دقيقة.

لقد انطلقنا نحن مع آخرين من لاءات محددة هي: لا لسلاح الموت، ولا لاعتقال المعارضين السلميين، ولا لدعاة احتكار السلطة والإعلام، ولا للعابثين بالقانون والثروة الوطنية والفاسدين والمفسدين، ولكن كذلك لا للتفرد بطرح الحلول للخروج من دوامة الموت في سوريا، إضافة إلى رفض الحرب الطائفية والأخرى الأهلية، وأخيراً لا آخراً لا للاستقواء بالخارج سواء سُمي باسم أو آخر.

وعلينا أن نشدد ها هنا على ما يصل إلى صيغة القانون السياسي، وهو إن الاستبداد يستجلب الأغراب من الطامعين بسوريا الوطن، ولذلك فإن البنية الداخلية في بلد أو آخر، هي التي تستجلب الغزو الخارجي، حين تكون هشة مخترقة على امتداد عقود، ولنذكر الآن، بما ذكرنا به مراراً، وهو قول كولن باول وزير الخارجية الأميركية الذي وجهه إلى سوريا غداة سقوط بغداد الغالية، وذلك بصيغة التحذير الوقح، قال: على دمشق أن تُتقن الدرس البغدادي، وقد تحدثنا نحن عن ذلك في الإعلام السوري وغيره، ليأتي الكاتب السياسي الغربي باتريك سيل، ويستشهد بتحذيرنا للمعنيين السوريين، حيث قال: لقد حذر الأستاذ الجامعي طيب تيزيني الحكومة السورية مما سيترتب على سقوط بغداد (وينبغي الإنصات لصوت العقل الوطني التاريخي).

والآن يأتي عدد من المسؤولين في الداخل ليتحدثوا عن مساعدات روسية وإيرانية ضرورية لإنهاء الأزمة السورية، حتى لو أدخلوا إلى البلد سلاحاً وعتاداً ورجالاً، هذه المسألة كما تُطرح سورياً، تثير عدة ملاحظات: القول بحماية الممانعة ضد إسرائيل، لا يُلغي القول بحماية الانتفاضة أو الثورة السورية، بل يتعانق معها استراتيجياً، ومن ثم إذا أريد للمقاومة الممانعة أن تنتصر فينبغي أن يكون الموقف من الانتفاضة والثورة السورية معها وليس ضدها، ويهمنا من هذا كله ما ينبغي التأكيد عليه هنا، وهو إن الفكر الوطني النظري يمثل الآن بوصلة ضرورية للعمل العسكري، بل كذلك لحمايته وتطويره وضبطه من الأخطاء.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية


المزيد.....




- شاهد.. اصطدام طائرتين أمريكيتين في مطار بنيويورك
- تركت -نيويورك المجنونة- بحثًا عن -نسختها من السعادة- في إيطا ...
- صوت نسائي في عالم الأزياء الفاخرة.. لويز تروتر تكشف رؤيتها
- فيديو - تنديد دولي واسع بإسرائيل بعد اعتراض -أسطول الصمود-.. ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط الفلبين إلى 72 قتيلا ...
- مظاهرات في عدد من مدن العالم تندد باعتراض إسرائيل لأسطول الم ...
- كولومبيا تطرد كل البعثة الإسرائيلية على خلفية اعتراض أسطول ا ...
- إسرائيل سترحل ناشطي -أسطول الصمود العالمي- إلى أوروبا
- شهباز شريف: هجوم إسرائيل على أسطول الصمود -عمل خسيس-
- تسريب بريد إلكتروني يكشف خطة لتعزيز دعم إسرائيل عبر تيك توك ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الفكر السياسي و-الثورة-