أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - -الثورة السورية- والفكر السياسي














المزيد.....

-الثورة السورية- والفكر السياسي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطلقت التظاهرات الشبابية الاحتجاجية في سوريا منذ سنتين إلا أربعة أشهر تقريباً، لتطرح أسئلة وتثير دهشة متعاظمة ممزوجة بنوع من التفاؤل الحذر. ولعل واحداً من الأسئلة الأولى راح يفرض نفسه على بعض المثقفين والباحثين المتحدرين من فلول الطبقة الوسطى، ويقدم نفسه بشيء من المراوغة أو من القلق، وغيره. أما الصيغة التي ظهر فيها فهي التالية: هل ندع الشباب يتابعون تظاهراتهم، دون تدخّلٍ آخر من باب المساعدة؛ خصوصاً أن أعداداً منهم ظهروا وكأنهم "لم يدخلوا بعد" مرحلة النضج الجيلي والسياسي والثقافي؟ وقد ظهرت أهمية وراهنية هذا السؤال مع تبلور ثلاثية الشعارات التي رفعها أولئك، وهي الحركية والكرامة والعدالة، خصوصاً وأن ذلك أتى متواقتاً تقريباً مع انتفاضات تونس ومصر وليبيا.

في سياق ذلك كله، أعلن البعض عن ضرورة إقامة علاقات وثيقة بين الأجيال من الشباب والشيوخ، قبل أن تحدث انحرافات ما في الأحداث. لكن بعضاً آخر خاطب هؤلاء قائلين: بل إن عدم إقحام أنفسكم في ذلك الشأن أي بقاءكم مستقلين إنما هو مساعدة جليلة لأصحابه. لكنْ مع تغوُّل النظام الأمني، يداً بيد مع إشهاره السلاح في وجه الشباب الطامحين إلى تغيير سلمي، راحت صفحات جديدة من الفعل المضاد للثورة تفرض نفسها على الجميع. أما تلك الصفحات فأخذت تتالى، مُحدثةً اضطراباً وقلقاً بل كذلك هلعاً ليس في أوساط الشباب الثائرين فحسب، بل كذلك في أوساط مجموع طبقات المجتمع السوري.

لقد برزت الطائفية في ثياب بغيضة تبشر ضمناً وعلناً بضرورة العودة إلى مكوّنات الشعب السوري، "إحتماءً" بها من مخاطر "قد تظهر" في المجتمع المذكور، وتدعَّم ذلك بصراعات راح يلهبها من وضع في حسبانه أجندة تقسيم الوطن السوري، صراعاتٍ عليها أن "تُقنع" السوريين (واللبنانيين، كما اتضح مؤخراً) بأن الدويلات والكانتونات، هي التي تحافظ على حقوق الطوائف. ويداً بيد مع ذلك كله، ظهرت حلول آخرى، منها ماراح يدعو إلى تدخلات في سوريا من قِبل طوائف أخرى مثل الشيعة، وبلدان أخرى مثل روسيا وإيران، لكن مع تخْوين من يدعو إلى تدخلات أجنبية تساعد قوى المعارضة. ومازال المجتمع السوري يعجّ بتلك التظاهرات التقسيمية والتخوينية، إلى درجة أن حالة جديدة راحت تفرض نفسها على معظم السوريين، وهي العودة إلى المرجعيات السياسية النظرية والتاريخية، بهدف تفحّصها في سياق جديد، هو إعادة الإعتبار للفكر السياسي والخطاب السياسي، وذلك بإنتاج توازن بين هذين الأخيرين وبين المهمات العملية الكفاحية وغيرها.

ووصل البعض إلى الاعتقاد بأن الاهتمام بالفكر السياسي والخطاب السياسي لا علاقة له بالواقع الميداني المشخص، لأنه يقوم على حالة "سكونية كابحة". وملاحظُ أن هذا الاعتقاد ليس خطأ سياسياً ومعرفياً فحسب، بل هو كذلك خطر على الفعل التغييري ( الثورة أو الانتفاضة أو النهضة الخ)، بل إننا إذ نقود هذا القياس على المسألة الطائفية وعلى تغليب أعمى للنشاط الكفاحي على مادونه من النشاط السياسي النظري، فإننا نكون قد اقترفنا خطأ جسيماً يهدد العمل التغييري نفسه (انتفاضة وثورة مثلاً).

على العكس من ذلك، يواجه السوريون الآن ضرورة إنتاج أجندة جديدة تكون لهم بمثابة عقلانية ضابطة للنموذج الحيّ المطلوب لإيصال الحركة التاريخية الجديدة في سوريا كما في العالم العربي عموماً إلى أهدافها. وهذه العقلانية الضابطة تقوم على جدلية المكافح مفكِّراً والمفكر مكافحاً. أما أولئك الذين يلهثون وراء "النشاط المسلح" أساساً، فإنهم يكونون ضحية قصور سياسي معرفي؛ وهؤلاء غالباً هم الذين يقترفون أخطاءً كبرى، خصوصاً في مراحل انتقالية من حقل سياسي ثقافي إلى حقل آخر. وما ينبغي التركيز عليه أخيراً هو عدم الوقوع في ما كان يُطلق عليه مثلاً الطفولية الكفاحية وغيرها.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - -الثورة السورية- والفكر السياسي