أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا بين الأقليات والأكثرية














المزيد.....

سوريا بين الأقليات والأكثرية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الحديث عن الوضع الطائفي في سوريا، وعما إذا كان هذا الوضع هو الذي سيكون "بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير"، بل إن حالة جديدة يسجلها الباحث المراقب لأهميتها وهي ارتفاع نبرة الحديث عن ذلك الوضع في سوريا بالتوافق مع أحداث عسكرية دامية تُقَّدم في الإعلام على خلفية صراع طائفي. وجاء من قبيل ذلك ما حدث بين سكان من مدينة السويداء الدرزية ومدينة درعا السنية، حين جرى اختطاف عدد معين من كلتا المدينتين، وحين راح البعض يسوقه بصفته حادثاً طائفياً، كان ذلك قبل ما يقرب من الأسبوعين. ولولا أن تصدى لهذا الحدث جموع من المواطنين العقلاء، حيث دفنوه كما دفنوا أحداثاً أخرى مماثلة سابقة في ذاكرة الموت المقيتة، لكان أحدث مذبحة بين أبناء المدينتين المذكورتين.

ما عرضناه يمثل إحدى الشرارات التي فجرها أناس أقل ما يقال فيهم إنهم أرادوا من ذلك إشعال النار في سوريا بين طوائف عاشت حتى الآن - بغض النظر عما حدث من أحداث مماثلة في عهد الانتداب - الاستعمار لسوريا، وكذلك في أحوال أخرى فريدة.

وإذا أخذنا بالاعتبار أن التاريخ الطائفي السوري كان - عموماً - تاريخاً قام على التوافق بين كل مكونات الشعب السوري، أي على مبدأ الإقرار بالآخر تحت راية العلم السوري والمواطنة السورية، فإن مسؤولاً كبيراً يطرح نفسه - بكل مرارة واستفزاز - وهو: لماذا يصعد خطاب الطوائف في سوريا الآن بلهجة طائفية خطيرة، إلى السطح، آخذاً صيغة يتضح منها الدم عبر القتل والاستباحة وتدمير كل ما يتحرك على الأرض السورية؟ واستتباعاً لذلك: لماذا تحدث المجازر الدموية المروعة الآن، وقد ودَّعْنا آخرها في الحولة والقبير وأخرى منذ ما يقترب من أسبوعين؟ مع العلم أن هذه المجازر تفوح منها رائحة لا تُخطئ بُعدها الطائفي، وأفقها التدميري.

الآن وبعد أن راح يحدث ما يحدث في سوريا من تصميم على تدميرها، خصوصاً عن طريق تصعيدها بوسائل متعددة تبرز الحرب الطائفية (وليس الأهلية) ضمنها، نستدعي الذاكرة التاريخية، التي يمتلكها جيل الهزيمة في العالم العربي والتي راح يضخها بالحياة، كي يقرأها من جديد وفي ضوء الراهن المشتعل: ألا تتضمن الصراعات الطائفية في سوريا دلالة تشير إلى مرحلة سبقت مرحلتنا هذه المحشوة بما يُعرف وبما لا يُعرف من قنابل يُراد لها أن تضع سوريا وجهاً لوجه أمام استراتيجية الشرق الأوسط الجديد أو الأكثر جِدّة: إن ما لم يتحقق قبل سنين، لا يُدفن في مقبرة التاريخ، خصوصاًِ إذا لم يفقد وظائفه الاستراتيجية المنوطة به! وهذا هو ما ينطبق أو ما قد ينطبق على المشروع المذكور، ونذكّر الآن بما كنّا نراه بعد سقوط بغداد، كان رأينا أن دور سوريا سيحل في اللحظة المناسبة، أي في اللحظة المحتملة، التي يكون أو قد يكون الإصلاح والتغيير والتحديث قد دخل مرحلة أخطر ما تتسم به هو الاضطراب والعنف ومواجهة الدعوة إلى تلك الأهداف الثلاثة بالحديد والنار، أو بنمط من المراوغة المسلحة بهاتين الأداتين.

وعلينا أن نذكّر بما طفح من رهانات واستراتيجيات واحتمالات سياسية (مع غياب السياسة في سوريا) وغيرها، بعد سقوط بغداد، كانت الرؤية التاريخية المستقبلية، كما رأيناها آنئذ، تقوم على أن الحلول المطروحة، أو التي ستُطرح كحل لما اعتبر أزمة بنيوية في سوريا، تتشعب إلى أربعة هي التالية: انفجار الوضع الاجتماعي الاقتصادي (الطبقي) يُسعى إلى تغطيته أو تزويره طائفياً. وتفجير الوضع الطائفي شافولياً وأفقياً ولولبياً. والعمل على استدراج الخارج لاقتحام الداخل السوري، وتحويل حُطامه التاريخي إلى حالة من صراع بين الجميع على نحو يجعل هؤلاء أطرافاً مسؤولة عن ذلك: المال الحرام يحفز اللصوص على "التدخل" بطريقة ما. وأما الحل الآخر والأخير، فهو الذي يستجيب لاحتياجات الإصلاح والنهوض والتحديث وفق حاجات مجتمع (هو السوري)، ظل أكثر من نصف قرن يحاول إنجاز حالة جديدة، لكن حيتان هذا المجتمع يقفون بالمرصاد لذلك.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-
- معضلة النظام الأمني
- من التخلف إلى الاستبداد
- الحرب الطائفية والنظام الأمني


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا بين الأقليات والأكثرية