أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الربيع العربي-... اختبار معقد














المزيد.....

الربيع العربي-... اختبار معقد


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطالعنا الأخبار يوماً بعد يوم عن الأوضاع المضطربة في العالم العربي، لتنجح هذه في اللحظة الأولى بظهور حالة من الأسى والكآبة، فمن هنا ومن هناك تتوالى الأخبار عن تظاهرات وإضرابات تقوم بها مجموعات من العاطلين عن العمل ومجموعات أخرى من الطلبة الجامعيين والعاملين في حقل التعليم العالي، إضافة إلى آخرين يهتفون ضد "بقايا" النظام السابق،... إلخ، ذلك يمثل ظاهرة لا يمكن المرور عليها دون قلق أو اهتمام، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار ما راح يُسوق له منذ وقت مضى تحت إطار التخويف من اندلاع حالات من الفوضى هنا وهناك من البلدان العربية، التي أسقطت نخبها الأمنية السياسية وعلى رؤوسهم رؤساء ومسؤولون كبار، فهم يلاحظون أن الفوضى المتصاعدة هنا وهناك في تلك الأخيرة، ليست ذات أسباب مقبولة بالقياس الاقتصادي والسياسي والمالي وغيره في ما نسميه "مرحلة انتقال إلى نظام اقتصادي أقل فساداً واستبداداً وأكثر حرية وكرامة وكفاية مادية مناسبة وغيره".

ومع علمنا بأن المراحل الانتقالية في مثل هذه الحال تحمل وشم الفوضى المذكورة ليس بسبب طبيعة تلك المراحل بما فيها من تعقيدات وإشكالات ومعضلات موروثة من عقود وتحتاج - من ثم - لجهود حثيثة ووقت كاف من أجل تجاوزها أو ضبط سيرها واتجاهاتها لصالح مسار التغيير في البلدان المعنية، إلا أن هنالك ربما أسباباً خفية أو معلنة تُظهر الرغبة في إحداث بلبلة في وجه ذلك المسار.

وهنا كذلك نستطيع أن نضع أيدينا على حالة تكمن تحت ما يمكن ضبطه باسم "الجهود التي تبذلها القوى المضادة للتغيير المعني"، وفي الحقيقة ليس ها هنا ما يدعو للعجب، فخصوصية التطور المعقد والعسير الولادة، تنطوي على ضرورة أخذ المواقف المضادة للتغيير بعين الاعتبار، ففي تونس ومصر وليبيا واليمن، والآن في سوريا، شهدنا ونشهد حالات من الجموح العنفي تطلقها جماعات ضد ما حدث من خطوات أولية على طريق التغيير، باعتقاد أن المراكز العليا التي خسرتها النخب القيادية هناك لن تتخلى عنها وتدع الموجة تسير إلى أمام.

ها هنا نضع أيدينا على زاوية مهمة من تفكير الفئات والطبقات والمجموعات التي تجد نفسها وقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من افتقاد السلطة، فقد تكوّن لديهم وعي زائف ضد التاريخ، تظل سلطتهم بمقتضاه قائمة إلى الأبد. وإذا طالب جمهور من المذلين المهانين والمفقرين بشيء من الإصلاح، فإنهم يعلنون غضبهم على أولئك، إن "الحق الإلهي" يعود إلى العلن على أيدي أولئك، الذين يملكون المال والسلطة والمستقبل، ولما كان الأمر غير قابل لأن يستفرد أولئك بهذا الثلاثي، فقد وجد ذلك الجمهور نفسه مُرغماً على رفع عقيرته احتجاجاً ومطالبة وإنذاراً. ها هنا أراني أميل إلى الاعتقاد بأن مُلاك السلطة والمال يجدون أنفسهم أمام الدفاع عن "حقوقهم الطبيعية أو الإلهية"، مفرطين بذلك بفرص تأتي بإحداث توازنات اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها، ويكون بنتيجة ذلك أن يبقى العنف والعنف المضاد مهيمناً في الساحة. إن واقع الحال ذاك هو - وغيره - الذي يكمن وراء تصميم أصحاب الحقوق على الحصول على حقوقهم!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة
- تغييب -اللاعب الأكبر-
- دبلوماسية في خدمة الجريمة!
- ليسوا مندسِّين
- الثورة واستحقاقات التعددية
- حين تغيب العقلانية
- تساؤلات لا يحتملها -الاستبداد-
- معضلة النظام الأمني
- من التخلف إلى الاستبداد
- الحرب الطائفية والنظام الأمني
- الاستقواء بالخارج!
- -الربيع العربي- والمسار الفلسطيني
- موقف أوباما: هذا ما يغضبنا


المزيد.....




- رئيس وزراء لبنان يعلق على -حصرية السلاح- والتلويح بـ-حرب أهل ...
- انتهاء العمل بالتذاكر الورقية في مترو باريس
- ما خيارات حماس لفك الحصار عن مقاتليها العالقين داخل نفق في ر ...
- شاهد..أسباب فوز السيتي على ليفربول
- غزة مباشر.. مستوطنون يقتحمون الأقصى وإسرائيل تتسلّم جثة ضابط ...
- البلاد التي تخاف من كلمة… كيف تحتمل المستقبل؟
- ميزانية الدولة لسنة 2026: ميزانية جباية وميزانية اقتراض
- -بوادر انفراجة- في أطول إغلاق حكومي بتاريخ أميركا
- بأمر ملكي.. السعودية تقلد رئيس الأركان الباكستاني وسام الملك ...
- الحكم بالسجن المؤبد على ممرض ألماني قتل 10 مسنين لتخفيف عبء ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الربيع العربي-... اختبار معقد