أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نكسة «نصرالله»














المزيد.....

نكسة «نصرالله»


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتتالى المواقف القاسية المجحفة والمؤسفة، التي يتخذها «حزب الله» بقيادة نصرالله، حِيال سوريا المنتفضة من أجل الحرية والكرامة والعدالة. ومنذ المواقف الأولى على ذلك الطريق، رحتُ أتساءل: لماذا تلك المواقف تصدر عن نصر الله، وهو الذي عوّدنا على أحوال ومواقف أخرى أطلقتُ عليه في واحد منها عام 2006 اسم «الفاتح». لقد التقيته مع ثلة من المفكرين في أعقاب مؤتمر شاركت فيه ببيروت منذ بضع سنين، وكان بعنوان «الإسلام وأوروبا». كان مؤتمراً حافلاً بالنشاط العلمي التأريخي، استطعنا فيه - بحضور مجموعة من الباحثين المستشرقين الألمان - أن نضع بعض النقاط على الحروف ونجيب على بعض الأسئلة المطروحة في العالم الإسلامي خصوصاً ما يتصل منها بقضايا الأصولية والسلفية والظلامية والعلاقة بين التأويل ومقتضيات الحداثة، والمسائل المتصلة بالتعددية القرآنية... الخ. وكانت العلاقة بين أوروبا والإسلام والإصلاح قد نوقشت باستفاضة. وخلصنا إلى نتيجة (مطلب) تبلورت في الدعوة التالية: من الحوار إلى التفاهم! وكانت فكرة التأثير المنهجي المتبادل بين تلك القضايا قد تغلغلت في كامل المؤتمر، بالرغم من ظهور أصوات أخرى تدعو إلى الاستقلالية المغلقة في العلاقات بين الشعوب والأديان من طرف، وإلى هيمنة بعضها على بعض باسم العقائد والتعاليم الدينية من طرف آخر. ولحسن الحظ، ظهر ذلك ضئيلاً خافتاً غير فاعل وغير قادر على السّير قُدماً في البحث العلمي الصارم، مع تشديد على فساد الدعوات إلى الهيمنة من طرف على طرف أو أطراف أخرى.

والآن وفي هذه المرحلة المرعبة التي تمر بسوريا، تبرز مواقف جديدة أو قديمة جديدة يأخذ بها نصر الله، ونجد صعوبة كبرى في التوطين بينها دلالياً رمزياً وواقعياً سياسياً وأيديولوجياً، وبين ما كنّا سَعدنا به سابقاً، وللأسف، أخذنا نلاحظ صمته على السجالات السياسية بين أطراف سياسية إيرانية وأخرى عربية حول مناطق عربية ألحقتها إيران الثورة الإسلامية بها. أما الخطأ الكبير والفاحش فيما يراه البعض، الذي اتخذه «حزب الله» فهو كيفية تعامله مع انتفاضة سوريا ضد أسوأ نظام أمني قام فيها تاريخاً وراهناً، فقد قامت هذه الانتفاضة ضد ما أسّس له ذلك النظام تحت يافطة، قانون الاستبداد الرباعي. فعلى امتداد أربعين عاماً ونيّفاً هيمن ذلك القانون الخاص بالاستبداد في سوريا العربية، وعليه وضده انتفضت سوريا الشجاعة. لقد جاء رفض «حزب الله» الإقرار بشرعية الانتفاضة - الثورة في سوريا نكسة هائلة في المنظومة السياسية والقومية والأخلاقية لمشروع المقاومة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين العربية. كنا نفكر في عقود سابقة أن اكتمال تلك المنظومة التحريرية سيصبح أكثر اكتمالاً بل أكثر اقتداراً على تحقيق استراتيجيتها الوطنية والقومية، حين تتحرر من الظلم والطغيان والفقر والظلامية، إنها- والحال كذلك - استمرار حيّ للتحرير والتحرر، فهي تحرير للوطن من احتلال الاستعمار والأغيار المستكبرين في الأرض، وهي تحرر من الظلم الداخلي من قبل «ذوي القربى». وحيث يكون الأمر كذلك، فكيف يحدث أن «تمرّ» على من عرفناه وطنياً وقومياً وحكيماً، فيقع في شرَك «داخل فاسد ظالم» وفي أخطبوط «خارج جشع مستغل» ويا ويل الدخول فيما بين الأخ وأخيه، ليعمل على الإطاحة بكليهما معاً؟!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نكسة «نصرالله»