أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - استراتيجية «الزمن التاريخي»














المزيد.....

استراتيجية «الزمن التاريخي»


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ الباحث المدقق أن أحد الأخطاء الكبرى والحاسمة التي قام بها النظام السوري منذ 15-3-2011 في مواجهته للأحداث التي لا تزال قائمة، تمثل في الاستعجال الفاحش الذي لجأ إليه في مواجهة هذه الأخيرة. فلقد أعلن الإعلام السوري منذئذ أن الأحداث تجسيد لمؤامرة كونية خارجية على سوريا، ثم زادت هذه الفكرة وضوحاً، حين راح المتابع يقرأ في الإعلام السوري أن أطرافاً أو بعضاً من أطراف هذه المؤامرة، يمكن تحديدها بكونها منتمية إلى مرجعيات السلفيين وأنصار «القاعدة»، إضافة إلى أهل النصرة من بلدان عربية وغير عربية... إلخ، وكان هذا تعبيراً دلالياً على أن الداخل السوري لم يكن طرفاً في ذلك، لأنه لا يحتمله ولا يمكن التفكير بأنه (أي الطرف السوري) هو منتجه أو هو مشارك في إنتاج أسبابه، أي (هنا) أسباب الانتفاضة أو المؤامرة تلك، على حد قول آخرين من النظام أو من أطراف أخرى.

وبسرعة نسبية راحت سلمية الأحداث المندلعة والمتسعة في سوريا، تتحول إلى حالة سريعة ومتسارعة من الاصطراع العسكري، وظف فيه النظام أسلحة متقدمة زادت من حدته، وأوضحت بجلاء من الشعارات ما راح يجد حضوراً عمومياً، كان ذلك قد تجسد في شعارات حسمت الموقف القائم على الثنائية في اختيار الاستراتيجية، أما أهم ما راح يحدث هنا فقد أفصح، بقوة وبشيء من السذاجة، انهيار احتمالات العقلانية والحكمة في مواجهة الأمور. أما الثنائية إياها فتبلورت في الخيارين الحاسمين التاليين اللذين يلتقيان برأي المفكر الياباني الأميركي فوكوياما، واللذين جاءا في الزمن العولمي الذي نعيشه.

فقد أعلن هذا الرجل أطروحته الجديدة: لقد انغلقت أبواب التاريخ العالمي، الذي دخل مرحلة الموت السريري، لتبقى أبواب التاريخ الأميركي مفتوحة، وذلك على نحو يمكن أن ينضم إليه تاريخ هذا الشعب أو ذاك ضمن شروط هو التاريخي الأميركي، نعم، هنا كذلك، إما الإندراج في التاريخ الأميركي العولمي، وإنما الدخول في أتون حرب عالمية ثالثة يمكن، بل ينبغي أن تطيح بسيادة من يطرح من الشعوب بخيارات أخرى لا تُبقي على أحادية «التاريخ الأميركي الحق» سائدة في الكون.

والآن، يأتي رئيس وزراء روسيا، ليعلن بلغة «التوبيخ» ما يُظهر ضرورة أحادية ذلك التاريخ الأميركي، يقول هذا الرجل (في التصريح الذي أطلقه يوم الأحد المنصرم في 27-1-2013): «لقد أخطأ الأسد، حين «تلعثم» في مواجهة استحقاقات الإصلاح، التي راحت تطرح نفسها على النظام السوري، فلقد واجهها متأخراً، غير مدرك أهمية وخطورة الزمن في المرحلة المعيشة الآن، ولذلك، فإن فرص بقائه في الحكم تتضاءل، والحق، أن هذا الحكم الذي قدمه ميدفيدف وإن كان صحيحاً في موضعه وسياقه، إلا أن الكلام فيه لم يعد، بعد السكوت عليه، إلا ألفاظاً فقدت دلالتها الرمزية، والأخرى الأكثر أهمية وخطورة، وهي التاريخية، فمدفيديف أغفل ما كان عليه أن يعلن عنه بوضوح كلي: إنك إن أغفلت الزمان الذي عليك أن تحقق فيه استراتيجيتك، فإنك لن تعود تملكه في رمزيته وتاريخيته، إنه لن يعود فإذا كان عليك أن تُنجز مهمتك الآن، فاعلم أنك لن تنجزها الآن، إن أهملتها الآن، ذلك لأنك لن تكون قادراً على إنجازها، ومن هنا، كان على رئيس الوزراء الروسي، ألا يتخذ الموقف الذي اتخذه، في حينه صامتاً، حين سوّغ السكوت على تلك المهمة في حضور أصحابها السوريين، وفي هذا: إما استخداع، وإما استبلاهُ ذاتي، وكلها أسهم ويسهم في تدمير سوريا.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - استراتيجية «الزمن التاريخي»