أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم محمد السيد - المثقف قائدا














المزيد.....

المثقف قائدا


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 22:00
المحور: الادب والفن
    


لا يختلف دور المثقف عن دور السياسي ضمن نطاق مسؤوليتهما الوطنيه والانسانيه, فالسياسي ان كان القائدُ والمدير المسؤول عن تحقيق تقدم البلاد ورقيها فالمثقف هو قائد الوعي المجتمعي وحامل اللواء الهادف للإصلاح و الذي سيصنع السياسي وغير السياسي, من هنا نجد خطورة دور المثقف الكامن وراء رسالته التي يريد ايصالها للجمهور عن طريق الادب او الفن او الاعلام وغيره.
المثقف قائد الوعي كما قلنا وقيادته تفترض حياديته ونظرته التأمليه لما يجري وخصوصا في بلد كالعراق الذي يغرق بصراع ايدولوجي تأريخي يرسم الخرائط والانتماءات والأسس السياسيه, وقدر تعلق دور المثقف بصناعة السياسي (الجزء من الكل) فأن من المفترض ان نرى دورا اكبر للمثقف العراقي في ضل تلك الصراعات بدلا من ان يكون وقودها و (جزءا من كل) أي ان تكون صناعة المثقف سياسيا. فالأقلام المأجورة مثلا يمكنها ان تكون حطب نار الفتنه الطائفيه التي تجر لها البلاد اليوم فالحرب وان كانت تصف انها اعلاميه الا انني اجدها ثقافيه من زاوية اخرى. مثال منها قصيدة سعدي يوسف الأخيرة عن الفلوجه وهي انموذج للمثقف المُنتج سياسيا بمادة اوليه طائفيه والتي هاجم فيها المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني متهما اياه بالكفر والواقف خلف قتل متظاهري الفلوجه بالتعاون مع الامريكان!, ازورار هذا الشاعر وانحرافه عن جادة الحياديه مقابل ايهام الشارع العراقي (القلق) ما هو الا محاوله لتأجيج الفتنه ووضع اليد على كتف الغريق الذي يستنجد بالمثقف الذي خجل من مد يد الحياة معطيا له يد الموت تلك.
هنا تستحضرني قطعه للكاتبه الجزائريه احلام مستغانمي في احدى مقالاتها والتي بدت عليها انفعالات واضحه في مؤتمر الروائيين العرب في القاهرة 1998
"يبقى أن الذين يتحملّون جريمة الحبر الجزائري ليسوا القتلة. والذين يحملون على يدهم آثار دم لما يقارب المائة ألف شخص كانوا يعيشون آمنين.. ليسوا القتلة. وإنما أولئك الذين لم تمنعهم كلّ فجائعنا من مواصلة الحياة بالطمأنينة والرخاء نفسه, والذين استرخصوا دمنا.. حتى أصبح الذبح والقتل أمراً عادياً لا يستوقف في بشاعته حتى المثقفين العرب أنفسهم.
والذين تفرّجوا خلال السنوات الأخيرة بلا مبالاة مدهشة على جثتنا" وكأنها تتحدث عن العراق هذا اليوم!! وبمناسبة مستغانمي وسعدي يوسف اتذكر مقوله لها في مقابلة على اثر رواية ذاكرة الجسد: "أقول لسعدي يوسف: الذي يقتات من جراح الناس لا يشبع أبدا!."
من هنا بات لزاما على المثقف ان يعي دوره ومنهجيته كقائد للوعي لا داحرا له, الدور الذي يحتم له ان ينتأى به عن مهاوي الانجرار الطائفي والسياسي الذي تتجذر منابعه من الاقليم المحيط بالعراق, ومسؤوليته كقائد تجعله في مواجهة تأريخيه مع عملية صناعة السياسه والاخذ بيد المجتمع لجادة الحياديه والسياسيه المنبثقه عن الواقع الايدولوجي الفكري الذي يبث الى العقول لتأجيج الصراع على السلطه والتي سيكون اول ضحاياها المثقف ذاته!



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!
- الكذب على الاجيال متى سنتهي؟
- بين مصر والعراق تظاهر وصمت
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية 2
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية
- حرامي لاتصير نزاهة لا تخاف
- خطوه نحو الحضارة
- النظافة من الانسان
- العراق بحاجة لصناعة الانسان
- البيت الابيض والشعر الابيض


المزيد.....




- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم محمد السيد - المثقف قائدا