أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الجهاد في سوريا ..أفغانستان من جديد














المزيد.....

الجهاد في سوريا ..أفغانستان من جديد


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أشبه اليوم بالبارحة،وما أسوا تداعيات اليوم والبارحة معا،فبالأمس تحالف الإسلام السياسي بكل ما يمتلك من مقومات مالية وعقدية ،مع الإمبريالية الأمريكية بكل ما تمتلك من خبث ودهاء ،وكوّنوا حلفا يقاتل السوفييت في جبال تورا –بورا المشهورة بزراعة الأفيون والحشيش في أفغانستان.
لم تستطع أمريكا بكل ما لديها من طاقات مادية ومالية وعسكرية ،من إلحاق الهزيمة بالسوفييت في أفغانستان،ولم تتمكن من تسجيل نقاط نوعية عليهم هناك،لكن وبعد دخول الإسلام السياسي على الخط،وتعهده بتجميع الشباب المسلم للموت في أفغانستان دفاعا عن المصالح الأمريكية،رأينا تحولا نوعيا في المواجهة العسكرية في تلك البلاد الجبلية التي يبدع فيها العنصر البشري المتعطش للقتال .
قبل الغوص في التفاصيل، لا بد من تسجيل اللوم والعتب وبأثر رجعي ،للإسلام السياسي الذي وضع أولوياته من أجل تحرير تورا –بورا من السوفييت الذين جاؤا إلى أفغانستان بطلب من الرئيس الأفغاني آنذاك بابراك كارمل،بينما نسوا أو تناسوا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المحتل من قبل الصهاينة ،ولعل هذه القضية هي القشة التي قصمت ظهر البعير فيما يتعلق بالإسلام السياسي وتوجهاته وأنه وضع نفسه منذ البداية بندقية للإيجار تعمل لصالح أمريكا.
إذا وضعنا الجندي الأمريكي- المدجج بالسلاح والدورات التدريبية العسكرية ،ورغبة السواد الأعظم منهم في إظهار ولائهم وإنتمائهم لأمريكا كي يحصلوا على جنسيتها- في الميزان مع الشاب المسلم الذي يفتقر للتدريب والتسليح ،لكنه متخم بالإيمان والرغبة في الجهاد ونيل الشهادة في سبيل الله ،لوجدنا كفة الشاب المسلم ترجح بشدة أمام الجندي الأمريكي ،كون الأول جاء إلى القتال بدافع عقدي ،أما الثاني فقد دفع به إلى القتال دفعا ناهيك عن طمعه بنيل الجنسية الأمريكية.
هذه القضية لمستها في لبنان إبان التصدي للعدوان الوحشي الذي شنه الإرهابي أرائيل شارون على لبنان صيف العام 1982 ،ونجاح شارون بالتآمر مع الرسمية العربية الرجعية والتقدمية آنذاك في حصار بيروت ومن ثم إحتلالها ،إذ ظهر التذمر والشكوى بصورة جلية عند الجنود الإسرائيليين ،وقالوا أنهم ليسوا على إستعداد للموت من أجل أن يقيم المسيحيون اللبنانيون دولة خاصة بهم،في حين رأينا الشباب الفلسطيني يتطوع ويأتي إلى لبنان من كافة أصقاع الأرض دفاعا عن ثورته.
ولأننا ننسى ،سأذكر بظاهرة بدأنا نعاني منها وعلى الأصح بدأت الأنظمة الرسمية تعاني منها، وهي الواقع الجديد الذي خلقه ما أصبح يطلق عليهم لاحقا " الأفغان العرب" ،الذين شكلوا ظاهرة فريدة من نوعها جديدة على الأنظمة العربية ،الأمر الذي جعل هذه الأنظمة وأجهزتها الأمنية تتفرغ لهم وتتابعهم ومن ثم تعتقلهم.
"الجهاد" في سوريا اليوم، يشبه " الجهاد " في جبال تورا –بورا الأفغانية،من حيث المسلكيات والتداعيات ،وأنا هنا لا أدافع عن أحد لكنني أذكر بواقع ألحق بنا الضرر وأقوم بتحليل سياسي آمل أن أصيب فيه لأنال الأجرين كاملين.
أما بالنسبة للمسلكيات فإن قادة الإسلام السياسي ،باتوا يجولون الحواري والأزقة العربية الفقيرة لإغراء الشباب العاطل عن العمل والذي يموت قهرا لعدم تمكنه من الجهاد في سبيل الله في فلسطين،وتلقيمه بحفنة من الدولارات الأمريكية وتزيين " الجهاد" له ،ولكن ليس في فلسطين بل في سوريا.
ونأتي إلى التداعيات ،فإن من سيعود من سوريا حيا ،سوف لن يقبل الجلوس مكتوف اليدين، مثل طالب الروضة الخائف،بل سيتحرك في كل الإتجاهات،ولم لا وقد ذاق طعم الحرية وإكتسب خبرة السلاح وسمع أزيز رصاصه بغض النظر عن صحة المسار الذي إتخذه هذا الرصاص،وقالت جبهة الحق التي تقاتل في سوريا أن عناصرها سوف يواصلون دورهم في الأردن ولبنان ومصر وبقية الدول العربية والغريب في الأمر أن هذه الجبهة تذكرت إسرائيل ،ونوهت أن رجال الجبهة سيمارسون جهادهم فيها.
لا بد من التنويه أن الإسلام السياسي لم يكن ليتمكن من ممارسة هذا الدور ،وتجنيد الشباب العربي لولا الدعم والتأييد والموافقة من قبل الأنظمة الرسمية التي إكتوت بنار فعلتها على يد من أطلق عليهم " الأفغان العرب" ،وها هو نفس الدور يتكرر بالنسبة لسوريا دون التدقيق في التداعيات ،ذلك أن المراد هو إرضاء أمريكا.
ربما يسأل البعض :لماذا تقوم أمريكا بتجنيد الإسلام السياسي للقتل والقتال في سوريا؟والجواب هو أنها لا تريد المغامرة بجنودها هناك، ولا تريد كذلك أوروبا أن تغوص في سوريا ،بسبب تحالفات النظام المتشعبة دوليا ،عكس ما كان عليه الحال في ليبيا التي تدخل فيها الناتو وأسقط نظام حكم القذافي.
السؤال الإستراتيجي الآخر :ألا يعلم الإسلام السياسي أن هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة نقطة واحدة من مسلم؟وكذلك ألم يسمع قادة الإسلام السياسي بإحتلال فلسطين والقدس وقرب هدم المسجد الأقصى؟ولماذا لم تتحرك بوصلتهم بإتجاه القدس وفلسطين والجولان بدلا من جبال تورا –بورا في أفغانستان وسوريا؟
أسئلة برسم الإجابة لكن دون اللجوء إلى التكفير والشتائم.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية في مواجهة الإسلام السياسي
- خارطة طريق لإنجاح -الثورات- العربيةوعدم إختطافها!
- سوريا ..العقاب والحل
- نتنياهو يترنح امام أوباما..العبرة في التنفيذ
- المصالحة الفلسطينية لن تتم حتى لو وقعوا؟!
- سوريا الدولة ..تعاقب
- الثورة السورية خنجر مسموم في قلب الأمة
- العلاقات العربية -الإيرانية..الفيتو الأمريكي
- أوباما قادم ..ماذا سنقول له؟
- اليد الإسرائيلية الطولى ..من يقطعها؟
- هل وصل التقسيم إلى مصر؟
- الأردن بعد افنتخابات ..خلط اوراق متعمد
- الأردن بعد الإنتخابات....خلط اوراق متعمد
- العراق على مذبح التقسيم الطائفي
- أوباما ..الولاية الثانية
- لإنتخابات الإسرائيلية...إنجاز وتداعيات
- الإنتخابات النيابية في الأردن ..خدوش في النزاهة
- أمريكا تغزو بلاد المغرب الإسلامي عن طريق القاعدة
- نهر الأردن يبعث من جديد
- لله در النقابات المهنية في الأردن


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الجهاد في سوريا ..أفغانستان من جديد