أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع ملاك الموت















المزيد.....

الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع ملاك الموت


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع ملاك الموت
بساطة غير مقنعة ورؤيا ملتبسة في فيلم بطله الحقيقي الموت والأسئلة
يصح أن نقول بأن فيلم الختم السابع-هذا الفيلم الشهير على كل علاته-بأن الخيال هو الذي صنعه وإن الصور والمشاهد الرئيسية في الفيلم كان قد رآها بيرغمان محفورة على أحد جدران الكنائس في طفولته:
الموت يلعب الشطرنج مع فارس من الفرسان...الموت منهمكا في نشر شجرة...ببطأ كان الموت يرقص رقصته النهائية متجها نحو ديار الظلام...
إذا يصح أن نقول بأن الخيال هو الذي صنع هذا الفيلم،والفيلم متعلق بالشخص فليس من الغريب إذا أن يضيف بيرغمان على هذا الفيلم بعض الالتباس...
تدور أحداث هذا الفيلم في منتصف القرن الرابع عشر (1351) والمستقى اسمه من الحكمة الانجيلية:
اختم على ما تكلمت بالوعود السبعة ولا تكتبه,خذه كله
المعروف بانه أشهر أفلام بيرغمان على الاطلاق،ولكنه ليس بأفضلها والذي افتتح فيه بداية عصره الذهبي واسئلته المتشائمة حول الله وغيابه(راجع مقالتي عن ثلاثية صمت الله) والتوت البري وبيرسونا كنماذج راسخة لهذه الفترة.
الفترة التي تدور فيها الاحداث هي عصور الظلام الأوروبي عند انتهاء الحروب الصليبية واجتياح الطاعون لأوروبا،حين يعود الفارس(Antonius Block) –ماكس فون سيدو-محملا بأسئلة بطبيعتها ليست أسئلة فلسفية،بل هي مجرد أفكار عادية
من الممكن أن تداهم أي شخص وإذا أردنا أن نصفها فعلا فنقول عنها بأنها أسئلة (دينية) فالفيلم محمل بالهم الديني الجدلي كعنصر مهم أساسي من محاور القصة ونستطيع القول بأن هذه الأسئلة هي بطلة الفيلم الحقيقية.
وإذا كان بيرغمان استخدم أجواء العصور الوسطي لكي يعبر عن أفكاره ولكنه لا يخلقها،لذلك فالفيلم هو ليس عن رجل العصور الوسطى لان بيرغمان ينظر إلى أبعد من ذلك...؟!
هذا الفارس سيواجه في بداية عودته رجلا متجهم عابس يتشح بالسواد،يتسلح بالثقة في النفس والقدرة على الانتصار،وهذا الرجل سيكنيه بيرغمان منذ الآن ومع بداية الفيلم (بالموت) وسيعرض عليه الفارس أن يلاعبه الشطرنج لكي يؤجل موعده إن فاز عليه وسيغش الفارس وينتصرفي مشهد اكتسب شهرة كبيرة ويعد من أشهر المشاهد في تاريخ السينما على الاطلاق...مشهد أشهر من مشهد الحريم في 8.5 واشهر من ازدحام المرور في عطلة نهاية الاسبوع وأشهر من المشهد الختامي لفيلم المسافر...
.سوف تكتمل الرحلة مؤقتا مع رفيق درب هذا الفارس ( Bulk Junne)للديار مع الموت أيضا
إذا الفيلم هو عن الموت،فهو اليقين النهائي لكل الفيلم...إنه مصير البشرية ومصير الشخصيات المتسائلة التي ستجد حلا لتساؤلاتها عند ذلك..
الفيلم محمل أيضا بالرؤى الدينية التي تتعلق بذلك العصر وعن شخصيات متسائلة عن سبب هذا العذاب الأوروبي وهو كانوا أصلا في خدمة الرب وهم يقيمون حروبهم الصليبية،بتعبيرات تنبع من أن الحياة قصيرة واشكال لشخصيات من المهرجين والمسرحيات الهزلية والمشردين وقطاع الطرق والزوجات الهاربة...
كل ذلك يشير إلى بؤس ذلك العصر ،وتحليل الاحداث قد لا يقود ألى نتيجة محددة،إذ أن الفيلم يستخدم هذه الأجواء غبر محدودة بعصر ما...نصح أن نقول أن هاجس الطاعون في ذلك العصر عند بيرغمان هو القنبلة النووية في هذا العصر.
الفارس يقف عند تمثال المسيح في أحد الكنائس ويباشر الاعتراف حين يكتشف أن الموت بذاته هو الذي كان يعترف له..يخبره عن الأوهام التي يعيش فيها فيسأله:ولكنك لا تريد أن تموت؟!
لا...أنا لا أرغب بذلك ولكني أنتظر المعرفة...
إنه لا يستطيع أن يفهم الله،لماذا هو مختبئ في غيمة من انصاف الوعود ومعجزات غير مرئية،كيف نصدق كالمؤمنين بينما لا نصدق أنفسنا...لماذا نريد أن نؤمن ولكننا لا نستطيع...لماذا لا استطيع قتل الرب في داخلي..أنا أريد المعرفة لا الإيمان.
إذا عند هذه الاسئلة نتوقف لنقول بأن الفيلم هو كناية...هل هو كناية عن الشك في الوجود وعدم الرضا في الحياة..
الفارس لحد الآن ليس بالكافر ولكنه يسأل عن القيمة ...قيمة هذه الحياة بشكل عام،ويسأل الله عز وجل عن المعنى وهو يريد التأجيل ليصل إلى المعنى...
الفيلم يحتمل الكثير،ولكن السؤال هو المحور الأساسي في كل الفيلم،وكل أحداثه استخدمت للسؤال....
شخصية الموت ملتبسةفهل هي ملاك أو هي شيطانDevil كما دعاها الشيطان في أحد المرات،ولكن الصورة التي
يرسمها بيرغمان لهذه الشخصية ليست بالغريبة،بل ربما تكون نفس الصورة العالقة في ذهن كل انسان،فالفيلم بموضوعاته واجواؤه ليس بالصعب أبدا،وبنظرة أعمق للفيلم نجد بأنه ابسط ما يكون.
يحتمل أن يكون الفيلم يتحدث عن شيء آخر...يتحدث عن ضياع الإنسان،ولكن ليس بالمعنى الذي يتحدث فيه أنتونيوني،فالفيلم ليس عن محنة فكرية بل هو ضياع فكري يقود في افكاره إلى محنة العصر الحديث،ويصح أن نقول بأنه مقدمة المحنة عند أنتونيوني...
ويصح أن نقول أيضا عنه بأنه فيلم ديني ولكن بالمقلوب...فالفيلم بحد ذاته ليس عن العقوبة الإلهية،بل التساؤل من حول هذه العقوبة،وبيرغمان على الرغم من كل هذه الرؤى يسترجع أجواء العصور الوسطى بامتياز،فالكل متشائم ويعتقد بأن الموت هو المصير المحتوم،ومع متابعة لعب الشطرنج مع الموت قد يكون الشطرنج بحد ذاته أيضا عبارة عن كناية...الحياة عبارة عن لعبة شطرنج نتحرك فيها كما يريد الإله،وإذ قال بيرغمان في الفيلم بأن العالم غير كامل فهذه فكرة غير متطرفة أبدا.
غير متطرفة أبدا في ظل فساد أخلاقي وتطرف ديني وطاعون ومتشردين ..الفكرة غير متطرفة أبدا
عندما يهتم هذا الفارس بساحرة متهمة بأنها نامت مع الشيطان،لأنه يريد أن يسأل الشيطان عن الله فهو الوحيد الذي يعرفه وهو الذي تعامل معه...
والرؤية التي ترى بأن الموت يقتل المهرج الذي مثل الموت قبل قليل للنجاة من زوج خليلته بقطع شجرة كان متسلقا عليها (اكرر كلمة يقتل) بحد ذاتها سذاجة في التعبير عن أن الموت قادم لا محالة...حتى لو رأها بيرغمان في طفولته على جدران الكنائس .
اصبح من المعروف أيضا ان الفيلم سينتهي بالموت،ولكن بالرقص لأن الموت سيأمر الفارس وجماعته بالرقص في مشهد جميل وقوي يحسب لبيرغمان وللفيلم بشكل عام...والموت طبعا سيكون بعد النطق باليقين من الفارس.
إذا كما قلنا ففكرة الفيلم ملتبسة كثيرا،والعناصر المستخدمة تصلح أن نطلق عليها بالملهاة التي اكسبت الفيلم البعد الدرامي المظلم...
أكثر ما اعجبني وأنا أقرأ عن الفيلم بأن أحد النقاد الأمريكيين قال بأن العناصر التي استخدمها بيرغمان في هذا الفيلم من الممكن أن تحسب على جيل السينما الصامتة (حتى ضمن أفلام بيرغمان نفسها) عناصر بسيطة وقديمة،-وشرح هذه المقولة لي مع بعض وجهات النظر للناقد-وبالشكل والصورة التي استخدمها فيها بيرغمان لا يمكن أن تكون مقنعة أبدا..
على الرغم من كل شيء...فيلم بيرغمان يحتوى على مشاهد لا تنسى ولا يمكن أن يتغافل عنها أي متابع للفن السابع.
بلال سمير الصدّر
18/5/2011



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ...
- Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تش ...
- حب الشقراء 1965(ميلوش فورمان):مراجع فكرية كبيرة من دون رؤية ...
- التوت البري(انغمار بيرغمان)1957:البساطة عندما تصنع فيلما خال ...
- مانهاتن 1979(وودي الن): سيرة ذاتية مختصرة عن شخص مشوش ومضطرب ...
- Annie Hall 1977وودي الن): رومانسية عصبية عن شخص لا يقبل الان ...
- ابتسامة ليلة صيف 1955(انغمار بيرغمان):بحث في علاقات متشابكة ...
- آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير ...
- Dream 1955(حلم) لانغمار بيرغمان:متاهة خلقها بيرغمان ولم يعرف ...
- ضد المسيح-المسيح الدجال 2009(لارسون فون تراير): رؤية ذاتية ل ...
- لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها روا ...
- أفول المهرج 1953(أنغمار بيرغمان): رؤيا شاملة لعناصر سيقولها ...
- الإمبراطور الأخير 1988:برناردو برتولوتشي:رواية للتاريخ من خل ...
- صيف مع مونيكا 1953(أنغمار بيرغمان):ميلودراما تذكر بالبدايات ...
- عن ستانلي كوبريك وسبل المجد1957:
- حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي و ...
- كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن ...
- ساراباند 2004: دراما معقدة لعلاقة ناقصة
- مشاهد من الحياة الزوجية 1974 لانغمار بيرغمان: قصة انتهاء زوا ...
- الظمأ(ثلاثة قصص حب غريبة) 1949 لأنغمار بيرغمان:نموذج لأمرأة ...


المزيد.....




- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع ملاك الموت