أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير مفهوم















المزيد.....

آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير مفهوم


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 21:10
المحور: الادب والفن
    


آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير مفهوم
يبدأ الفيلم بالاقتباس التالي لأاحد الأناجيل:
((لقد جرح من أجل آثامنا،لقد سحق من أجل جروحنا وبجروحه نحن مبرئون)
إذا نحن على وشك مشاهدة فيلم قاسي وعنيف ومتفرد،يعرض للحظات الأخيرة والخاصة بتعذيب واضطهاد السيد المسيح وفقا للرؤية والاعتقاد المسيحي السائد...
إننا أمام فيلم خاص ومتفرد ومختلف هن فيلم بيير باولو بازوليني الذي اعتبر المسيح ثائرا أو فيلم مارتن سكوسويزي الذي اعتبر مسيئا للنبي ضمن رؤية نيكولاس كازنتاكس،لأن الفيلم اعتبر-وهذا صحيح ويحسب بقوة للفيلم وخرجه ميل جيبسون بأن الأحداث السابقة لكل هذه القصة هي معروفة كتحصيل حاصل فهو يركز على اللحظات أو الساعات لأخيرة قبل الصلب.
إذا-كما قلنا-يبدأ الفيلم مع اللحظات الأخيرة قبل تسليم السيد المسيح عندما خانه يهوذا من أجل 30 قطعة نقدية وأرشد عن السيد المسيح لطائفة الفريسيين المتشددين التي بالطبع تعتنق الدين اليهودي.
بينما يكون المسيح مستعدا لهذه اللحظة،لحظة التسليم ولحظة العذاب الحق،والرؤية الواضحة والقائن عليها الفيلم بأن العذاب من أجل تحمل الخطيئة (أي نظرية الفداء) والفيلم أصلا قائم على الأناجيل المتبعة أي القانونية وبالتحديد انجيل متى الذي كان المخرج وفيا له على الرغم بأنه كان لمخرج الفيلم رؤية حول هذا الموضوع فهو يضيف عناصر للقصة من واقع رؤيته وتصوره الخاص ولكن هذا لا يعتبر تحريفا للاناجيل،فهناك على سبيل المثال شخصية الشيطان التي نظهر في لحظات مقصودة ومعينة مثل لحظات تمثيل إنسانية المسيح من حيث وساوسه وشكوكه وهو بالطبع سوف يتغلب على كل ذلك...
والعناصر التي أضافها ميل غيبسون على الفيلم إضافت للفيلم بعدا تشويقيا لا يمكن أن ينكر وسنأتي على ذكر بعضا منه..
إن عذاب السيد المسيح-نبي الله-يبدأ من لحظة اعتقاله من حيث ضربه وتحقيره كما أننا نلاحظ شيئا آخر –هذا إذا أردنا أن ننظر إلى الواقع الجغرافي والسياسي-فنلاحظ أن هناك فصل بين السلطة الدينية اليهودية والسلطة السياسية المتمثلة بالحكم الروماني،وكأن لليهود حق أو حكم ذاتي يؤهلهم للقبض على على من يشاؤون...وكأن لهم سلطة نابعة من أقلية دينية.
ويسبق المحاكمة الحصرية المبدأية للمسيح عليه السلام من قبل الفريسيين رؤية خاصة للمخرج حول عذاب يهوذا الأسخريوطي الذاتي ورؤيته للأحلام والهذيان وهذا نابع من الندم حين يرى الحمار الميت المتعفن الجثة الذي يحيط به الذباب ثم يشنق نفسه،فعذاب يهوذا كان داخليا أكثر منه خارجيا ولا علاقة له بالمحيط بقدر علاقته بالذات...ربما هذا ما أراد المخرج أن يقوله ومن الجدير بالذكر أن هذا متوافق نوعا ما أو بشكل أدق ضمنيا مع بعض التفسيرات الاسلامية لحياة السيد المسيح.
(Pontius pilateثم دعونا نلقي نظرة على الموقف الروماني فالزوجة(كلاوديا) تطلب من زوجها الحاكم الروماني (
عدم الحكم على هذا العابد لأنه مقدس...
الموقف واضح،فالفيلم يحمل اليهود المسؤولية التاريخية على قتل السيد المسيح،فالحاكم الروماني يتهمهم بالجنون لأنهم رحبوا يبدون مرتبكين وملتبسينCaiaphasبه ثم طلب منهم أن يحاكموه وفقا إلى شرائعهم والفريسيين ومرجعياتهم الدينية متمثلة ب
في الرد على هذه الدعوى فالحاكم الروماني استجوب السجين ولم يجد به أي علة بل يدع أمره للملك هيرود الذي يرفض الحكم الذي لم يجد فيه مثل هيرود أي سبب للجرم.Pontius pilate عليه ويتهمه بالجنون فيعيديه إلى
فيخيرهم الملك الروماني بين اطلاق سراح سراح باراباس وهو مجرم خطير كما هو معروف للجميع والمسيح فيختارون اطلاق سراح باراباس ويختار اليهود أن يصلبوه ولكن الملك يرفض بل يأمر بمعاقبته.
وهنا نأتي على أقسى مشاهد الفيلم...مشهد الجلد...تسع وثلاثون جلدة بالعصي اللينة ثم بشيء أشبه بالكلابات التي تعلق بالجسم قبل خروجها منه وكل هذا الوجلاديين الرومان يبدون متللذذين جدا بمثل هذا التعذيب،وهذا يدفعنا إلى مناقشة الموضوع من وجهة نظر أخرى ومن بعد وزاوية أخرى....
فكرة الخلاص في التصور المسيحي للحظات الأخيرة من حياة السيد المسيح ربما تتطلب كل تلك القسوة،ولكن اليهود ليسوا بريئيين أبدا من دم المسيح وهذا ما يصوره الفيلم حتى لو كان المخرج تنازل عن ذلك وحذف بعض اللقطات من الفيلم.
الرؤية الأخرى عي رؤية أشمل وعلى مدى أوسع وهي فكرة تعذيب الإنسان وقبوله هذا الشكل من التعذيب لأخيه الإنسان.
قلماذا يجلد الرومان السيد المسيح بكل تلك القسوة وكل تلك السادية،ولماذا يلبسونه اكليل الشوك الشهير،ولماذا يبدون متعصبين وساديين في تعذيب شخصية لا تخصهم بأي شيء وهم ليسوا أتباع دين أصلا..؟!
هنا علينا اعادة تحليل الإنسان من كل تلك وجهات النظر،فالفعل الإنساني هو غير المفهوم لأان التصرف الديني قد يبدو مبررا خوفا من نقهقر أو تراجع سلطة ديننية متبعة.
إن عذا السيد المسيح نابع أصلا من شخصية بشرية أصلا وأساسا هي عنيفة ومنحلة وينظر بوضوح في الطفولة...فالطفل يتلذذ كثيرا بفرض سيطرته بل وبتهكمه على الآخرين...
إن الفبول بتعذيب السيد المسيح بدون مبرر وإلى هذه الدرجة هي فكرة غير مفهومة ضمن منحى نفسي،فالشخصيات التي قامت بتعذيب السيد المسيح هي شخصيات سادية لم يطلب منها أصلا أن تعذبه إلى تلك الدرجة،فهنا فعليا أن نتأمل بالسلوك البشري عامة ونتساءل عن الرؤية الخاصة القائلة بنظرية الفداء تبريرا لهذا السلوك...
تظهر تلك الشخصية الغريبة التي هي الشيطان بعد أن يقلبوا السيد المسيح على بطنه ويعيدون جلده وهي تحمل بين يديها طفل يبدو مشوها جدا وكبيرا جدا في السن ويبدو لي هذا المشهد من الرؤية الخاصة بالمخرج التي لم أفهمها ولم أتوصل إلى مقصدها.
يغسل الحاكم الروماني يديه زيقول بأنه بريء من دم هذا الرجل ثم يبدأ مشهد درب الجلجلة المليء بالجلد والتعذيب والاهانة وحمل الصليب...حتى يصلب السيد المسيح.
فيلم آلام المسيح هو تحفة فنية مبنى على واقعة تاريخية مختلف فيها ومروية بأكثر من طريقة وبأكثر من مصدر،مستفيدا من سرد تاريخي يعتبر حقيقي وفقا لأاحد الروايات ولنظرية الفداء لهذه الرواية بالذات.
جيبسون قدم معالجة لقصة احتملت أبعادا كثيرة منها دينية ومنها سياسية ومنها ضمن رؤى خاصة بالمخرج ومنها لسلوك بشري يبدو معتما وغير مفهوما.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Dream 1955(حلم) لانغمار بيرغمان:متاهة خلقها بيرغمان ولم يعرف ...
- ضد المسيح-المسيح الدجال 2009(لارسون فون تراير): رؤية ذاتية ل ...
- لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها روا ...
- أفول المهرج 1953(أنغمار بيرغمان): رؤيا شاملة لعناصر سيقولها ...
- الإمبراطور الأخير 1988:برناردو برتولوتشي:رواية للتاريخ من خل ...
- صيف مع مونيكا 1953(أنغمار بيرغمان):ميلودراما تذكر بالبدايات ...
- عن ستانلي كوبريك وسبل المجد1957:
- حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي و ...
- كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن ...
- ساراباند 2004: دراما معقدة لعلاقة ناقصة
- مشاهد من الحياة الزوجية 1974 لانغمار بيرغمان: قصة انتهاء زوا ...
- الظمأ(ثلاثة قصص حب غريبة) 1949 لأنغمار بيرغمان:نموذج لأمرأة ...
- TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناس ...
- السفينة تبحر 1983 لفدريكو فليني:حضور أوبرالي وكنايات سياسية ...
- العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عن ...
- البكاء والهمس 1972 (أنغمار بيرغمان):محاولات للوصول إلى أصل ا ...
- The Touch1971:قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير
- In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة ...
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير مفهوم