حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي وسينما سيرجيو ليوني

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 23:02
المحور: الادب والفن
    

حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني
عن رباعية السباغيتي وسينما سيرجيو ليوني
عندما يحقق الصمت غاية الامتاع والتشويق
هناك ثلاثة أفلام دعيت أو عرفت فيما بعد بثلاثية (السباغيتي) وهي :من أجل حفنة دولارات،ومن أجل المزيد من الدولارات،والجيد والرديء والقبيح...
هذه الثلاثية شكلت علانة فارقة في تاريخ سينما أو سينما الغرب الأمريكي,واعتبرت أجمل ما صنعته السينما في هذا المجال،والثلاثية السابقة صنعها سيرجيو ليوني مع الصاعد في ذلك الوقت كلينت ايستوود ولكن سيرجيو يكمل هذه الثلاثية مع فيلم آخر من الممكن أن يضاف إليها وتدعى بكل قوة عند ذلك بالرباعية...
البطل في فيلم حدث ذات مرة في الغرب 1969 هو مجهول الهوية وهي أحد العناصر التي ميزت سيرجيو ليوني فس صناعته لهذا النمط من الأفلام،فأبطاله مجهولي الهوية ولا يكنون بأي اسم...
تشارلز برونسون هادئ هدوء الحجر وذو خطوات محسوبة برقة ويعزف طوال الفيلم على آلة الهارمونيكا لذلك من اممكن دعوته ب(السيد هارمونيكا) وأجمل وصف له أطلقه عليه رجل العصابات الطيب(شايان):إنه رجل يعزف عندما يكون هناك داعي للحديث ويتحدث عندما يكون العزف أفضل....
مع البداية قد تكون الحبكة ضعيفة وغير مفهومة ولكن ومع الانتظار قليلا سنعرف بأن الأمور باتت اسهل كثيرا ولو لم تكن هذه الحبكة بين يدي سيرجيو ليوني لأصبح الفيلم منسيا ولا يذكر بأي حسنة ولا حتى سيئة...
فرانك(هنري فوندا) سيظهر كرجل عصابات لا يرحم وسيقتل ماكبين وأولاده وسيضع توقيع شايان حتى يظن بأنه القاتل،وتظهر جيل زوجته التي قامت بدورها الحسناء الايطالية (كلوديا كاردينيلي) القادمة لأول مرة من بلادها حيث يعتبر يوم حضورها يوم زفافها لتجد زوجها قد مات،ولكن رجل الهارمونيكا سيكشف لها عن القاتل الحقيقي.
سيتعاون الثلاثة إذا على الايقاع بفرانك رجل العصابات لدوافع باتت معروفة ومفهومة لكلا الطرفين باستثناء رجل الهارمونيكا الماهر جدا في استخدام المسدس والذي كلما يسأله فرانك عن اسمه يذكر له أسماء رجل هم موتى الآن
لكن يظهر مع نهاية الفيلم أن هناك ثأرا بين فرانك وعازف الهارمونيكا مجهول الهوية...
هذه الحبكة تبدو سطحية إذا ناقشناها وتحدثنا عنها بهذه الطريقة وليس بطريقة سيرجيول ليوني الشهيرة،ففي الفيلم هدوء نادر ماتجده في أفلام الويسترن الامريكي،والشخصيات قليلة الكلام جدا وسيرجيو ليوني يستخدم في هذا الفيلم موسيقى غريبة ومخيفة ومشوقة في نفس الوقت ووجوه شخصياته متعرقة وبشعه وهي عناصر استخدمها في أفلامه السابقة.
إذا الفيلم لايروى ولا يحكى،فلكل شخصياته من شخصياته مكانها بحيث صنعت ما أراد سيرجيو ليوني أن يقوله فعلا،خاصة بأن موازنة الفيلم كانت مرتفعة بالمقارنة مع الثلاثية السابقة نظرا لنجاح الثلاثية السابقة...
سيرجيو ليوني وظف عناصر ممتعة وخاصة في رباعيته هذه جعل منها متفردة ولن تتكرر أبدا وتستحق الاحتفاء بها دائما وأبدا في أي عرس سينمائي وحتى الفيلم الذي حاول فيه كلينت ايستوود محاكاة سيرجيو ليوني قي رباعيته هذه ((متشرد السهول)) إخراجا وتمثيلا بدا مفتقدا للمسة سيرجيوليوني الساحرة والعبقرية...
لعل ما قاله سيرجو ليوني عن أفلام هذه السلسلة قد تكون خير خاتمة لهذا المقال:
إن أبطالي مختلفون عن أبطال الويسترن العاديون،لأن أبطال تلك الافلام عندما يفتحون النافذة يطلون على مشهد خصب وخلاب بينما بطلي إذا فتح النافذة سوف تستقر الرصاصة في رأسه.

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات