أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات الروح ونداء الجسد















المزيد.....

زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات الروح ونداء الجسد


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 21:06
المحور: الادب والفن
    


هي رواية للكاتب اليوناني الشهير (نيكولاس كازانتاكس) المروف في رواياته بالايحاء والرؤية الدينية،وتأثره الواضح في كتاباته بالكتاب المقدس وخاصة الانجيل،وهذه الرواية التي من الممكن أن نقول عنها كلمة لا يمكن أبدا أن تختصر مضمونها بأنها رواية عن الحياة وعن فن التعامل مع هذه الحياة من دون أي شطحات فلسفية أو ميتافيزيقية...إنها رواية عن التلقائية في التعامل والنظر إلى المعاناة..إنها رواية عن التجربة.
وعلى الرغم من الجدل الكبير الذي دار ولازال قائما حول رواية(الإغواء الأخير للسيد المسيح) التي عالجها مارتن سكورسويزي في فيلم يحمل نفس اسم الرواية عام 1988 وكنا قد تحدثنا عنه بشيء من التفصيل ولكن هذه الرواية -أي زوربا- تعد أشهر رواية لهذا الكاتب صورت في فيلم هذا على الأقل،وهذا بد ذاته نوع من المفارقة الكبيرة في حياة رجل كرس رواياته لحمل الهموم الدينية فتأتي رواية عن رجل مادي دنيوي من النادر أن يخوض في أسئلة غير تلقائية أو معقدة لتقف في مقدمة ما كتب.
العنصر الأول في هذا الفيلم هو السرد،فجمال الفيلم يكمن في السرد ومشاهدة قصة ذات عناصر بسيطة لا يتطلب مشاهدتها أي نوع من التعقيد،ومن ثم الأداء العالي والجميل لأنتوني كوين في الفيلم الذي يعد هذا الدور من أقوى وأجمل أفلامه على مدى تاريخه السينمائي الطويل والعريق بل هو الدور الذي أصبح يذكر به كوين دوما والبعض اعتقد بأن كوين ولد فقط من أجل القيام بهذا الدور.
إذا نحن نتحدث هنا عن تكامل عنصرين رئيسيين،الأداء والسرد،ومن غير الممكن أن ننسب نجاح الفيلم إلى أحدهما دون الآخر،فمن غير الممكن أن نقول أداء كوين-الذي نال عليه تريشيحا للأوسكار على أية حال-بمفرده قد أنقذ الفيلم(على شاكلة فيلم جنس وأكاذيب وأشرطة فيديو على سبيل المثال)لأن زوربا شخصية استثنائية ذات مواصفات خاصة لرواية كتبها كازانتاكس هذا من دون الحكم على المستوى الأدبي للرواية ولكن الرواية بحد ذاتها هي العالم الذي يصلح أن يعيش زوربا به ومن دونها فمن المستحيل التعرف على زوربا الحقيقي...
وإذا أردنا التحدث عن عناصر أخرى،فهناك الموسيقى التصويرية الخاصة بزوربا وهي أنغام موسيقى الرقص اليونانية الشعبية التي تستخدم للايحاء بزوربا عند ذكره في المواقع وفي الأفلام الأخرى.
الكاتب الانجليزي المنطوي على نفسه والمتحفظ بأن يأخذه معه(ALAN BATESزوربا يطلب من بازل (
إلى كريت من دون أي مقدمات وهناك سيعلمه حب الحياة وسيتعلم الكاتب تجربة وشيئا جديدا لا يمكن أن يتعلمه في صفحات الكتب أبدا وهو مقصود الكاتب الأساسي وإن كان هذا المقصود يختفي من خلف القيام بمشروع استثماري يبدو بانه يتعلق بتجارة الأخشاب المتوفرة في كريت
زروبا ذو لحية طويلة ومنظر كث أشبه بالمحطمين ولكه بشوش وقلبه عامر بحب الحياة والتعبير الأساسي الذي يستخدمه هو الرقص...الرقص للسعادة والرقص للمعاناة.
وإن كنا نعرف أمورا عن حياو زوربا الماضية ولكن الفيلم ليس عن ماضي زوربا وهو في نفس الوقت ليس فيلما عن اللحظة بل هو فيلم عن زوبا نفسه...
عندما مات ولده ديميتري كان الكل يبكي ولكن زوربا رقص،فالرقص بالنسبة إليه هي الطريقة الوحيدة لإسكات الألم.
والمفتاح المهم لفهم شخصية زوربا-التي يصح أن نقول عنها بأنها أسطورية او على الأقل مستحيلة-بأنه يقول للكاتب بأنك تفكر كثيرا وهذه هي مشكلتك وفي موضع آخر في أواخر الفيلم يقول له:أنت ينقصك شيء واحد (الجنون).
زروبا حساس وظريف في التعامل مع النساء،وله وجهة نظر في احترام كل النساء تجعلهن يحبونه،مثل الفرنسية الخمسينية صاحية الفندق الذي يقطنان فيه في كريت..كانت قد عاشرت أربع كاردينالات في الماضي من جنسيات أوروبية مختلفة وعاشت ليالي حمراء ولازالت تعيش في الحنين الفخري والجنسي لهذا الماضي.
ووفقا لزوربا وأنجيله الحياتي فأي رجل يحب أن يلبي دعوة أي إمرأة تدعوه إلى الفراش فالله ذو قلب واسع وقادر على المغفرة.
هناك الأرملة (ميرا) غريبة الأطوار متشحة دائما بالسواد التي يرغب فيها كل رجال القرية ولكنها متمنعة ولكن من الواضح بأنها تعجب بالكاتب ومن أول نظرة،عند ذلك يحاول يحاول زوربا أن يرتب موعدا بينها وبينه باندفاع وحب فالحب بانسبة لزوربا تلقائية وهدية بشرية لا يمكن الاستغناء عنها أبدا،فزوربا رجل دنيوي أولا وأخيرا غير متعلق أبدا بالعقائد يحب الدنيا ويعاملها بحب لذلك نجده شخص مثالي حتى لو أخطأ كدنيوي بحت.
هناك مشروع يفكر فيه زروبا بأن يستخدم قانون الجاذبية بأن ينزل الأشجار من أعلى الجبل وإن كان هذا المشروع سينتهي بالفشل ولكن الفيلم ليس عن المشروع بل هو عن زوربا نفسه كما قلنا سابقا وطريقته في حل الأمور وهو يطلب أصلا من الكاتب بأن لا يثق به لأن دماغه يعطيه أفكار غبية مجنونة ولكن المعلم مستعد للمغامرة.
هناك مفارقة عجيبة في شخصية زوربا،فهو رجل نادر وغير مألوف ويصلح فعلا للمواقف التي تحتاج إلى بطولة وكن في نفس الوقت فهو رجل من السهل جدا التنبؤ بتصرفاته.
يعطي بازل لزوربا كل ما يملك ليذهب إلى المدين لشراء ما يحتاجه من معدات لهذا المشروع،ويعده زوربا بالرجوع بعد خمسة أيام فقط،وكن زوربا سيترك كل ما قدم من أجله من أجل لحظات اللهو وسيبعث برسالة إلى الكاتب الشاب حول أفعاله في المدينة تجعل من الأخير يصاب بالاكتئاب وفي لحظة ضعف سيتوجه إلى الأرملة وعندما يعرف الشاب المراهق الذي يهيم حبا بهذه الأرملة الحسناء يقوم بالانتحار.
تقتل الأرملة في مشهد مقتبس من الانجيل بتهمة الزنا...يبدأ المشهد بالرجم ومحاولة زوربا لأن يفعل شيئا ولكن تنتهي هذه القصة بالذبح.
القتل هنا يحمل معنى آخر فهو نابع أصلا من الغيرة لأن الأرملة الحسناء لو قبلت بأي شخص آخر غير الانجليزي من رجال القرية اليونانيين لما قتلت ذبحا،وهذا بحد ذاته عبارة عن توظيف للدين لخدمة أغراض شخصية بحتة...
تموت الأرملة وتموت الفرنسية الخمسينية بعد زواج رمزي من زوربا،وينتهي مشروع زوربا بالفشل وينتهي الفيلم بالرقص على أنغام هذا الفشل.
إذا تحدثنا عن شيء أكبر من زوربا،فقضية الكتاب هي أن النضال الحقيقي للإنسان في حياته ليس هو الحرية ذاتها بل البحث عن الحرية وأن الإنسان يمكن فقط أن يجد السعادة في عملية البحث عنها وزوربا هو رجل محاصر بين متطلبات الروح ونداء الجسد ولكنه رجل أقوى من الحياة ويستطيع أن يرى النقطة المضيئة في رحم المعاناة لأن المعاناة هي جزء أساسي من الحياة.
هذا ما نراه في المشهد الأخير الشهير في الفيلم...الرقص بعد فشل المشروع وهو أشهر مشهد راقص لزوربا أو لأنتوني كوين في هذا الفيلم.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Passion of ann 1969 لأنغمار بيرغمان: سرد واضح لشخصيات ضعيفة ...
- ساعة الذئب 1968:بداية الحقبة النفسية لبيرغمان
- سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سول ...
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...
- الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات الروح ونداء الجسد