أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريبة للطفل أوسكار














المزيد.....

للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريبة للطفل أوسكار


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorff
الحالة الغريبة للطفل أوسكار
في هذا الفيلم الذي شارك في كتابة السيناريو له كاتب السيناريو الشهير جان كلود كارير الطفل اوسكار هو الحدث المركزي وهو الراوي لهذا القصة ونحن نرى العالم من خلال عينيه هو.
القصة تروى بطريقة مضمونها كوميدي، وبغرائبية تحمل معها الاستعارة والرمز كما أن المضمون الفعلي الحقيقي الذي من الممكن الاتفاق عليه هو شيْ غير واضح.
إذا-وكما فلنا فنحن نرى العالم من خلال عيون هذا الطفل ومن خلال أفكاره ورؤيته القاتمة لهذا العالم،وهو يروي قصة حياته هذه منذ اللحظة التي بدأ فيها بالخروج من الرحم مرورا باللحظة التي قررت فيها والدته قرار سيشكل عنصرا أساسيا في الفيلم.
ستقرر بأنه سيحمل درما صغيرا على شاكلة لعب الأطفال وعندما يحل عامه الثالث يقرر هذا الطفل عدم النمو في هذا العالم الشرير فيرمي نفسه من أعلى سلم المستودع وبهذه الطريقة- التي لم نعرف كيف توصل إليها أصلا- يتوقف هذا الطفل عن النمو وفي نفس الوقت سيقوم أوسكار بالتخبيط على الدرم عندما يواجه شيئا ما قد يزعجه،خاصة عندما يتابع التحرشات الجنسية لابن عم والدته(جان) لوالدته (آجنس) التي تبادله هي الأخرى هذا الحب..
أوسكار يعب عن رفضه بالتخبيط المزعج والعشوائي على الدرم،بل ويمتلك قدرة قوية على الصراخ بحيث يستطيع تحطيم الزجاج من مسافات بعيدة هذا إذا استنكر شيئا.
إذا أوسكار هو آلة للرفض أولا وأخيرا مع استخدام بعض المواد المساعدة مثل الدرم والصراخ...أسلوب استنكاري لكل ما يحدث من حوله من أخطاء مع عدم وضوح الرؤية ولكن فالجملة الأخيرة من المستحيل أن تكون خاطئة،لأنه وبكل بساطة من المستحيل النظر للفيلم على أنه قصة بسيطة عن طفل معاق غريب التصرفات،بل ويصح أن نقول أن أوسكار هو حالة مشابهة تماما للحالة الغريبة للسيد بنجامين بوتون.
سينضم والد أوسكار إلى الحزب النازي وسيشتري مذياعا وستحل صورة هتلر مكان صورة بيتهوفن،فالفيلم يصور معالم غير إنسانية ولكنه لا يتحدث عن فكرة بعينيها وفكرة النازية بحد ذاتها قد تكون نموذجا ومثالا واضحا ومفيدا لهذه الرؤية الغريبة للفيلم والتي يلعب فيها العنصر السردي والقصصي دورا كبيرا في هذا الفيلم الحائز على جائزة مهرجان الكبرى مناصفة مع فيلم كابولا الشهير (القيامة الآن) والحاصل أيضا على أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 1979،والفيلم على الرغم من كل شيء يستحق أن يكون رائعا وعبقريا لشيء واحد فقط هو الفكرة وليست للصياغة الإخراجية أو حتى السيناريو دور كبير في هذا الفيلم.
لاحقا تصاب والدة أوسكار بعقدة من الممكن أن تسمى بعقدة أكل السمك بعد مشاهدتها لمشهد مقرف من قبل زوجها وهو يصيد السمك مستخدما رأس حمار،فترفض في البداية أكل هذا السمك ولكن بعد أن تجبر تسترسل في أكل كل أنواع السمك حتى لو كان نيئا حتى تموت وهنا يعلق أوسكار:عازف درم ماتت أمه بعد أكلت الكثير من السمك...
قصة السمك هذه ليست إلا رمز عن شيء آخر يفسر من قبل المشاهد نفسه.
الفيلم يؤرخ لمراحل من الحرب العالمية الثانية،مرحلة الهولوكست ومقتل بائع الألعاب اليهودي الطيب ومرحلة مقاومة الألمان للألمان أنفسهم وأوسكار ضمن هذه المنظومة على الرغم من أن رمز الحرب العالمية الثانية هو أهم من أحداث الحرب نفسها لأن الفيلم يحاول أن يصور ظواهر الاختلال في هذا العالم المقرف-من وجهة نظر الفيلم طبعا-وكأن أوسكار هو عبارة عن العنصر الإيجابي الذي يدق دوما لرفض ما يدور حوله وهذا الرفض ليس لجزئية معينة بل لكينونة كاملة.
ولكن هل من الممكن اعتبار هذا الطفل التشاؤمي وكعنصر إيجابي للرفض قد نجح في هذه المهمة؟
هنا علينا أن نتوقع النقيض لأن المخرج تعمد أن يرينا أوسكار بجانبه أو حتى بجوانبه السلبية مما شكل أصلا رؤية معتمة وغير واضحة للفيلم.
فأوسكار على الرغم من أنه طفل يمتلك عقلية طفولية ناضجة نوعا ما نتيجة لعدم نموه،فهو لا يعامل هذا العالم بحياد مطلقا...بل هو يأخذ ما يريد من هذا الكون بأنانية ومستخدما أحيانا وسائل رفضه التي اعتبرناها في مكان ما إيجابية،فهو مستعد أن يتسبب في إصابة أحد الجنود الطيبين بعيار ناري مقابل الحصول على درم جديد له والقضية من السهل النظر لها من وجهة نظر أخرى فأوسكار هو نذير شؤم وفي الأوقات المناسبة لأنه سيتسبب بموت والده ولو بحسن نية،وحتى بكاؤه يهدف أحيانا إلى استدرا العواطف كما إنه قادر على الخداع والمقاومة.
أوسكار في هذا الفيلم عبارة عن فكرة مجردة وحالة الهدف منها التعبير ليس إلا،وهذه الفكرة ممثله بجسد من لحم ودم ولكن جانب الفكرة عند أوسكار بقي أقوى من هذا التجسيد،وكأن أوسكار قد أستخدم كوسيلة لإيضاح فكرة بقيت رغم كل شيء معتمة وغير واضحة لا نجد أنفسنا في النهاية بقادرين على معاملتها سوى على أنها قصة تمتلك عناصر سردية قوية وجميلة مع نسيان موضوع المنطق وتجاهل أن الفيلم امتلك وسائل جيدة للتعبير عن نفسه ولكنه فشل في ذلك.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريبة للطفل أوسكار