أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير يقدم ميلودراما في سينما متقشفة تحقق معجزة














المزيد.....

راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير يقدم ميلودراما في سينما متقشفة تحقق معجزة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:39
المحور: الادب والفن
    


راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية
لارسن فون تراير يقدم ميلودراما في سينما متقشفة تحقق معجزة
فيلم راقص في الظلام للدانماركي لارسن فون تراير،أحد الأفلام التي أثارت جدلا واسعا حول موضوع القيمة الفنية،وكيف يمكن تقييمها وإعطائها ما تستحقه....
المشاهدين في كان،رأى الطرف الأول بأن الفيلم ممل وأن الممثلين يصطنعون أدوارهم ويجاولون إختلاق ردات الفعل،ولم يرو في أسلوب تصوير الفيلم-دوغما في القسم الأكبر منه-ما يدعو إلى المتعة وبذلك لم يستطعيوا وصف الفيلم بأفضل من وصف الممل.
ولكن الطرف الثاني وجد الفيلم جديدا ،يحتوى على معاني كبرى تتضمن أساسيات المعاني الأخلاقية(التاريخية) لحقيقة الطبيعة الإنسانية،فكيف نستطيع التوفيق بين هذين الرأيين بالتحديد،مع حقيقة يمكن أن تسهل علينا الأمر ولو قليلا وهو أن الطرفين أتفقا على قوة الشحنة العاطفية المستمدة من الفيلم وقوة تأثيرها على مشاهدي الفيلم،وهذا يعني-على الأقل- بأن الطرفين أتفقا على أن الفيلم إذا مفعم بالميلودراما،إذا لم يكن عبارة عن ميلودراما خالصة...
بدون أي مبالغة يشكل الفيلم بالنسبة لي أقوى الأفلام التي شاهدتها في حياتي توظيفا للميلودراما بحيث أجد نفسي-وعذرا للمنحى الشخصي-منحازا-ولست محايدا-إلى الصف الأول من المستهجنيين للفيلم هذا بعد نظرة أولى غير تأملية للفيلم,ولاتحمل التبريرات اللازمة الذي جعلت من هذا الفيلم يحقق معجزة ويحصد جائزة مهرجان كان الكبرى على الرغم من كل شيء
لنتحدث عن حبكة الفيلم أولا قبل أن نخوض في النقد،متأملا من القارئ أن يعود لمقالي حول لارسن فون تراير وتأسيسه لسينما الدوغما.
يدور الفيلم حول المهاجرة التشيكية سلمى المهاجرة إلى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي محملة بآمال الحلم الأمريكي-قامت بالدور المغنية الايسلندية بيورك.
مولعة بالموسيقى،تحاول أن تؤدي دورا في مسرحية(صوت الموسيقى) برفقة صديقتها الحميمة كاثي(كاثرين دينوف) وهي تعمل في مصنع لصناعة الأدوات المنزلية الحديدية،على وشك أن تصاب بالعمى الكامل ولكنها تدخر كل قرش تحصل عليه لكي تنقذ ابنها-الذي على وشك العمى الكامل هو الآخر-لكي تقوم باجراء له العملية قبل أن يصاب بالعمى هو الآخر....إنه نوع من التضحية ونوع من السمو الأخلاقي غير الغريب أبدا من أم اتجاه ابنها ووحيدها،ولكن جارها الشرطي ((بيل)) -قام بالدور ديفيد موريس-يعاني من أزمة مالية نتيجة تعلق زوجته بالمادة فيحاول أن يسرق ما تدخره سلمى ولكن سلمى تقتله بالخطأ على إثر مشادة غير عنيفة بينهما كانت هي فيها خانعة مستسلمة وكان هو على العكس منها مصرا على أن النقود هي نقوده هو.
ينتهي الفيلم بإعدام سلمى إعدام شديدا قاسيا يعتبر أداء بيورك لهذا المشهد هو أفضل ما في الفيلم.
نحن وبكل بساطة أمام ميلودراما كثيفة ولكنها في الوقت نفسه معقدة شديدة التعقيد والذي لم يساعد على نسيان المنحى الميلودرامي هو أسلوب الدوغما الذي اتبعه تراير في تصوير الفيلم،ولكنه ثار عليه في بعض لقطاته الغنائية بالذات مستخدما أكثر 100 كاميرا لتصوير هذه المشاهد وحتى لو تعمد تراير-وهو كاتنب سيناريو الفيلم وكلمات أغانيه-أن يكون مصدر الموسيقى مصدرا طبيعيا،مثل صوت القطار أو صوت آلات المصنع أو أصوات أقدام حاضري جلسة المحكمة،فهذا لاينفى أن تراير ثار على هذا الأسلوب وأطلق عليه رصاصة الرحمة وهذا ليس موضوعنا....
ولكن كيف ننظر إلى الفيلم،وكيف نخلصه من عقده الميلودرامية؟
هناك طريقة واحدة،وهي أن نتعامل مع فلسفة الشكل والمضمون وعلينا فقط أن نركز على المضمون،أو بالأحرى عينا أن نتساءل ما الذي أراد تراير أن يقوله،وهل نجح في ذلك؟!
فإذا تعاملنا مع فلسفة الشكل-متغاضيين عن الدوغما-نرى أن تراير كتب نصا كان يعرف نهايته منذ البداية...كان يريد من سلمى أن تكون طيبة جدا إلى درجة السذاجة-إلى درجة النقص العقلي-فهي دافعت عن نفسها بسلبية شديدة في قاعة المحكمة،واعترفت بأنها أكملت قتل بيل بناء على طلبه؟!
في هذه الحالة يصلح أن يكون الفيلم كحبكة كارتونية للأطفال مع اختلاف النهاية,لأن نهاية الأفلام الكارتونية تكون في صالح الخير ولكن نهاية الفيلم كانت في صالح الشر،ولا يختلف الأمر كثيرا في هذه المقارنة لأن في كلتا الحالتين،لايمكن أن نتعامل مع الحدث ضمن إمكانية الحدوث؟
الفيلم هنا لايصلح حتى أن نطلق عليه وصف أوبرا صابونية بكل أسف....
وإذا نظرنا إلى الفيلم ضمن نظرية المضمون،فأراد تراير عندها الحديث عن أشياء كثيرة،عن فلسفة الأخلاق ويقدم نظرية أكيدة-وليس تساؤلا-عن الإنسان شرير بطبعه بدون أن يخوض في علم النفس بل ضمن موضوعات وشخصيات بسيطة....



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير يقدم ميلودراما في سينما متقشفة تحقق معجزة