أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة















المزيد.....

حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
كوميديا قائمة على اصطناع وتبسيط الموقف
في أول تعامل بين النجم عادل إمام والعالمي عمر الشريف يقدم النجمان فيلم حسن ومرقص:
حيث يلعب عادل إمام دور واعظ مسيحي شهير وأستاذ في علم اللاهوت يدعى(بولس) بينما يلعب عمر الشريف دور شيخ فاضل (محمود) ومنذ البداية نعرف أننا فيلم يحمل رؤيا أيديولوجية معينة، حين يقوم المسلم(عادل إمام) بلعب دور المسيحي والمسيحي(عمر الشريف)بلعب دور المسلم،ولكن الشيخ محمود إنسان عادي محمل بالأفكار الدينية البسيطة وتقوم حياته على البساطة الدينية،ونستطيع القول بأن أفكاره الدينية لا تحمل رؤيا ثقافية من أي نوع تدفعه على الأقل لتغيير مجتمعه-حتى لو كان يقدم نصائح حول الجهل الاجتماعي لزبائنه في دكان العطارة-،فهو يرفض أن يتولى إمارة جماعة إرهابية كان يتزعمها أخاه المتوفى بناء على رؤية واضحة موجودة عند أي فرد في المجتمع دون النظر إلى نوع الطبقة التي ينتمي إليها هذا الفرد بأنه لا يحب الانتماء إلى أي حزب،أو بمعنى آخر فهو ليس حزبيا الأمر الذي يجعل منه مهددا.
أما بولس الذي يحمل الإيمان الديني التام الممزوج بالثقافة الدينية والوعظ الاجتماعي،الأمر الذي يجعلنا نستطيع أن نطلق عليه أحد أعضاء الطبقة المثقفة رغم انحسار دور هذه الطبقة في المجتمع منذ فترة ليست وجيزة بل أصبح المثقفون يهاجمون أنفسهم،يرفض التعصب الديني بين المسلمين و المسيحيين وينادي بذلك على المنابر في المؤتمرات التي تتبادل فيها الرموز الدينية النفاق وعدم الرضا حول العدالة الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين ،الأمر الذي يجعل بولس مهددا هو الآخر بل ينجو بأعجوبة من محاولة اغتيال،وهذه الأعجوبة لم تنجم سوى من إضفاء اللمسة الكوميدية على موضوع جاد،فعادل إمام لازال يغازل شباك التذاكر،بل حين يتهم بالفشل الفكري-والأخلاقي أحيانا-يرفض تقبل ذلك ويجعل المرجعية الوحيدة للقياس هي شباك التذكر.
تبدأ الحكاية الفعلية للفيلم عندما يطلب من بولس التخفي في قناع شخصية رجل مسلم(الشيخ حسن العطار)،ويقبل بذلك على مضض بينما زوجته ماتيلدا( قامت بالدور لبلبة) توافق على ذلك مجبرة،ويحدث العكس عند العائلة الأخرى حين يطلب من الشيخ محمود بالتخفي في شخصية رجل مسيحي يدعى (مرقس عبدالشهيد) .
عندما يعيش الشيخ العطار وولده جرجس(محمد إمام) الذي تحول إلى عماد في بيت الشيخ بلال(حسن مصطفى) ولكن أين؟ في المنيا في صعيد مصر وهنا تعود أساليب عادل إمام في إضحاك المشاهد باعتماده على جهل وبساطة الطبقات المتدنية الشعبية والتي من الممكن تسميتها بالبوليتاريا،حيث أن الشيخ حسن العطار شيخ وداعية إسلامي مشهور،طلب منه أعضاء الحي أن يلقي عليهم درسا في الجامع ويتتابع الناس لطلب البركة من الشيخ حسن بقالب كوميدي مبالغ فيه قائم على اصطناع الموقف وتصوير الشخصية المقابلة لعادل إمام بالجهل التام المثير للاستغراب والتساؤل،وطبعا علينا أن لا نصدق ذلك بل نضحك عليه فقط ، كما أن علينا تقبل أن عادل إمام في دور مرجان أحمد مرجان يجادل طبقة دينية جاهلة-في الجامعة- تفسر الدين حرفيا وفقا لكلمة الحلال والحرام،وفي فيلم السفارة في العمارة أيضا كأنه لا وجود أصلا في المجتمع المصري سوى لهذه الطبقة التي لا نستطيع أن نصفها سوى بالجهل الأمر الذي يجعل عادل إمام ينتصر في أفكاره على هذه الطبقة بل ويساهم في تشويه صورة الإنسان الملتزم عندما يقدمه ضمن صورة مشوهة-عمر الشريف صرح في معرض الفيلم بأنه يرفض بعض الأفكار التي قدمها عادل إمام في أفلامه السابقة-هذا على الرغم من أن فيلم حسن مرقص حمل رؤية موضوعية مختلفة عن الرؤية في أفلامه السابقة،ولكن ظلت تدور حول قضية شباك التذاكر والفيلم تجاري دون أي استباق للأمور.
أحد أوجه الرؤية الموضوعية في الفيلم هو أن تقبل الشيخ العطار لمرقص عبد الشهيد وتقبل مرقص للشيخ العطار جاء أصلا ضمن رؤية تبادلية قائمة على أساس المرجعية الدينية الحقيقية لكلا منهما،فمرقص يحب الشيخ العطار لأنه داعية دينية مسلمة والشيخ العطار يحب مرقص لأنه رجل مسيحي طيب،إذا الود بينهما نشأ من معرفة أيديولوجية مسبقة ونظرة دوغمائية لكل منهما إلى الآخر على الرغم من عدم وجود التعصب الديني في كلا الشخصيتين،وهذا واضح عندما يرفض كلاهما الآخر عندما يعرف بأمر ديانته الحقيقية بعد أن كانا أشبه بالعائلة الواحدة(تعتزل كل عائلة في غرفة منفردة).
هذا بالنسبة إلى الموضوع،أما بالنسبة إلى الخيارات والنماذج الاجتماعية المطروحة ضمن هذه الرؤية،فهي العلاقة العاطفية التي تنشأ بين عماد(جرجس) ومريم(فاطمة)،دليل على إن العلاقات الاجتماعية بشكل عام ودون حصر الموضوع ضمن الرومانسية يمكن أن تنشأ بين الجماعات مع اختلاف دياناتهم هذا إن لم تشوهها بعض المشوبات مثل شخصية جورج الجواهرجي(يوسف داود) الذي يرفض التعامل مع المسلمين سوى بطريقة عنصرية فيها تفضيل للمسيحي على المسلم في كل شيء.
يقودنا الفيلم ضمن أحداث مصطنعة إلى توحيد مصير كلا الشخصيتين،وهذا غير مستغرب إذا كان الفيلم يغازل شباك التذاكر من جهة،ويخاطب الإنسان البسيط من جهة أخرى كأن القائمين على الفيلم-ومنهم عادل إمام الذي يؤكد ذلك دائما-يؤكدون نظرية هامشية المثقف،ورغم رفض كلا العنصرين للآخر وحتى عندما أنقذ بولس زوجة وابنة الشيخ محمود من حريق حصل بدون أي مقدمات،ورغم أن محمود قام بستر عورة زوجة بولس أثناء هروبها من الحريق،إلا أن تقبل كلا الشخصيتين لبعضهما البعض جاء على مضض وتحفظ،ويؤكد الفيلم على مضمونه الذي يلحن على وتره منذ البداية،برفض الدعوات الدينية الهدامة من المسجد والكنيسة معا.
الأمر الذي يقودنا إلى أن نقول بأن الفيلم أيديولوجي قدم من خلال قصة اجتماعية بسيطة ومصطنعة بدون أن يقدم رؤية أيديولوجية واضحة لحل المشكلة،وإذا أراد الفيلم التعامل مع المشكلة بجدية علينا أن نعود إلى بداية الفيلم عندما اتهم كلا الفريقين الآخر باحتكار عنصر اجتماعي من نوع ما(المسيحيين يحتكرون القطاع الخاص)(المسلمين هم بيروقراطية الدولة ومنهم يؤخذ الإذن لإقامة الشعائر المسيحية).
هنا علينا أن نقول أن أحد أهم أركان الحوار مع الآخر وتقبله هو المساواة ولا يمكن حصول قبول بين فئتين دون مساواة وتتحول القضية عند ذلك من حوار حضاري إلى صراع طبقي حول المساواة وامتلاك الحريات،وعند ذلك-وأنا لا أدعي بأني أقدم حلا للمشكلة-نستطيع القول بأننا أمسكنا بطرف خيط لقضية ذات خلفيات تاريخية عريضة.
بذلك كان الفيلم دون المتوسط لأن النوايا الطبية لا تصنع فيلما جيدا،والنية الطبية واضحة في تصريح يوسف معاطي مؤلف الفيلم:إنه يجب على كل فيلم أن يحمل رسالة ورسالة هذا الفيلم جعل الناس يحبون بعضهم البعض.
وحتى عندما رحب حسام بهجت(رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية) إلا إنه لم ينفي عنه صفة التجارية،قائلا:هو فيلم تجاري موضوعه الرئيسي هو العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
حيث تتزايد الآن التوترات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر وفقا لتقرير أصدرته جماعة لمراقبة الحريات الدينية وجمعية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حققت في واقعتين للعنف الطائفي في محافظة الفيوم ضمن فترة عرض الفيلم.
قام بكتابة الفيلم،يوسف معاطي،وإخراجه رامي إمام نجل عادل إمام بعد اعتذار المخرجان الكبيران شريف عرفة ووائل إحسان،حيث اعتذر عرفة فجأة بدون إجابة محددة،بينما إحسان وافق على تنفيذ الفيلم ولكنه اعترض في اللحظات الأخيرة بسبب اعتراض شركة السبكي المتعاقد معها على إخراج فيلم من بطولة المطرب الشاب حمادة هلال،كما شارك في البطولة النجمة الكبيرة لبلبة والنجم عزت أبو عوف والكبير عمر الشريف.
الجدير ذكره أن عمر الشريف قدم منذ فترة ليست بالبعيدة(في عام2003) فيلم قريب المضمون من هذا الفيلم باسم(السيد إبراهيم وأزاهير قرآنه) في محاولة للتقريب بين اليهودية والإسلام،ورغم وصف الفيلم بالسطحية في ذلك الوقت إلا أن المعالجة للفيلم-رغم السطحية-كانت أفضل وتحاول الهروب من الاصطناع لذلك جاء الاصطناع في فيلم السيد إبراهيم وأزاهير قرآنه
إصطناعا غير متعمد.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة