أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز














المزيد.....

أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


أغيرا: غضب الرب 1972
فيلم عن الشخصية بامتياز
فيلم آغيرا لفيرنر هيرزورغ يتناول أحد المواضيع الأثيرة عند هذا المخرج،فهو يتحدث عن حملة أسبانية استطلاعية في القرن الخامس عشر لاكتشاف الأنديز في أمريكا الجنوبية بحثا عن الأرض الأسطورية (Elderado ) وكلهم معجبون ويتخذون الفاتح(Gaspar de Carvajal s) قدوة لهم
ومع اعتبار هذا الفيلم من أجمل الأفلام بصريا في تاريخ السينما ويصنف غالبا ضمن أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما إلا أن أي نظرة لهذا الفيلم تدعونا أ ن نقول ونحكم بان هذا الفيلم لا يتحدث عن حملة استطلاعية ومقدار الصعوبات التي تواجهها في منطقة لم ينتهي الرب من خلقها بعد-كما صرح أحد السكان المحليين لهذه المنطقة في الفيلم-بالقدر الذي يتحدث فيه عن جبروت الشخصية المجنونة.
فالحملة منذ البداية تبوء بالفشل ويكلف قائدها مجموعة من الرجال لمتابعة الاستطلاع والبحث عن هذه الأرض الموعودة وسيكون القائد الثاني فيها آغير والذي لعب دوره كلاوس كنسكي رفيق درب فيرنر هيرزورغ في الكثير من أفلامه.
ومع بداية رحلة هذه المجموعة يعلق أصحاب الطوف الأول في النهر ولا يستطيع أصحاب الطوف الثاني مساعدتهم،ومن ضمنهم آغيرا طبعا،الذي يحقرهم بدلا من أن يحاول مساعدتهم ومع الصباح نجد أن العالقين في النهر قد قتلوا بعضهم البعض يأسا من النجاة.
الفيلم ومنذ بدايته لا يقدم أي رؤية تفاؤلية للوصول إلى أي شيء،وليس من المستغرب أن نعتقد ومنذ البداية أن الموت هو المصير المحتوم لهذه الحملة والتي سرعان ما سيقودها آغيرا نفسه متمردا على القائد الأول...
إن المصير هي كلمة أهم من كلمة الموت في الفيلم....
آغيرا أعرج والعرج يرسمه كشخصية شريرة ولكنها آمرة ولا تعيد ما تطلبه أكثر من مرة،قادرة على التخلص من المتمردين عليها بقطع رؤوسها والحصول على أغلبية مؤيدة بالخوف فقط،وعيونه الزرقاء مليئة بالجنون غير الهستيري،إن آغيرا ليس مريضا بجنون العظمة بل برغبة العظمة.
تستمر الظروف الصعبة وإصرار آغيرا على المتابعة بحس القائد الذي لا يرحم فالظروف الطبيعية صعبة-حتى على الكادر أنفسهم-والحمى تفتك بالجميع والسكان يقتنصون أعضاء الحملة بسهامهم وإبرهم المسمومة،فالعدو غير مرئي ولكن آغيرا يصر على شنق القائد الأول الذي تمرد هو عليه على الرغم من انه لم يعد يشكل خطورة ولا على أي أحد....السهام والإبر تقتل الجميع،وتقتل ابنة آغيرا" فلورا"،ولكن آغيرا يقف وحيدا محاطا بالقرود التي داهمت الطوف الذي يحمله وهو لازال مصرا على استكمال مسيرته ويصرخ قائلا:
أنا آغيرا...أنا غضب الرب
وهذا المشهد هو أحد المشاهد التي لا تنسى على الإطلاق
وطبعا,ومع العظمة البصرية لهذا الفيلم,والمشاهد القاسية التي التقطها هيرزورغ لهذه الطبيعة القاسية بل ووضع الكادر فيها ثارت إشاعة بأن هيرزورغ هدد كنسكي بمسدس إذا لم يتابع التصوير وهذا التهديد لا يمثل فقط الطبيعة القاسية التي وضع فيها المخرج كادره-ومن ضمنهم كنسكي- بل في اختلاف في وجهات النظر أيضا بين كنسكي وهيرزورغ فإن كنسكي أراد من شخصية آغيرا أن تكون هستيرية غير متوازنة ولكن شخصية آغيرا كأبعاد رسمها هيرزورغ في نص تطرفي كتبه هو وأداها كنسكي ببراعة ولكن كنسكي نفي هذا التهديد لاحقا في مذكراته.
الفيلم يقترب من موضوع فيلم فيتيزجيرالدو 1981الذي صنعه هيرزورغ بالتعاون مع كنسكي أيضا وجاء تحفة بصرية كآغيرا ،ولكن فيلمنا هذا كان افضلا من فيتيزجيرالدو-وربما من ضمن جميع أفلام هيرزروغ-بسبب عدم الإطالة التي ظهرت واضحة في فيلم فيتيزجيرالدو(1981).
الأمر الذي أعطى الفيلم النفس الوثائقي في أحيان كثيرة.
فيلم آغيرا،فيلم طبيعي بامتياز استغنى فيه هيرزورغ عن المؤثرات الصوتية معتمدا أصوات الطبيعة كخلفيات طبيعية للفيلم،ويشير هيرزروغ إلى الكنيسة باستياء في الفيلم في دورها مع آغيرا من خلال شخصية رجل الدين الذي أيد آغيرا مصرحا بأن الكنيسة تقف دائما مع الطرف الأقوى بل ويقتل هذا القس رجلا محليا لا يفقه شيئا في الحضارة لأنه يقدم له الإنجيل فيعلق هذا الرجل بأن الإنجيل لا يتحدث ولا يصدر أي صوت فيقوم رجل الدين بقتله.،هذا إذا اعتبرنا أن أحد أهداف هذه الحملة هو نشر كلمة الرب في تلك المناطق.
الطبيعة القاسية والحملة والظروف هي مكان وأجواء عامة ساهمت في أن يكون الفيلم تحفة بصرية ولكن القصد والفعل لهذه العوامل هي آغيرا لأن هيرزورغ خلق هذه الظروف ليقول شيئا عن آغيرا وليس ليقول شيئا عن قسوة الطبيعة...فيلم آغيرا هو فيلم عن الشخصية بامتياز.
تأثر فرانسيس فورد كوبولا في فيلمه (القيامة الآن1979) المأخوذ كما هو معروف عن رواية جوزيف كونراد بفيلم آغير وصرح في هذا التأثر أكثر من مرة.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز