أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف














المزيد.....

فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


فيلم الطريق 1954 لفليني
الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
فيلم الطريق لفليني هو الفيلم الذي صنع شهرة فليني العالمية، وهو الذي أظهر ما أصبح يدعى لاحقاً ب"الفلينية"...
الفيلم بحد ذاته هو جسر بين الواقعية الإيطالية الجديدة ذلك المذهب الفني المعروف والذي ظهر في ايطاليا بعد الحرب والذي شكّل فليني في بداياته-من المعروف بأنه شارك في كتابة فيلم الواقعية الأكبر"روما مدينة مفتوحة" مع المخرج روسوليني عميد السينما الإيطالية-وبين الروعة المتعلقة بالسيرة الذاتية الخيالية و اللاشعور وهي الأمور التي ظهرت لاحقاً عند فليني.
ولكن الثيمات التي ظهرت في هذا الفيلم من السيرك والاستعراضات، والمرأة الشاردة البسيطة وأخرى شهوانية متوحشة وعاهرات البحر. تلك الثيمات التي سيعمل فليني عليها ويعيد صياغتها مرة أخرى حتى وفاته وفي كل أفلامه.
ولكن إذا كان فيلم الطريق كما اعتبره الناقد الفرنسي الشهير "أندريه بازان" هو تحفة فنية، وأحسن أعمال فليني، ولكن هذه الأحكام بحاجة إلى إعادة صياغة لأن فيلم الطريق لا يمكن اعتباره "بكل المقاييس" أفضل أعمال فليني ولكنه الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف على شاكلة "8,5" و"الحياة حلوة".
فالفيلم يدور حول قصة بسيطة ومألوفة سينمائياً، فجلوسومينا البريئة والتي تملك براءة شابلينية وقامت بدورها طبعاً " "Giuiletta Masianaزوجة فليني في الحياة،فهي مختلفة عن الفتيات الأخريات بتأخر عقلي وطيبة زائدة ستبيعها أمها بعشرة آلاف ليرة لزامبانوAnthony Quinn" " زوج أختها التي ماتت معه لسبب مجهول.
زامبانو رجل قاسي وشرير يداعب العاهرات أمام عيني جلوسومينا ويعلمها بالضرب بأن تكون مقدمته في استعراضاته السيركية والتي تتعلق بكسر السلسلة القوية والتي يشدها على صدره، ويجبرها على النوم معه.
في البداية تعامل جلوسومينا هذه الأمور ببساطة وابتسامة سرعان ما سيتطوران إلى رفض وتتوالى المعاملة القاسية لجلوسومينا في الطريق الذي يمشي فيه زامبانو في دراجته المتعبة.
فالطريق هو رحلة في حياة جلوسومينا وهي مصير للحزن لها، ولكل شخص طريقة في التعبير عن حزنه "سذاجة، أو طفولة، أو رفض، ولكن الحزن هو الحزن"
لقد خرجت جلوسومينا من الرحم لتكتشف العالم، وكان المرشد والأب والأم بكل أسف هو زامبانو....!؟
والفطرة عند جلوسومينا التي تشبه شخصيات لارسن فون تراير خاصة في " راقص في الظلام" و"تحطيم الأمواج" يجعلها ترفض تصرفات زامبانو أكثر من رفضها للعالم، ولكن العالم سيرفضها أيضاً. لذلك سيعيدها زامبانو إلى عالمه بأقل مقاومة منها، ولكن يصطدم زامبانو مع مهرج يسخر منه في أحد عروضه، وهو شخصية بسيطة جداً وغير متكلفة، وهو يشبه إلى حد ما جلوسومينا وليس عدائه مع زامبانو سوى تعاطفاً لا شعوريا ًمع جلوسومينا.
وبعد أن يتسبب هذا المهرج "Richard Basehert " بسجن زامبانو لفترة فيقتله هذا الأخير عرضياً أمام عين ماسينا، والتي ستصاب بالهذيان والجنون ليتركها زامبانو في أرض باردة
وقاحلة، لتعرف بعد ذلك أن جلوسومينا ماتت وهي تهذي وكانت ترفض أن تأكل أي شيء.
ولكنها عندما كانت تتحسن كانت تعزف الترومبيت وحيدة....
فيلم"الطريق" فيلم بسيط وسهل الإدراك وقريب بعوالمه من عوالم كابيريا، بل ليست جلوسومينا سوى أخت "شقيقة لكابيريا" فكلاهما ليس نباتاً لهذا العالم .... جلوسومينا شخصية لا تفكر بالقدر كثيراً ولكن القدر هو الذي يفكر بها ويطلب منها التقاء زامبانو...
فليني يصنع أحياناً أفلاماً بسيطة تلقائية تدعو أحياناً نحو الميلودراما ونحو التقرير المسبق الممكن التنبؤ به لشخصياته، وهو بارع في تصوير السذاجة والتلقائية ولكن تعتبر أفلامه_ على شاكلة "الطريق" و"كابريا " _ تحفاً بحد ذاتها وهو بذلك يختلف عن العملاق الإيطالي الآخر"أنتونيوني" والتي غالباً ما كانت أفلامه بحاجة إلى تأمل طويل.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف