أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم تنجح بغير ذلك.....














المزيد.....

ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم تنجح بغير ذلك.....


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”
قصة نجحت في أن تكون كناية ولم تنجح بغير ذلك.....
يعود لارسن فون تراير ليستكمل ثلاثيته حول الولايات المتحدة، وسيعلن في نفس الوقت بأنه سيؤجل الجزء الثالث من هذه الثلاثية"واشنطن" لأنه لم يصل بعد إلى الكمال الذي يؤهله للحديث عن أمريكا في قلب واشنطن.
تراير يكمل حديثه عن غريس وعن أبيها، وبنفس أسلوبه السابق الذي دعوناه في فيلم "دوغفيل" ، الجزء الأول من هذه الثلاثية بالمسرح البر يختي، ويقسم الفيلم إلى ثمانية أجزاء والتسمية أيضا ستكون سردية من غير كنايات. فاسم الفصل الأول على سبيل المثال"تتعرف فيه على ماندرلاي وتلتقي الناس هناك...
تتابع غريس مسيرتها في الولايات المتحدة هي ووالدها مع فارق تقني هو تحول والدها من "جيمس كان" إلى "ويليم دافو"وغريس من نيكول كيدمان إلى بريس هوارد، وليس من المبكر أن نقول أن حضور كيدمان على الشاشة كان مقنعا أكثر وأقوى من هذه الأخيرة، ولكن هذا بحد ذاته غير مهم، إذا كان تراير يتبع نفس الأسلوب من الراوي والمسرح البر يختي والذي توصلنا في فيلم "دوغفيل" إن سبب هذا هو جعل المشاهد يركز على الفكرة التي يريد أن يقولها تراير...
الجدل في هذا الفيلم هو سياسي أخلاقي، فتبدأ الحكاية حين تستغيث امرأة سوداء بها وتقول بأنهم سيجلدونه ظلما وفقا لقانون مام ....
غريس لازالت محملة بنواياها الطيبة بعد حادثة دوغفيل الماساوية، فهذا غير مقنع فنهاية فيلم دوغفيل وعلى الرغم من كل المبررات أثبتت إن غريس انتهت أخلاقيا...
السنة الآن 1933، والسيدة العجوز البيضاء وهي على وشك الاحتضار تطلب من غريس إحراق الكتاب الذي تحت فراشها، لكنها ترفض لأنها تشبه هذا الكتاب بالدليل...
الكتاب يحتوي على تقسيم للعبيد ونفسياتهم وكيفية أدارتهم، وللراوي حضور قوي في هذا الفيلم أيضا ...
تقرر غريس حكم القرية بالقوة، وشرعيا أيضا من خلال محامي والدها الذي تستقدمه معها إلى القرية...
تطبق غريس قاعد الديمقراطية، وتمنح العبيد بعض الحرية.الأمر الذي يدفعنا إلى القول بان الأمر تسير بالشكل الصحيح، ويدفعنا إلى القول أيضا بان ماندرلاي يبدو خاصا أكثر من دوغفيل، وموجه فعلا إلى الولايات المتحدة وإسقاطاتها مع العبيد فالرؤية تحتمل السياسية وتحتمل الأخلاقية أيضا....
قانون مام هو عبارة عن العبودية، أو عن قانون ناجع لإدارة العبيد حتى من خلال علم النفس، ولقانون مام كناية مبطنة تحتمل التفسير وفقا لما نعيشه الآن أي "حرب العراق"
للراوي دور مهم في هذا الفيلم أيضا ولكن إن كان يعبر عن المشاعر الداخلية لغريس"يقرا المونولوج الداخلي" ولكن دوره الأكبر في هذا الفيلم يتمثل في التعليق على الأحداث.
تحاول غريس ان تطبق الديمقراطية على السود، بحل المشاكل من خلال اخذ رأي الأغلبية، ولنتأمل قليلا في تعليق الراوي:- قال الجميع بان المدمة هي إليزابيث وليست لفلورا ولم يقل أي احد إن عليهما المشاركة فيها"
وهذا نقد واضح ومبطن للرأسمالية وان كان هذا ليس الموضوع السياسي فالإسقاط السياسي أقوى من نقد الاقتصاد الأمريكي وهو لب الموضوع...
عندما تموت الطفلة كلير "كانت مريضة بالحمى بالسابق" حين كانت العجوز ويلما تفرغ صحن طعامها في كل ليلة لتأكله بينما كان يظن أهل القرية بان كلير تحسنت وعادت لتأكل، ونتيجة التصويت كانت أن تقتل العجوز ويلما وتقرر غريس تنفيذ الحكم وقتل العجوز بنفسها....
نكتشف في النهاية بان العجوز ويلهلم"داني كلوفورت" هو نفسه من وضع قانون مام،من خلال دراسة لمجتمع العبيد الذي هو أصلا منه،ويصل العبيد إلى نتيجة بأنهم غير مؤهلين لحياة الحرية، بل العبودية بالنسبة إليهم أهون الأشرين بل ويطلبوا من غريس قيادتهم .
تحدثنا وقلنا أن فيلم ماندرلاي فيلم واضح وخاص أكثر وسلس للفهم أكثر من فيلم دوغفيل،ولكن وعلى الرغم من ذلك فالرؤية السياسية والأيديولوجية وحتى الأخلاقية ملتبسة وربما تقع أحيانا في التناقض.
فإذا كان تراير ينتقد الديمقراطية التي تنادي بها الولايات المتحدة فهو بذلك ينتقد المجتمع الأوروبي كله لأن الديمقراطية هي نظام الحكم الأوروبي وربما يكون مخرجنا قد استخدم موضوع العبيد استخداما براغماتيا ليجد شيئا يحرج فيه أمريكا بعيدا عن نظامها الديمقراطي.
ولكن لا زال للحكاية بقية،فالفيلم موجه في بعض حيثياته إلى الحرب التي تشنها أمريكا زمن عرض الفيلم وحتى الآن على العراق فالكناية إذا تقول أن السود هم شعب العراق والديمقراطية بحاجة إلى دراسة مجتمع حتى لا تقع هذه الديمقراطية التي قد تكون جاهلة بأولويات المجتمع وطريقة عيشه مثلما وقعت غريس بخطأ فادح وسبب المجاعة لمجتمع العبيد وأجبرتهم على أكل التراب وإن كانت هي منهم.
العاطفة والمنطقية في التعامل،دراسة الجنس البشري الأخلاقي كمفهوم خاص لمجتمع نريد(دمقرطته) والأهم من ذلك هل هذا الشعب يريد الديمقراطية أصلا...
هذه اتهامات واضحة لأمريكا من تراير،ولكن لماذا يسلط في الأغنية الأخيرة للفيلم الضوء على الماضي الأسود للولايات المتحدة في تعاملها مع السود،هذا إذا كان قد استخدم السود ككناية عن شعب آخر ومكان آخر والسود الأمريكيين في الفيلم أنفسهم رفضوا الديمقراطية...
هل تراير يريد أن يقول بأن أمريكا استغلت ذلك...وإذا كانت غريس في الفيلم تشكل الرجل الأبيض الأمريكي فالأمر يصل هنا إلى أن تراير يمد أمريكا بنواياها الطيبة أكثر من ذمه لها.
القصة كان المراد منها أن تكون كناية ونجحت في ذلك،ولكنها في نفس الوقت لم تنجح في أن تكون سوى ذلك...لم تنجح في أن تكون تعبيرا عن واقع سياسي أليم عاشه السود فتراير أقام الحجة عليهم بأن أعطاهم الحرية وهم من رفضوها بل وضعوا لأنفسهم القواعد للتخلص منها.
ربما كان الأجدى لتراير أن يستخدم قصة واقعية لبناء هذه النظريات الأيديولوجية والفلسفية أيضا...
وهنا نصل إلى أن رؤية تراير نفسها ملتبسة ولم تعرف كيف تعبر عن نفسها ووصلت إلى حد متناقض جدا مع حقائق وضعها المخرج في نهاية الفيلم.....







#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم تنجح بغير ذلك.....