Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تشيكوسلوفاكيا في الستينات

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 21:33
المحور: الادب والفن
    

Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تشيكوسلوفاكيا في الستينات
الفيلم يحمل بصمة المجموعة الشهيرة (Crition Collection) التي تعنى أساسا بالأفلام الأجنبية غير الأمريكية،وليس من الضروري أن تدل هذه المجموعة على جودة الفيلم،ولكن ربما قد تدل أحيانا على علاقة هذا الفيلم بالتحديد بنجاح الفنان ككل،وربما يكون هذا الفيلم هو أساس شهرة مخرجنا (ميولوش فورمان)،لأنه منع من قبل السلطات السوفييتية التي وجدت فيه كناية سياسية تهكمية عن الوضع السياسي في التشييك،كما وجدت فيه نقد حاد للبيروقراطية السياسية...
ومن الممكن أن نقول أيضا بالاضافة إلى ذلك أنه الفيلم الثاني للمخرج والأول له بالألوان والأخير في بلده الأصلي(التشييك)،وأيضا فهذا الفيلم استفاد كثيرا من الموجة الجديدة ويعتبر في التشييك عمدة أفلام الموجة الجديدة التشيكية على شاكلة ال(400 ضربة) و(اللاهث-منقطع الأنفاس) في فرنسا.
مجموعة من رجال الأطفاء تريد تكريم رئيسها السابق الذي بالأساس كانوا على وشك تكريمه في العام الماضي ولكن ولسبب ما لم يحدث ذلك،وهم الآن يكرمون تقريبا رجل ميت مصاب بالسرطان.
إذا موقع الفيلم هو مكان الاحتفال بنكهة خالصة من السخرية والتهكم،كما أن رجال الأطفاء هؤلاء عبارة عن أغبياء،وعندما يكون الفيلم بالأساس (ساخر) فهم سوف يتصرفون بغباء غير مقصود أو حتى مقصود...
مع بداية الاحتفال هناك رجل معلق بالسقف بعد أن كان يعد الزينة لهذا الاحتفال وبجانبه لوحة تحترق تحمل صورة لرجال اطفاء ولكن هم مهتمون باطفاء اللوحة وليس انقاذ الرجل...
تقع فكرة في الاحتفال بأن يختاروا ملكة جمال من بين الحضور وطبعا سيقعون في سوء الاختيار،إذا إلى حالة من التخبط في اتخاذ القرار...(ميلوش فرومان يريد أن تعم الفوضى).
(( إذا كنت سينمائيا فقدم فيلم بالأساس وليس فكرة يكون مظهرها الخارجي عبارة عن فيلم( بكل تقليدياته)،وهذا ما وقع فيه مخرجنا الكبير ميلوش فورمان في بداياته وبالأخص فيلم (حب الشقراء* الذي حصل على ترشيح للأوسكار بالرغم من كل شيء،وأيضا وبالتأكيد ما وقع فيه زميله الأوروبي البولندي الآخر(كريستوف كيسلوفسكي) مع فيلم (الندبة)....وكلاهما فيما بعداكتشفا طريقهما وحققا ما يدعى بالابداع الذاتي ومن خلال توجه ذاتي يسمى الابداع....
وسيبدع ميلوش فورمان في أفلام السيرة الذاتية على شاكلة فيلم(أماديوس) و(رجل على القمر) وأخيرا أشباح غويا،كما أنه سوف يحقق أفضل ما قدمه مخرج أوروبي في هوليوود(أحدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975) مع جاك نيكلسون...
يتطور الموقف فيصبح التطوع لمسابقة ملكة الجمال الزاميا وعلى سبيل الاكراه،ويحدث حريق في أحد المنازل القريبة لرجل مسن يرفض مبدأيا أن يخرج من منزله فيجلسونه على كرسي بالمقلوب حتى لا يرى منزله وهو يحترق...
عندما يحدث كل ذلك فالفيلم بالتأكيد عبارة عن كناية سياسية ساخرة (تشبه الكوميديا السوداء) لأوضاع تشيكوسلوفاكيا ونحن غير معنيين أبدا بتفسيرها ،لأن ميلوش فورمان لن يقول عن هذه الكناية أي شيء،والفيلم ليس كبيرا على الرغم من شهرته ليصل لمستوى (Week End) للطليعي غودار...
الجائزة تُسرق-يفتح الصندوق- الفأس الرمزية غير موجودة ....لكنه لا يقول شيئا..
المشهد الأخير للفيلم كان للرجل المسن الذي احرق على منزله ينام على سرير في العراء مع رجل آخر ثم يبدأ الثلج بالتساقط عليه....

إذا كانت تشيكوسلوفاكيا تحترق،فالنقد ليس موجه للحريق بل إلى من يطفأ هذا الحريق ...
كعادة الموجة الجديدة اعتمد فورمان على ممثليين غير محترفيين،وحتى كارلو بونتي الذي كان منتج الفيلم تراجع عن ذلك،الأمر الذي سبب كارثة وفاجعة للمخرج.
على الرغم من كل شيء فالفيلم يعتبر نقطة رئيسية ومحورية ولكنها ليست حاسمة في تاريخ ميلوش فورمان الفني....

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات