بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 11:31
المحور:
الادب والفن
ابتسامة ليلة صيف 1955(انغمار بيرغمان):بحث في علاقات متشابكة وغير معقدة حول موضوع الحب والرغبة.
فيلم ابتسامة ليلة صيف لأنغمار بيرغمان يبدو مختلفا عن كل ما أخرجه بيرغمان سابقا ولاحقا أيضا،وهذا الفيلم هو الأخف والأبسط في مسيرة بيرغمان كلها ولايبدو محملا بأي نوع من الهموم الفكرية التي عودنا عليها بيرغمان...
ولكن هذا الفيلم هو الذي يسبق بداية مرحلة الابداع الحقيقي عند بيرغمان الذي سيبدأ باخراج أروع أفلامه والتي جعلت منه سيدا للفن السابع بلا منازع...
الذي يعتبر أيقونة (Gunner Bjorn Strandالفيلم يتحدث عن السيد (فردريك ايجرمان) الذي قام بدوره(
أساسية رافقت بيرغمان في كل أفلامه حتى الآن،ولكن سيظهر وبعد هذا الفيلم الممثل(ماكس فون سيدو) الذي تقريبا على الرغم من أنه شارك بيرغمان في بعض من أفلامه السابقة... (Gunnerسيحل مكان (
السيد ايجرمان متزوج الآن من (آنا) منذ عامين أي منذ أن كان عمرها سبعة عشر عاما،وله عشيقة سابقة
وهو شخصية سطحية خالية من أي تأمل فكري،وهو يمتلك ابنا يدرس العلم الديني ويبدو محتارا جدا (Desire(
قامت بالدور(هارييت أندرسون)(Petraوفي نزاع مع نفسه بين فكرة الخلاص الديني والرغبات،وخادمته (
تقوم بدور الغواية أحيانا والمغوية في احيان اخرى مع ابن السيد فردريك(هنريك).
ثم تظهر شخصية مالكوم وهو عشيق سابق لديسير الذي يبدو لي بأن اسمها مقتبس من اسم (رغبة) باللغة الانجليزية.
وهكذا يبحث الفيلم في علاقات متشابكة ولكنها في نفس الوقت غير معقدة من حول موضوع الحب والرغبة خارخ وداخل إطار العلاقات الزوجية،في كوميديا بسيطة وسطحية لا يمكن أن ندعوها بالكوميديا الجنسية في فيلم يبدو شبيها أحيانا بالأوبرات الصابونية...
الفيلم لا يبدو بأنه يحمل هم فضح الطبقة البرجوازية أو أخلاقياتها مع العلم بأن البعض قال عنه بأنه يحمل نفس ثيمات الوهم الكبير لرينوار...
استراحة حقيقية في مسيرة هذا المخرج الكبير،مع نزعة ميلودرامية عالية وتقرير غير مقبول في النهاية...
هذا عندما يهرب هنريك مع آنا زوجة والده والنهاية كانت سقطة ميلودرامية وأدبية أيضا لم تتخلص حتى من اسلوب أفلام المؤامرات والدسائس حول العلاقات بين الجنسين.
الفيلم بكل بساطة يناقش مجموعة من العلاقات بين مجموعة من أفراد الطبقة البرجوازية باسلوب لين وخفيف مع جنوحه إلى الكوميديا التي لم ينجح فيها بيرغمان كثيرا،وكلمة ابتسامة في عنوان الفيلم هي اختصار لفحوى الفيلم الذي تدور أحداثه في الصيف...
بيرغمان يطلب منا الابتسام...الابتسام فقط دون أن يركز على أي شيء كان يريد أن يقوله،وهو لا يبدو بأنه أراد أن يقول شيئا في هذا الفيلم الذي يسبق ابداعاته الكبرى ولحظات تأمله القصوى...
الفيلم لم يقصد فضح طبقة-مع جواز تشبيهه بالوهم الكبير-ولم يقصد تجريم ذكر أو انثى...إنه يروى قصة فقط
يتحدث بكوميدية على لسان أكبر الجاديين في السينما الشعرية أو السينما المثقفة التي تخاطب جمهورا معينا ومحصورا من رواد السينما....
بلال سمير الصدّر5/5/2011
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟