أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - ايام زمان














المزيد.....

ايام زمان


هادي عباس حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 17:49
المحور: الادب والفن
    



عرفته بعدما خطى في سنوات عمره الخمسين ,كان أكثر وضوحا في شكله ا تكابدن عليه وعلى قلبه المرهف نزوات حب لم يكن مرورها سريعا بل تأخرت عليه وعذبت إحساسه ومشاعره التي مر عليها شتاءان واصياف معددة ,لم يكن مثلي موظفا مدنيا بل كانت تحكمه قوانين صارمة كانت مسيطرة عليها آنذاك في سلك الشرطة ,كان منتسبا إلى الشرطة القضائية ومنسب العمل في نفس الدائرة التي كنت احد منتسبيها ,لم أرى شعر رأسه الأبيض بل كان مستعجلا بطلائه بالصبغ الأسود ,حتى شاربيه لم تتخلص من صبغها باللون الأسود الداكن ,لم أكن اعتني به بل كان يسارع في الاهتمام بي وتقديم لي أشهى المأكولات من صحون القص والدجاج ,وكنت أعاتبه لو جلب اليه والى عاشقته صحون القص والصمون الحار ولم تكن وجبة واحدة بل تتعدد إلى وجبتين أو أكثر ,كان همه ان يرضيها بأي ثمن ,وأنا كنت الشاهد على كل تحركاته لو عرف بها احد لاحتسبها من الإعمال الصبيانية والمحسوبة على المراهقين الصغار ,الذي يعشقها كانت الأجمل من النساء الموجودة داخل الدائرة فقد لاح وجهها الطفولي وإحساسها المرهف وتلك الدمعة المنتظرة عند مقلتيها إذ عندما تتضجر من أي شيء ترى الدموع جارية على خدودها المتوردتين ,عينان واسعتان وقلب طيب وحنون إلى ابعد الحدود ,ولها أنفاس ومستعدة ان تتحمل الكلمات من جراء جمالها الأخاذ والذي يتلقى من الآخرين بنظرات الإعجاب وكل على طريقته الخاصة ,كان ذلك يوم كنا في الزمن الذي مضى أما اليوم فقد جمعتني الصدفة به بعد ان غاب عني كل هذ-ه السنوات والتي اعتبرها من بداية التغيير ,تصورت انه ترك السلك كما فعل الكثير من اقرأنه ألا ان الحاجة جعلته ان يبقى ليكافح لأجل سد رمق العيش ومتطلبات عائلته التي كبرت كما كبرت حجم مسؤوليته ,ابتسمت في وجهه قائلا
_تريد ان تزوج أولادك ..
تحرك بعبثية وتابع قولي
_نعم وبيتي صغير ولم يعد يكفينا وأنني أفتش عن بيت اكبر وأحسن وان اقترب نحو بغداد...
كان من سكنة الحسينية التي تقع بأطراف بغداد ,وبانت عليه ملامح التعب من جراء المسافة التي يقطعها يوميا حتى الوصول إلى مقر عمله عند جسر باب المعظم ,شعرت بمعاناته فاستدركت حالته بالقصة التي اسمعني إياها لاحد معارفي القدماء عندما بادرني بالقول
_ساجد له بيت من بيوت الدولة ....
الفرحة غمرتني وشعرت بالسعادة كالسعادة التي كنت اشعر بها أيام زمان وأفضال هذا الرجل علي فقد أطعمني كثيرا وعلى ان أرد له الفضل ,وكانت الساعة السوداء يوم تعارفي على ان يقدم له صديقي ابوصلاح بيتا كبيرا لقاء مبلغ من المال حتى يرتاح من عناء المسافة التي يقطعها يوميا وان تنتهي مشكلة تزويج أولاده ,بالفعل كانت معرفة خير كما كنت أريد وأتمنى بل تحولت إلى نقمة فقد تم تسليمه مبلغ المال وقدره خمسة ملايين في تلك الساعة النحس والشقاء فقد تبين ان الرجل تغيرت أخلاقه التي عهدا لي أيام زمان بل تحول إلى رجل نصاب ودجال,ولكني لن بل اثنانا لن نتمكن كشفه رغم بأننا نملك البديهية والحاسة السادسة ,الحزن يملؤني والألم يعتصرني وأنا أقف أمام قاضي التحقيق لتدوين شهادتي بعد إقامة الدعوى عليه لكنه فر من بيته تاركا لهم ولنا عنوانا مجهولا لا احد يوصلنا اليه ,مددت يدي المرتجفة وبصمت فوق الورقة البيضاء وفي نفسي صرخات أريد ان أطلقها لكني شعرت بالخوف ممن حولي ومن المكان الذي تواجدت فيه انه مركز شرطة باب المعظم,سحبتنا خطواتنا لنكون في ساحة الميدان مرورا بسوق الهرج وأنا أتمعن في رأس صاحبي الذي لم أرى فيه شعرة بيضاء ,قهقهت مع نفسي بصمت ورددت قولي رافعا راسي إلى السماء
_ يا ربي يا الله فرج عنا همومنا ..
كانت السماء قد نزلت منها قطرات المطر وفي أعماقي السؤال نفسه
_ متى تعود تلك الأيام ...أيام زمان..لقد فقد بعضنا كل خصلاته الحميدة...



#هادي_عباس_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجساد عند البئر
- الحسرات
- الناقوس
- الف كلمة من مذكرات مناضل ج1 وج2
- امال...يائسة
- السؤال
- تحيات للنيل العظبم
- االاعتراف الاخير
- غيث والحلم المنتظر
- عودة من ميدان التحرير
- مصر بوابة التحرير
- مطر الانتظار
- المنعطف
- يوم جميل
- مساء ذلك الخريف


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - ايام زمان