أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية














المزيد.....

الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب إثاراتِ الحروب في المنطقة هي من نتاجِ عجزِ الأمم الشرقية عن التطورات الديمقراطية.
تأخرت هذه الأمم عن اللحاق بالتطور، عرقلةً من قبل القوى الغربية المهيمنة على ثرواتها، وبسبب قواعدِها الاقتصادية المتخلفة، المنعكسة في تدهور أوضاع الأرياف والعاملين ومستويات الاقتصاد.
فيما توجهت الحداثة الغربية العالمية بعد استقلال دول المنطقة إلى عولمة كاسحة، مثلت غزوا ثقافيا وبضائعيا تقنيا متطورا حيث لم تعد الأسواق مغزوة بل أعماق البيوت كذلك.
يظل التناقض بين مستويي الغرب والشرق عاملا محوريا في نمو الأول عبر الاستغلال، وكما يجري في الثاني عبر التطور الفوضوي المُفكِّكِ الصراعي كما يجري في المنطقة.
الأممُ الكبرى كالصينية والروسية سبقتْ دولَ المنطقة في النهوض واللحاق بالغربِ عبر أشكال وحدات قومية شمولية تسريعية، لكنهما لم تحققا التنمية والديمقراطية معا، أي لم تحققا التنوع القومي الديمقراطي في ظل التوحد السياسي.
لكن قوى المنطقة العربية الإسلامية المسيحية جاءت متأخرة للنهوض الواسع، ولم تكن لديها دول مركزية شمولية قوية تنفذُ نهضةً اقتصادية سريعة، فراحت تواجه تغلغلَ الغرب البضائعي المتطور بدولٍ مفككة، ضعيفة التطور، ذات طوائف وقوميات واثنيات غير ملتحمة في أنظمة اقتصادية متقدمة فهربت إلى الأمام أو تجمدت في أبنيتها المحافظة.
إسرائيل مثلت الاستثناء في هذا الحراك عبر تقدمها السريع في ظل هيمنة شمولية دينية وكجزءٍ من الغرب المُصدّر وغيرِ العلماني وغير القادر على الديمقراطية وعلى الاندماج بشعوب المنطقة.
تعبر الأديانُ بتفاسيرها التقليدية عن هذا التفكك وعن البُنى الاجتماعية القديمة العائدة للعصورِ القديمة والوسطى، وهي التي تلعبُ دور الأجندة والتعبئة السياسية المتجسدة في نيران الصراع كما تُسمى عمليةٌ عسكرية ضد غزة دينيا أسطوريا، أو كما تهوي بأسماء الصواريخ على رؤوس المدن، فتظهر المواجهاتُ السياسية المفكِّكة والمتخلفة الفكرية، ولكن المتقدمةَ بأدواتِ الحرب وفي زمن عالمي متطور سلمي وتعاوني.
أممُ المنطقة عاجزة حسب الأساليب السائدة الآن عن إعادةِ تكوين الشعوب بشكل ديمقراطي متقدم، فتتواجه بواجهاتِ دول دينية وتضع ثروات ضخمة على التسلح والحروب التي هي تعميق للتخلف وزيادة الصراعات الدينية بشكل أكبر.
لا تملك أغلب نماذج الدول سوى أن تتحلل إلى محتوياتها الدينية والطائفية والقومية بدون الارتفاع لمستوى الحداثة، ولا يمكن لمجموعة من التحالفات بين الدول الدينية سوى ان تعمق حركة الأحداث نحو التفتت الواسع.
بدائيةُ مكونات الصومال الاقتصادية أو قوة السودان المتفوقة عليه بدرجة أو قوة مصر الأكبر لا تمنعُ سلسلةَ التفتت المتصاعدة عند أكبر نهر في العالم.
لكن التفتت يظهر بأشكال مختلفة حسب مستوى كل بنية ومدى تعمق التناقضات الداخلية فيها.
المؤامرات الخارجيةُ لا تصنعُ التناقضات العميقةَ بل تستفيد منها وتؤثر فيها ربما، ودخول بعض الدول العربية للديمقراطية بدون قواعدها من طبقة وسطى قوية متعاونة مع القوى الشعبية العاملة، على أسس الثقافة الديمقراطية الإنسانية، هو الذي يسببُ اهتزاز الهياكل الاجتماعية، فالفئات الوسطى والصغيرة المتصارعة المشتتة حسب الدكاكين الكثيرة لأحزابها، والعمال المتخلفون نقابيا وسياسيا، سمات تؤدي الى الفوضى السياسية وإلى بروز المغامرات والمغامرين السياسيين والعسكريين.
هذا بطبيعة الحال أفضل من الغرق في دكتاتوريات طويلة حتى لو كانت ذات تنميات كبيرة لأنها في النهاية سوف تدفع ثمن هذا التأخر من تفككِ خريطتِها الجغرافية السياسية وحدوث انهيارات أسوأ من انهيار الاتحاد السوفيتي.
ولهذا فإن تعمق الثقافة الديمقراطية واندماج الأحزاب المتشابهة في تكوين واحد، ورفض الإجراءات والقوانين الاستثنائية من أي فريق، والانتقال من الشعارات إلى التنمية، وجعل صندوق الانتخاب وحده هو الحاسم بدلا من هذه الحشود التي تتوقف عن تضييع أيام العمل، ومن القيام بأعمال الفوضى في بعض الدول الأخرى، هي بعض الجوانب السياسية الأساسية لتجاوز حالات التفكك الراهنة.
شعوبُ الأمة العربية المنفصلة وهي ميزة سلبية كانت عبر القرون تغدو ميزة إيجابية بغياب الهياكل الكبيرة الشمولية، لكن هذه الميزة لا تتصاعد بدون حفاظ كل بلد عربي على بنيته السياسية الاجتماعية وتعاون هذه البلدان فيما هو تنموي.
إن عدم تطور العراق الديمقراطي مثلا يعرضُه لتطورات سوريا التي تغدو سلبيةً عليه، فهو لم يتوحد توحدا داخليا ديمقراطيا عبر سنوات عديدة ثمينة حارقة. وانفجاره الداخلي يعودُ كذلك بالضرر على سوريا المستقبل التي سوف تعيش اضطرابها واضطراب العراق كذلك.
وهذه الاضطرابات تعود بأشكال سلبية على دول أخرى، وبهذا نكونُ في سلسلة تفاعلية مطردة، ولهذا فإن العمل المستقبلي للمشاركة الشعبية والتعاون العميق بين مجموعة من الدول بأشكالٍ ديمقراطية وحل عدم المساواة الاقتصادية بين الأقاليم والطبقات والأجناس، هي أعمالٌ مطلوبة واستباقية للتصدي للمشكلات.
وكما أنجز بعضُ الشعوب العربية ثورات مبهرة فإنها قادرة على تجاوز صعوبات هذه المرحلة الانتقالية وأي تطور في هذا يعود بالنفع على بقية كيانات الأمة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي (2-2)
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي
- الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية