محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 08:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عندما قال أحدهم طظ في مصر و اللي في مصر ،إندهشت من حجم الوقاحة وإنعدام التمييز والذوق التي كان عليها مرشد الاخوان ، ثم تحولت الدهشة الي ضحك وأنا أشاهد رد فعل الفنان صلاح عناني علي شخص متبجح يقول له ((الاخوان أسيادكم )) ،ولكن عندما قال خطيب وإمام مسجد المدرسة في حضور أجهزة الاعلام ((مرسي سيدنا بأمر الله لان الله أتاه الملك وإصطفاه وولاه علينا )) فلقد وضح بذلك إن هذه الجماعة وأعضاؤها يعتقدون فعلا لا مجازا أنهم أسيادنا .
هذا الفكر العبودى الخاضع الخانع لمرشدهم الذى يجعلهم في العلن وأمام كاميرات التلفزيون يقبلون يده و يلبسونه الحذاء و يفخرون بملامسة اى طرف من أطرافه تبركا كما لو كان وليا من أولياء الله يحتاج لفحص أكثر قربا ودراسة متخصصة في علمي النفس و الاجتماع أرجو أن يستطيع من يعرف دروبهما أن يفيدنا عن كيف تكونت هذه الشخصيات السادية وحولت أتباعها الي ماسوشيت يستمتعون بالاهانة و التعذيب .
تحول رموز الاخوان الي (تابو) غير قابل للمناقشة أو المعارضة والنقد نتج عن شعور إثني بتفوق مدعوم من الرب بمجرد حصول أحدهم علي كارنية الانضمام للجماعه وإطلاق لحيتة والاهتمام يتوضيح أنه يؤدى الطقوس علنا حتي لو أدى هذا لانفاق الملايين و تعطيل مصالح الالاف من المواطنين بما في ذلك حراس رموز الجماعة والاهل والعشيرة.. أو لبس جلبابا ووضع طرحة علي رأسه تشبها بسكان الخليج..أو في حالة الاستعانه بأيات من الذكر الحكيم كلما كان هذا ممكنا ..أو مقابلة الخاله كلينتون ومصافحة كفها الكريم أمام الكاميرات ورجال الاعلام .
تصرفات حكام مصر الجدد وتصريحاتهم وقوانينهم وإعلاناتهم الدستورية ومجازر إستبعاد القيادات في هجمات خاطفة (تتبع دائما اللقاء مع الست وزيرة الخارجية الامريكية كما لوكانت تعطيهم الاذن أو تضيء لهم العلامة الخضراء) تشير الي أن لديهم المشاعر التي صاحبت الغزاة الاسلاميين الاوائل من أنهم الاشراف التابعين المكلفين من مركز الاحتلال بالبيت الابيض وأن من يحكمونهم إنما هم من الموالي الذين يجب قطع رقابهم وتأديبهم وتعويدهم علي الخضوع والامتثال لاولياء الله المعصومين من الخطأ و المسيرين بأرادة علوية (أمريكية) ،حتي لو كانوا كحكام من الفاسدين الذين يجمعون جميع السلطات في أيديهم تشبها بما كان يفعله خلفاء بني أمية الفاشيست الذين إستخدموا الارهاب والرهب والرشوة لمن يظهر أنه قد يشكل خطرا عليهم مع بداية حكم معاوية وإبنه يزيد وتابعه الحجاج .
خبراء الدستور و المحاكم والاروقة القضائيه عقب إصدار سيدى مرسي علية الصلاة و السلام لقوانينه الجمهورية قالوا ((الاعلان الدستورى يجهز علي مصر ويعيدها الي ما قبل التاريخ ))
والحق أن تجميع السلطات في يد مرشد الجماعة إنما هي ديموقراطية بدائية من نوع( وامرهم شورى بينهم) ثم ينتهي القرار ليصبح ارادة ساميه من أمير المؤمنين تغرى بالقبض علي المتظاهرين وضربهم بالنابلم و ترويعهم بمليشيات الاخوان وزيادة الاسعار للوقود و الطاقة ورفع الدعم وتخفيض قيمة الجنية تنفيذا لتوصيات البنك الدولي وفرض ضرائب ومكوس جديده وتسليم سيناء لجماعة حماس ومهوسي السلفية ..و حشد القوات المسلحة لضرب المقاومين في سوريا أو مساندة الحرب القادمة في إيران .
تركيز السلطات والاستيلاء علي التلفزيون وأجهزة الاعلام والجرائد وتحويلها الي كورال تمجيد بقرارات سيدى المرسي ((الثورية ))كما يقول العرة ابوتريكة مهدر الاجوان وبهلول الاخوان هو أمر تعودنا عليه تاريخيا منذ حكم عبد الناصر الكاتم للانفاس حتي حكم المبارك سارق الاموال .إنه تراث تاريخي يستخدمه رجال المرشد بفجاجة و دم بارد يحسدون عليهما ويقود الجاهل و المتعلم ،الكبير والصغير ، الرجل والمرأة الي تقديس الحكام ،الاولياء الصالحين ورجال الدين لدرجة أن أى نقد كان يتم توجيهه للشيخ الوزير في زمن السادات كان يقابل بإستنكار من المستمعين (أستغفر الله )لا يقل في حماسه و قوته عن إستنكار نقد أبناء السلف الصالح من زمن صدر الاسلام .
تحويل الحاكم الي صنم يعبد وتابو غير قابل للنقد أو الاقتراب جعل سيدى المرسي يعطي لنفسة في القرن الحادى و العشرين سلطة إجبار موالي مصر علي قبول دستور أم أيمن و تأسيسيته حتي لو خرج الي الناس كائنا مشوها يحمل سخفا لا يقل في فساده عن دساتير هتلر وموسيليني وفرانكو التي إستعبد بها الدكتاتوريون أوروبا ولفظتهم الشعوب بعد أن ذاقت كيف قادهم الفاشيست للتخلف و الانحطاط .
تخطيط الاخوان بضرب المجلس العسكرى ثم تضيق سلطات القضاء(النائب العام الجديد زوج أخت نائب رئيس الجمهورية ووزير العدل يعني عائلة ) و إحكام القبضة علي مصر بإسلوب بوليسي فاشيستي يتفوق علي زمن المبارك (بوجود مليشيات ترويع جاهزة تحت الطلب ) جاء دائما بعد زيارات السيدة كلينتون الملهمة لقرارات مندوب المرشد.. بمعني إبداء الرضا (إن لم يكن التخطيط الامريكي) لتحويلنا الي شعب من النعاج الصابرين علي البلاء حتي ترى سيادتها كيف يتم العلاج .
علاقة أبناء الارهابي حسن البنا بالمصريين إتخذت نفس إسلوب تجار المخدرات مع ضحاياهم تسريب السم علي جرعات صغيرة متتالية ثم التحكم في المدمن في النهاية لتنفيذ الاوامر ..إن بلاء تمكين الاخونة من مصر تم علي مراحل .. بدأت بالبكاء و المسكنة السنا شركاء معكم في الثورة حقا نزلنا عندما تحققنا من نجاحها لكن شبابنا كانوا بينكم ،ثم نحن الاقدر تنظيميا علي مواجهه الفلول ، طيب( إدونا )الفرصة وجربونا ، الشعب هو الذىوافق علي الاستفتاء و أعطانا الاغلبية التي لم نسعي اليها ، ترشيحنا لمندوبنا و الاستبن قدرنا لمواجهه رموز النظام ، التأسيسية ستضم جميع التيارات بقيادتنا وسننتج أفضل دستور في المنطقة ، رجال المجلس العسكرى( أدوا )دورهم مع السلامة ، لم نحل المشاكل في المائة يوم لان كسح تركة المبارك يحتاج لسنين ، ما دامت كل الكوارث نتحمل مسئوليتها أن الاوان لنحكم بأنفسنا ، انا ربكم الاعلي الذى سينقذ الثورة من الاعداء و يعيد للشهداء حقوقهم و يقتل البلطجية و الرعاع في الشوارع الذين يهددون حكم أسيادهم .
وهكذا جاءت حصيلة التسلل المتتالي ضياع سيناءالتي سلمت لفلول السلفيين و الجهاديين و رقعاء زراع وتجار وموزعي المخدرات ومهربي العبيد للعمل في إسرائيل كقطع غيار بشرية.. وإحتلت أغلب المناصب العليا برجال المرشد ..و تدهور الاقتصاد القومي و يتدهور بسرعة غير مسبوقة ، و تعددت حوادث الاهمال و البلطجة و السرقات الي درجة وفاة خمسين طفل دون اى رد فعل الا إنتهاز الفرصة و إحكام قدرة الديكتاتور بمزيد من السيطرة بقوانين الظفر و الناب الهتلرية ، وإنحطت أجهزة الاعلام و الصحافة القومية الي درجة مسفة لم تصل اليها في أشد الازمنة تخلفا و يكفي أن تقرأ جريدة الاهرام التي كانت منبرا و ملجأ لكل كبار الكتاب و المعلمين لتعرف ماذا فعل أبناء المرشد بها ،وعادت السيطرة بوليسية و الامنية لسابق عهدها وعنفها لدرجة إقتتال ضباط الجيش و الشرطه و إطلاق النار من كل جانب علي الاخر .. العمال يضربون و الاطباء و لاعبي كرة القدم و الفلاحين يتضورون جوعا ويزحفون علي المدن ، والاسلحة المهربة من كل الحدود تملاء الشوارع إستعدادا لحرب أهلية و المرأة تعاني من التهميش و العودة الي قوانين الغاب حين كانت توءد البنات ويقتلهن أهلهن خوفا من العار و الست أم أيمن حولت الحوار السياسي الي ردح حوارى . و ميزانية مصر توزع عشوائيا ولا تجد المشاريع القائمة تمويلا فتنهار الكهرباء ،التليفونات ، تنقية مياة الشرب ، معالجة المجارى ،والسكة الحديد ،والشوارع المكتظة بالسيارات و التريلات ووحوش النقل يفرضون سطوتهم علي السيارات الصغيرة ، بترولنا وأكلنا وأدويتنا تذهب لجماعة الاخوان بغزة و نحن نعيش علي الاحسانات وقلة ذوق وأدب المحسنين .. (وأسد علي وفي الحروب نعامة) ،هذاجزء من واقع ما قدمة الاخوان من خير لمصر .
النظرة المحايدة من الخارج لما يحدث في بلادنا منذ هبات 25 يناير حتي صدور الفرمانات الجمهورية بتكسيح القضاء و تحصين قرارات الخليفة من تأثيره .. ترى أن مصر قد أصبحت بشكل واضح لا إبهام فيه مستعمرة أمريكية علي حكامها تنفذ سياسة البانتجون في المنطقة بما في ذلك مخططات توطين الفلسطينين في سيناء التي قاومها كل الحكام المصريين منذ الملك فاروق حتي حسني التعس .
• وأن من يحكمنا من الاخوان لا يهمهم مصلحة مصر بمقدار مصلحة الجماعة وتحقيق حلم غيرواضح ضبابي لاقامة دولة الخلافة الاسلامية .
• و أن حماس وقطر والسعودية أصبحت المصدر الرئيسي للتشريع و مصالحها تعلومصالح الشعب الغلبان الذى وجد نفسة قد تحول الي موالي يحتقرها حكامها الجدد بإسم ثورة مزعومة لم تأتي الا بالوبال علي مصر
• وأن الفساد يزداد و البطالة تطول أعداد أكبر و الفقر يفترس الجميع بما في ذلك من خدم هذا البلد وأحيل الي المعاش وأن مليونيرات الاخوان بعد إزاحة مليونيرات مبارك تحولوا الي أسماك قرش متوحشة لا تترك كبيرة او صغيرة الا وتستفيد منها .
• وأن الجوهرة المصونة و الدرة المكنونة مندوب المرشد في دوار العمدة يصدر الفرمنات واحدة تلو الاخرى تسرع بدخولنا الي غياهب الجب .
• علي الجانب الاخر تحدث زوبعة من التذمر غير المؤثرة من حلفاء الذئب السابقين كل يطالب بنصيبه من لحم الفريسة مصر و لكن الهبر غير مسموح بها الا لرجال المقطم و كلابهم التي تنبح لتوجيه سيرالقافلة بثبات في إتجاة سكة اللي يروح م يرجعش .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟