أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - آن الآوان للصمت و الانتظار.















المزيد.....

آن الآوان للصمت و الانتظار.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 16:22
المحور: سيرة ذاتية
    


بلغ سني السبعين تزيد ((عامين أم عامان )).. و لا زالت اسئلة مراهق السادسة عشر لم تجد اجابة .. الكهل المسن ( الذى هو أنا الان ) لا زال يتعثر بجهل ليجد اجابات مقنعة لما طرحه الشاب ( الذى كنته ) متحمسا لخوض معركة الحياة .
الاسئلة التي لم يتوقف الحاحها علي عقلي منذ البداية هي من نكون، و ما موقعنا في الكون، و ما الهدف من حياتنا ،و لماذا نتصارع هكذا بعنف، و كيف يهدم الكائن المسمي انسانا عمل كائن اخر من نفس فصيلته،لماذا نعيش في طبقات متفاوته، ما ذنب النساء في أن يعاملن بصورة اقل من الرجال و نفس السؤال عن البيض والسود والصفر والحمرمن البشر، اذا كنا نحن صناع الحضارة فلماذا نحن في قاع قاع التخلف ،اذا كنا خير امة فلماذا نحن أذل امة، هل التقسيم الديني يوحد الجماعة بغض النظر عن اختلافات أفرادها اللونية والعرقية والجنسية والطبقية ، ام انها هي القومية ، أو الارض والحدود السياسية ،ام هو المال الذى احوزه والمصلحة التي تقودني !!، ما هو دور الانسان الذى يريد أن يتوافق مع طبيعته الانسانية، هل ضرب التقاليد والثورة عليها، ام الهجرة للمجتمعات التي يتوافق معها أم الصراع لتحويل عشته الي قصر.
كم عذبتني هذه الاسئلة وغيرها، كم درست وقرأت وتعلمت وصارعت وحاولت.. دون جدوى ..وها انا اليوم بعد نصف قرن من الكبد لا أجد ردا علي نفس الاسئلة التي طرحها صدر الشباب دون تعديل ، فيما عدا حدوث تغيرات جسمانية ونفسية أدت الي انخفاض مستوى الحماس المصاحب للشباب ومقدرتهم ومثابرتهم لبلوغ المراد .. مع تصلب في العقيدة صاحب العجز وتقدم السن فأضاع معه مرونة قبول الاخر، لأعود لما بدأت به.
(( كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ: قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ، وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ.)).
تجاوزت السبعين و كتبت الاف الصفحات باللغة العربية و الانجليزية .. فلم أجد في اللغة الاجنبية معاناة أو حيرة مثل التي حدثت لي مع كتابة الجملة الاولي من مقالي هذا (( تزيد عامين )) أم (( تزيد عامان )) هل هي مضاف اليه ..ام نائب فاعل .. أم شيء آخر قرره ابو الاسود الدؤلي في غيابي.. سبعون سنة أكتب باللغة العربية ولا أعرف إعراب كلمة ((عامين )) اى عوائق هذه التي نضعها لانفسنا وأى تحديد للعقل نعاني منه عندما نتعثر في كتابة افكارنا التي كان من المفترض أن تكون أدوات إبداعها لغة سهلة، سلسة، إن اللغة العربية تحول صاحبها(في الاغلب ) الي معوق خائف من التعبير حتي لا يخطيء فيجيء له من يعايره بأن اعراب الكلمة غير صحيح وان عليه ان يخفض تصنيفه كمفكر الي مرتبة أقل من الذين يعرفون الفارق بين المضاف اليه و نائب الفاعل .
أقول قولي هذا و قد أرسلت لي مجموعة من الزملاء و بعضهم أصدقاء يريدون مني ان اوقع معهم علي عريضة موجهه للحوار المتمدن تنتقد سياستها في النشر و تحدد للاداره (الناجحة) اسلوبا يخالف ما جرى العمل به .. التطور مطلوب و لكن اذا كانت همومنا انحصرت في الاعراب و تكوين الجمل ((المقالة المتمكن كاتبها منها لغويا وهذا عنصر هام من عناصر المقالة الناجحة وللأسف فأن مساحة المقالات المختارة لا تخلو من مقالات مليئة بالاخطاء اللغوية والمطبعية)).. فعلي الانسان الناطق باللغة العربية السلام .. أصدقائي لن اوقع علي عريضتكم و سأتوقف عن الكتابة كليا فانا كثير الخطأ في نحو لغة ميتة ستندثر في القريب العاجل بسبب ضيق افق من يتكلمونها و يعبرون عن انفسهم بها .
لقد كان نحو اللغة العربية علامة استفهام ضخمة امامي منذ بداية تساؤلاتي ونقدى للمجتمع وحتي الان .. والسبب أن هذه اللغة البدائية تخالف اللغة الاكثر تقدما التي نتكلمها و تسمي بالعامية التي هي كما يقولون لغة الام .. و كنت عندما اتكلم أقول الراجل، الست، الصبيتان، الشابان، البهائم، الحوريات ( اللي ) مختصرا الذى، التي، اللذان، اللتان، اللائي، الذين والتي للجماد التي يتعثر فيها الكبار قبل الصغار . لغتي اخترعت (نحوا) أستقته عن لغات المصري القديم فجاء بسيطا سلسا ومع ذلك لازلنا ننقد بعضنا بعضا اذا ما اخطأنا في لغة (( شهدت مأدبة، فأكلت جبجبة من صفيف هلعة فاعترتني زلخة )) فسلام عليها ولنتركها لهواة (الفاعل والمفعول والصفة والحال) يكتبون بها معلقاتهم و يلصقونها علي ابواب معابدهم وقدس اقداسها ((مقالات التي ينتهج كتابها الشحة في الكتابة لأن ذلك دليل على ان الكاتب يبذل جهدا كبيرا من اجل كتابته)).
في الحق لقد سعدت كثيرا بمنبر الحوار المتمدن منذ أن بدأت الكتابة به علي شمال الاعمدة ثم تحولت الي اليمين فاعلي ثم بدأت مقالاتي تصبح من المختارات ويزورها ما يقارب المليون مطلع .. وللحق فان ادارة الموقع تعاملت بكل موضوعية وعدل ودون سابق معرفة بهم .. والحق ايضا أن بعض المطالبين بان تكون لهم مكانة خاصة في الموقع لا يمكنك او ( تستطيع) اكمال مقال لهم اما لطوله الشديد او لتكرار نفس المعاني ولكن بالفاظ مختلفة .. والحق ايضا هذا الموقع عمل تطوعي تنويرى يقبل جميع التوجهات ولكنه بشري والبشر ليسوا ريبوتات نصيغها علي قدر عقولنا .. ان هذا الموقع له حق علي قبل ان اقفل النوافذ واخلد لقيلولة طويلة .. أن أشكره وأشكر القائمين علي العمل وأتمني كل الخير لهم.
كما فشلت في أن أعرف من نحن ولماذا وجدنا وما مكاننا في هذا الكون الرائع القاسي الممتد للمالا نهاية .. فشلت في فهم هذا الشعب الذى يطيح ويثور من أجل طرد عصابة العسكر المحلية ليضع مكانها عصابة الاخوان الدولية بحيث أصبحنا نقرأ عن اجتماعات بين مهدى عاكف( طظ في مصر)،( ندا)، (منير) في ايطاليا و انجلترا يتحدثون عن امور الاخوان بعد وصولهم الي حكم مصر و صعودهم في تونس وليبيا والترتيب لعقد اجتماع لمكتب الارشاد ومجلس الشورى العالمي والذى لم يعقد منذ مارس 1994.
شعب يثور للتخلص من ديكتاتور محدود القدرات ليضع مكانه نظاما يجعل مدير مخابرات بلده يحلف اليمين علي المصحف بالاخلاص والولاء للرئيس ليبقي ان يضع المسدس بجواره ويصبح يمين ولاء الجهاز السرى الاخواني الذى نشر الرعب والخوف في طول مصر وعرضها وقام باغتيالات علي مستوى رؤساء الجمهوريات والوزارات.
شعب يثور ضد قمع وزير الداخلية المباركي ليواجه رئيس يصدر قرارات باخلاء ميدان التحرير بالقوة بعد احداث سفارة الولايات المتحدة .. فيقبضون علي الشباب ويرعبونهم ويسلمونهم هم وطلاب الجامعات للامن يسجلون اسماء المضربين و المحرضين ليقوم رؤساء الجامعات بالواجب المتبع منذ زمن السادات.
لقد فشلت تماما في معرفة اسباب استسلام هذا الشعب لالاف السنين للقهر دون اى بادرة امل في التغيير.
و كما فشلت في معرفة اى الاديان الـ 22 السائدة بين البشر هو الحق ولماذا يدعي كل مؤمن بان ربه هو رب الابدية فاطر نفسه وخالق الكون وما عليه .. فشلت في تحديد اسباب استسلام النساء في القرن الحادى والعشرين لهؤلاء المعممين الجهله الذين يريدون الزواج باطفال لا يتعدى سن الواحدة منهن العقد الثاني.. السيدات بعد أن تعلمن وتثقفن وكان لهن دورهن في الحياة وأصبحن وزيرات ورؤساء مجالس ادارات وسفيرات .. يعدن ليصبحن جوارى وخادمات مقهورات علي اساس انها التعاليم السماوية .. الله ..لا يمكن ان يخلق البشر ومعهم خادمات يلهون بهن .. والعصر لم يعد يسمح بالعبودية ولكن شعبي العظيم يهلل لسجن امه واخته وزوجته وابنته في قواعد توازى وأد المرأة.
لقد فشلت تماما في ايجاد اسباب لسكوت المرأة والقبطي علي الاهانات والاستسلام لسكين جزارى وضع الدستور ولا يوجد سبيل للفهم .
وكما فشلت في معرفة اسباب تميز البعض عن البعض ورضاء الطبقات الدنيا بحياة عفنة تأباها الحيوانات .. لا أستطيع أن ادرك كيف ترضي ممثلاتنا و فنانينا بهذا الاجحاف وبهذه الاوصاف التي يطلقها عليهم كائنات لم تستحم منذ شهور عفنة الانفاس يجرى القمل في رؤوسها ولحاها وكيف يتحول هؤلاء الانجاس بين ليلة وضحاها الي نجوم المجتمع والشاشات التلفزيونية .. ان هؤلاء الذين يرون ان حضارتنا عفنه وان تماثيلنا أصنام وملوكنا فراعنة هم من يثورون عندما ينتقدهم وينتقد دينهم ورموزهم المخالفين لهم.
بصراحه فشلت في ان افهم كيف يهاجم شخص ما( آيات شيطانية) ورسوم كريكاتورية وافلام رخيصة غير شعبية .. في حين انه يصفق( للاغواء الاخير للمسيح )ولافلام تسخر من الديانات المسيحيه والبوذية ويضحك ويقهقه علي رسومات تمثل رموز الاديان الاخرى في اوضاع غيرمستحبة.
تجاوزت السبعين وأصدقكم القول لم أعد علي يقين من أى شيء تعلمته خلال رحلة حياتي .. لقد سودت الاف الصفحات وقرأت أضعافها لكي أفهم أو اؤثر بما تصورت انني فهمت و لكنه كان ميراثا للريح فلم يعد عندى ما أقدمه..سأتوقف لفترة قد تطول عن الكتابة وسأشتاق لحوارات مع عدلي جندي ومحمد بن عبد الله و ليندا وعلي سالم واصدقاء اخرين طلما دار بيننا حوارا و إن كان بدون فائدة فما زلنا لم نخطوا خطوتنا الاولي نحو أن نكون بشرا متفهمين تحياتي،سامحوني و أذكروني بخير.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة المونسترmonster .
- يا قوم الحرب علي الابواب 2
- في معارضة الاخوان وكره أمريكا.
- مال الفقراء السايب المسلوب.
- لله يا محسنين.. لله.
- جمهورية الاخوان الديكتاتورية العظمي .
- الطابور الخامس و حصار مصر
- الحرب الخامسة .. وا سيناء.
- في مغالبة السلطة و معارضة الحكومة.
- ((كم يحسدونكم عليه ))..أم أيمن!
- هل نريد حقا تطبيق شرع الله!!
- يا حزن قلبي .. علي مهندسينك يا مصر 5
- 23 يوليو والاطلاله الستين .
- الجرائد ، (( أوراق نعي تملأ الحيطان )).
- ديوان أم بيمارستان المظالم .
- الدولة الرخوة و الشارع الاهبل.
- سيادة الرئيس لا أصدقك!!
- مرسي !! يوم الحزن العظيم
- أعوان مبارك .. حيً علي الجهاد!!
- الاخوان يسرقوننا، الأنتحار بسموم الغفلة.


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - آن الآوان للصمت و الانتظار.