أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها














المزيد.....

البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 00:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أقدمَتْ الحكومة بقرار جماعي لمجلس الوزراء على إلغاء البطاقة التموينية والإستعاضة عنها بمبلغ نقدي(15000 دينار) لكل فرد، من دون التحسّب للآثار السلبية عند تطبيق هذا القرار بهذه السرعة، ممّا أدى إلى حدوث ردود أفعال إتّخذَتْ صورة هزَّة إجتماعية عارمة، شمَلتْ الشرائح الفقيرة والأوساط السياسية والإعلامية المعارضة لقرار الإلغاء. إنّ الطرفين المعارضين والمؤيّدين للإلغاء محقّان على حدٍّ سواء في موقفهما، بحيث كل طرف يمتلك الحُجج التي تثبت صحة موقفه من القرار. فالطرف الأول يمثّل الشرائح المسحوقة والفقيرة التي تمتلك الحق بإحتجاجها، إذ أنَّ الحصة التموينية على شحتها وقلّتها تؤمِّن لها الحد الأدنى من الأمن الغذائي الذي يصون تعففها وكرامتها. لكن! هنالك مَن إحتجَّ على القرار لايَمُتْ بِصِلة لطبقة الفقراء والمتعففين، إنّما ينتمي الى بعض الجهات السياسية المتنفذة والمسيطرة على تجارة مفردات الحصة التموينية، التي شابها الفساد، بحيث كوَّنَ مع الجهة السلطوية التي ينتمي اليها حيتاناً وقططاً سمان، فلبسَ لبوس التباكي،زيفاً ورياءً، على تلك الطبقة المنسية المهضومة الحقوق بما في ذلك حقها بإنتخاب مَنْ يمثلها من الكفاءات النزيهة التي تجد فيها خير مَن يلبّي مطاليبها المكتسَبة. إذا تقرَّرَ حصر إستيراد المواد الغذائية الأساسية بتجار القطاع الخاص الذين دائماً أصفهم وأسمّيهم دون تردّد بـ(خنازيرالإقتصاد الوطني)، فإن المواطن الفقيرسيقع تحت وطأة إبتزازهم من خلال زيادة أسعار تلك المواد بسبب إحتكارهم لتسويقها وإستغلالهم للأزمات المصطنَعة في المواسم التي تتطلّب توفّر المواد الغذائية، وكمثال لا الحصر، فإنّ هذه الصورة تتكرر دائماً قبيل شهررمضان، إذ يرفع أولئك التجار،أصحاب الضمائر الميتة، أسعارتلك المواد في شهرٍ يُفتَرَض أنْ تكون فيه نفوسهم صادقة وبريئة وتبغي مرضاة الخالق إنْ كانت تؤمن بوجود يومٍ للحساب!؟.. إنّ تحرير النشاط التجاري خاصةً و الإقتصادي عامةً من تدخل الدولة في ضبط آليات السوق سيؤدي إلى زيادة و تعميق التفاوت الطبقي بين حفنة قليلة من مالكي الثروات المادية بصورة غير شرعية وملايين الفقراء الذي هم ضحية تلك القلّة الطفيلية التي تعوَّدت الإثراء والعيش على حساب السواد الأعظم من الجياع. ومِمّا يؤسَف له أن هنالك البعض من الإقتصاديين المدافعين عن هذه الظاهرة بإعتبارها جزءٌ من المفهوم العام لـ (اللبرالية الجديدة)، لكن قام بعض الأساتذة الأفاضل بالرد العلمي الهاديء وبصورة وافية.
أما الطرف الثاني فتمثله الحكومة وبعض الأطراف السياسية، أيضاً لديه الأسباب المقنعة للإقدام على قرار الإلغاء، ومِن تلك الأسباب الفساد الذي شابَ عقود تجهيز مفردات الحصة التموينية والذي إنعكسَ على إستيراد السلع الغذائية ذات النوعيات الرديئة والمنتهية الصلاحية التي أدّت الى حالات تسمّمْ وأمراض في الجهاز الهضمي. كذلك، أدّى الإستيراد الكامل الى توقف الإنتاج المحلي لبعض المواد الغذائية الداخلة في مفردات الحصة التموينية. زِدْ على ذلك، أنّ قسماً كبيراً من الذين يستلمون تلك الحصة لايستحقونها، لكونهم من أصحاب المداخيل العالية. وأخيراً، تستنزف البطاقة التموينية مبلغاً يتعدى ست مليارات دولار سنوياً (نصفه يذهب الى جيوب الفاسدين) ولم تعطي النتائج المرجوة.
تمثّل البطاقة التموينية حالة الإذلال والعبودية التي أوجدها و فرضها حكم البعث الهمجي على المجتمع العراقي، لذا فإنّ بقاءها يجعل العراقيين يتذكرون تلك الفترة المظلمة السابقة، و التي عايشوها على مَضَضْ، وعليه ومن الضروري التفكير بإيجاد الحلول السليمة لإلغائها ومن دون المساس والتأثير سلبياً على الحالة المعيشية لشريحة الفقراء. وهذا يعني إتّخاذ إجراءات بصورة تدريجية تسبق عملية الإلغاء، وهي كالتالي حسب رأيي المتواضع:
1- إنجاز مشروع الحكومة الألكترونية وتوحيد قاعدة المعلومات لكل مفاصل الدولة.
2- إجراء الإحصاء الكامل لغرض تبيان نسبة السكان الذين هم مع وتحت خط الفقر.
3- زيادة مبلغ الرعاية الإجتماعية الى الحد الذي يوفر حياة كريمة لكل مواطن يستحقه، وليس لسَد الرمق ، ويستطيع بواسطته شراء ما يحتاجه من المستلزمات البيتية والحياتية وبالتقسيط المريح عن طرق الأسواق المركزية، وكذلك يمكنه السفر الى أي مكان لغرض الإستجمام، وهذا حقه المكتسَب على الدولة.
4- توسيع الأسواق المركزية التابعة لوزارة التجارة التي بدورها تنقسم الى قسمين:
أ- الأسواق المتخصصة ببيع المواد الغذائية والتي يجب أنْ تنتشر وسط الأحياء السكنية.
ب- الأسواق المتخصصة ببيع منتوجات الصناعة الوطنية.
5- إحياء الجمعيات التعاونية الإستهلاكية التي كانت سائدة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، والتي كانت توفر مختلف السلع الغذائية والصناعية بأسعار زهيدة وبالتقسيط المريح.
6- فرض الرقابة الصارمة على تحديد أسعار الجملة و كبح جماح التجار المضاربين على حساب الفقراء.
إنّ إنجاز الإزدهار الإجتماعي مقرون بتوزيع وإعادة توزيع الناتج القومي الإجمالي بصورة عادلة والذي بدوره يضمن التنمية المستدامة بصورة علمية، وهذا لن يتم إلاّ بالقضاء على كل أشكال الفساد والوقوف بوجه فكر اللبرالية الجديدة.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الإنتخابات والملحق الجزائي !
- حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!
- فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة


المزيد.....




- روسيا تزود الإمارات بثلث حاجتها السنوية من الحبوب
- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها