أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة














المزيد.....

الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أقدمَت الولايات المتحدة على إتخاذ إجراءات من شأنها إنعاش الإقتصاد الأمريكي أولاً وبالتالي الإقتصاد العالمي ، لكن حقيقة الأمر ما هي إلاّ ترقيعات سطحية ، لاتمس جوهرأسباب الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها الإقتصاد الأمريكي والإقتصاد العالمي عموماً .
تتكوَّن الدورة الإقتصادية عموماً من ثلاث مراحل هي : - النمو – التدهور والإنهيار – النهوض ، ويحمل تطوّر العمليات الإقتصادية طابعاً دورياً ( سلسلة ) : النمو الذي يتبعه ، بصورة مؤكدة ، التدهور ويليه النهوض ونمو جديد . لايمكن إدراك ، بصورة صحيحة ، معنى التغيّرات التي تطرأ على مؤشرات النمو الإقتصادي – الدلائل أو الكواشف الإقتصادية ، وتقديرتلك التغيّرات على أسواق العملات النقدية ، بدون فهم ومعرفة وحساب السلوك الدوري للإقتصاد . كذلك يَمتلك الدليل أو الكاشف المحدَّد معنى إقتصادي مختلف كلياً وآثارمالية ، إعتماداً على أية مرحلة من مراحل الدورة الإقتصادية التي يجري فيها رصد ذلك التغيّر . إنّ حدوث التغيّرات في مؤشرات كل مرحلة ، هو بمثابة إنذارلظهور المرحلة التي تليها . الإختلاف بين المراحل الثلاث يكمن في طول أو قصر مدياتها الزمنية بفعل تأثير الإنسان عليها نسبياً ، لذا لايمكن إلغاء أية واحدة منها ، وعلى هذا الأساس فالأزمة الإقتصادية - المالية ليست طارئة( كما يعتقد بعض القاصرين بالعلوم الإقتصادية ) ولايمكن القضاء عليها ، لأنها مغالطة من وجهة نظرقوانين الظواهرالإقتصادية التي تفعل فعلها ، و لكونها تمثل مكوِّن أساسي – مرحلة التدهور- من الحلقات الثلاث للدورة الإقتصادية الشاملة .
لقد فرضت طبيعة ملكية وسائل الإنتاج ( المملوكة من قِبل حفنة من أباطرة المال والصناعة ) وعلاقة قوى الإنتاج ( ملايين الكادحين الفقراء ) بها ، قسمةعمل دولية غير عادلة ، تتلخص في إنشطاردول العالم الى : دول متطورة مستغِلّة غنية منتجة وأخرى متخلفة مستغَلة فقيرة مستهلكة . إن ذلك التقسيم ، ساعَدَ بدوره على تسيُّد العملة الواحدة ( الدولار) على النشاط الإقتصادي العالمي ، بحيث أصبح معياراً للنفط والمعادن الثمينة في البورصات العالمية ، وكما هو معلوم فإنّ النقد يمثل دماء الإقتصاد وقيمة أية عملة صعبة يحدّدها واقع إقتصاد ذلك البلد .
إنّ الحل الوحيد لحصرالأزمات الإقتصادية في داخل الحدود الجغرافية لبلدانها وعدم تصديرها الى البلدان الأخرى يتلخص في الإتفاق على إصدارعملة نقدية دولية مكافئة لجميع العملات الوطنية من خلال قيمتها المغطاة بالذهب ، بإشراف الأمم المتحدة ( بنك أممي ) وليست تابعة الى اية دولة . ينحصر نشاط تلك العملة في التعاملات الخارجية فقط وتبقى العملات الوطنية سائدة داخل حدود كل بلد . ففي حالة حدوث أزمة إقتصادية في أي بلد ، فإنها ستؤثرعلى العملة النقدية الداخلية فقط ولا ينجَر تأثيرها على العملة الدولية المكافئة ، وبالتالي تسلم إقتصديات البلدان الأخرى منها وفي مقدمتها البلدان النامية والفقيرة . إنّ هذا الرأي كالحلم ، نعم من الصعب تحقيقه ، إذ ستقف بوجه إنجازه الولايات المتحدة قبل غيرها ، لأنه سيلغي هيمنتها على الإقتصاد العالمي .
لقد أعطى الدكتوركاظم حبيب توصيفاً شاملاً و وافياً للأزمات الإقتصادية وأسبابها في مقالته ( الأزمات الإقتصادية العالمية تزداد عمقاً وشمولاً يوماً بعد يوم ) ، وأجتزيء بضعة كلمات من مقالته ، تقول { .. وسياسات إقتصادية تعبِّرعن جهل بعلم الإقتصاد والقوانين الإقتصادية وسياسات إجتماعية أكثرجهلاً بحاجات الناس ، مما سيؤدي كل ذلك الى تفاقم في الصراع الإجتماعي وتحوله تدريجياً وموضوعياً الى نزاعات سياسية تأخذ طريقها ، شاء الحكام أم أبو ، الى عواقب وخيمة على الدولة والمجتمع . } .تأكيداً على ما جاء في المقالة ، هو أنّ مأساة واقع الإقتصاد العراقي تكمن في : أولاً- أنّ القوى السياسية المتشاطرة في إقتسام غنائم السلطة وثروات العراق ، أرادت إشاعة الفوضى الإقتصادية ( لبررة الإقتصاد ) ، التي أتاحت لها ممارسة الفساد بكل صوره ونهب خيرات البلد المادية ، وعدم السماح لتدخل الدولة لغرض ضبط آليات فعل القوانين الإقتصادية بما يخدم السواد الأعظم من الفقراء وكبح جماح ظهورحفنة المافيا الطفيلية ، لكن الذي حصل هو العكس . ثانياً – المسؤولون عن الملف الإقتصادي ، ينقسمون الى قسمَين ، قسم لاعلاقة له بالعلوم الإقتصادية ، وجوده جاء بفعل المحاصصة الطائفية والعرقية ، والقسم الآخرهُم إقتصاديون ، لكن غالبيتهم أنهوا دراستهم في البلدان الرأسمالية المتقدمة !! وأعني في كلامي هذا ( ليس إنتقاصاً منهم ) بَلْ أنه ليس من المعقول أنْ تسمح حكومات تلك البلدان وفي مقدمتها الولايات المتحدة ، للكليات ومعاهد البحوث الإقتصادية بدراسة – تعرية – الوجه البشع لحقيقة الإحتكارات الصناعية- المالية من خلال إستيعاب موضوعية القوانين والظواهرالإقتصادية التي تعطي تحليلاً صائباً للواقع الإقتصادي – السياسي، إنما تجيزدراسة القوانين (الفوضى الإقتصادية ) التي تضعها لنفسها حفاظاً على مصالحها التي هي مصالح الإحتكارات ذاتها ، لذا فإنّ هذا التدخل السلبي في العلوم الإقتصادية ، إنعكسَ بدوره سلباً على الدارسين والباحثين في الإقتصاد ، الذين جاؤوا بوصفتهم الطبية التي تشبعوا بها لمعالجة الإقتصاد العراقي، من دون إستيعاب حقيقة الهيكيلية الإقتصادية – الإجتماعية المشوَّهة القائمة حالياً ، وأية طبقات سُحِقت وإضمحلّت ، وأخرى طفيلية ظهرت على حسابها ! .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- هل سيُلدَغ التيار الديمقراطي مرةً أخرى من ذات الجحر ؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- لعبة خلط الأوراق لا تنجح دائماً وخنق التظاهرات هو مؤشر على ب ...
- هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجد ...
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- إنطلاقة شارع المتنبي والأخطار المحدقة بها
- الحرية قبل الخبز
- الحرية قبل الخبز
- الرد الهستيري النزق
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...
- حينَ تعرَض الشهادات والرسائل العلمية كسلعة في أسواق البيع ال ...
- حينَ تُعرَض الشهادات والرسائل العلمية في أسواق البيع الرسمية ...
- منهجية الثيوقراطية العراقية الحاكمة
- الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... ح ...


المزيد.....




- رئيس شركة آلات السعودية: سنسحب استثماراتنا من الصين إذا طلبت ...
- أسعار النفط تواصل انخفاضها وتسجل أدنى مستوى في نحو 3 أسابيع ...
- إعلام محلي: أردنيون يعرضون رواتبهم التقاعدية للبيع
- إسرائيل تخسر 5.6 مليارات دولار من احتياطيات النقد الأجنبي
- السويد.. البنك المركزي يخفض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى ...
- الذهب كل يوم في حديد… كم وصل سعر الذهب اليوم في العراق بعد ا ...
- بعد توليه ولاية رئاسية جديدة.. بوتين يصدر مرسوما حول تنمية ر ...
- خبير مصري: خطة نتنياهو لإعمار غزة وجعلها منطقة اقتصادية ظاهر ...
- الدين العالمي يبلغ مستوى قياسيا جديدا
- وزير النقل التركي يتحدث للجزيرة نت عن الأهمية الإستراتيجية ل ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة