أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!















المزيد.....

حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 17:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما كانَ يدور في بالي أنْ أعود بالذاكرة إلى بداية عام 2005 في مجالات التذكير والتحذير وكيفية إدارة الإقتصاد العراقي من خلال جملة من المقالات لولا العملية المباغِتة لرفع الغطاء عن المِرجَل (البورصة) الذي يجري فيه طبخ الفساد منذ أعوام وتوجيه أصابع الإتهام إلى البنك المركزي العراقي وتحديداً بشخص المحافظ ونائبه مع مجموعة من المهيمنين على البورصة العراقية لبيع وشراء الأسهم والعملات الصعبة. إنَّ ظاهرة الفساد والتخريب والتي أحد أوجهها عمليات تهريب المليارات من الدولار هي موضوعة متكاملة لها مكوناتها وعناصرها التي أوجدها الحاكم المدني – بريمر – حينذاك وأضفى عليها طابعاً قانونياً من خلال مفهوم – الإقتصاد الحر أو إقتصاد السوق، وهنالك طرفان يشتركان في صيرورة وإنتشار تلك الظاهرة التدميرية للبلد والمجتمع، الطرف الأول يتمثّل بالجانب الأمريكي الذي أعَدَّ المخطَط مُسبقاً وتحت شعار (الفوضى الخلاّقة) لغرض تجذير الفساد بكل أشكاله وإستنزاف موارد العراق المادية وتدمير ثروته البشرية عن طريق إنهيار القيَم الأخلاقية، والطرف الثاني تمثله القوى السياسية المتحاصصة في السلطة والغنائم التي وجَدَت في قرارات – بريمر – ما يُلبّي رغباتها ويُشبِع شراهتها في الإستحواذ على المال العام وتكوين عصابات ومافيات سياسية تحكم سيطرتها على الثروات المادية، وهذا ليس غريب، لأنَّ غالبية تلك القوى السياسية ما هي إلاّ كانتونات طارئة على المرحلة. لذا ليس من المعقول تحميل محافظ المصرف المركزي ونائبه جريمة تهريب الأموال، في حين بعض المتنفذين في الدولة يمارسون تلك الجريمة بحق الإقتصاد العراقي و منذ سنوات من دون إعاقة أو رادع قانوني ولحد الآن يعتبرون أنفسهم فوق القانون ولا يستطيع القضاء محاسبتهم!.
سأحاول أن أطرح رأيي بحيادية كي لايُحتَسَب لصالح جهة وعلى حساب جهة أخرى، وبالعلاقة مع عنوان المقال، دأبَ الكثير من المعنيين بالشأن الإقتصادي، وكاتب هذا المقال أحدهم، على طرح أفكارهم و رسمْ الخطوط العامة و وضع الأسس الصحيحة في عملية البناء الشامل لكل مرتكزات الإقتصاد الوطني. قبل سبعة أعوام حذّرنا من تطبيق الوصفات الجاهزة والسائدة لدى الدول المتقدمة في إدارة إقتصاداتها لمعالجة الإقتصاد العراقي ومنها أسلوب العلاج بالصدمة ، هذا الأسلوب الذي تمّ تطبيقه في بلدان أوربا الشرقية حينما قررّت إنتهاج طريق إقتصاد السوق وأدى إلى إشاعة الفوضى الإقتصادية وظهورالطبقات الطفيلية من المضاربين الذين إستحوذوا على القطاع الصناعي العام بعمليات بيع رمزية لمصانعه وتحولوا الى حفنة تركّزتْ بأيديها المليارات في فترة قصيرة يُقابلها إزدياد الملايين من الفقراء والمعدمين وإنتشارالجريمة المنظمة.
من الوصفات الجاهزة والتي أثارت حفيظتنا آنذاك هي إفتتاح بورصة الأسهم والعملات النقدية!. البورصة: هي المرآة التي تعكس النشاط الإقتصادي لمختلف القطاعات المساهِمة في تكوين الناتج القومي الإجمالي وفي ظروف ينعم البلد بالإستقرار ويمتلك القاعدة الإقتصادية المتينة والمتطورة، وهنا أتساءل: أين هي القاعدة الإقتصادية المتطورة في العراق حتى يمكن على أساسها إفتتاح البورصة؟. لقد مرَّ الإقتصاد العراقي بمراحل التدهور في ظل نظام البعث الإستبدادي إبتداءً من عسكرة القطاع الصناعي العام وإهمال القطاع الزراعي وظهور شريحة السماسرة و التجار الطفيليين التي كانت ولاتزال تقتات على عملية إغراق السوق العراقية بالمنتجات الأجنبية، إذن ماذا يعني وجود سوق الأوراق المالية وسط إقتصاد مُنهار! له تفسير واحد فقط – ألا وهو إيجاد مؤسسة يمكن تحت غطائها ممارسة الفساد ونهب المال العام ، وقد أعلنّا مخاوفنا وشكوكنا من تلك المؤسسة وسميناها حينذاك بـ (حانة القمارالتجاري)، والآن بعد إفتضاح دور بعض البنوك في العمليات المُشرعَنة لتهريب العملة، من الممكن إضافة تسمية أخرى وهي (ماخورالتخريب الإقتصادي!). لانزال نبحث في مجال الوصفات الجاهزة، مع كل الإحترام والتقدير لشخصية محافظ البنك المركزي العراقي -الدكتور سنان الشبيبي- وحسب علمي أنه كفاءة علمية عالية ونزيهة، وقد مارس إختصاصة في سويسرا في مجال الإدارة النقدية والمصرفية وليس الإدارة الإقتصادية وإقتصاديات التنمية، أطرح التساؤلات التالية أمامه:- عندما نقارن الواقع العراقي مع الواقع السويسري من خلال المعايير التالية- هل أنّ الإقتصاد العراقي متطور كالإقتصاد السويسري؟ هل أنّ القطاع المصرفي العراقي متطوّر بنظامه وآلياته بنفس الدرجة كما هي الحال في القطاع المصرفي السويسري؟ هل أنّ درجة وعي المواطن العراقي ونظرته للقوانين بإحترام كما هي لدى المواطن السويسري؟ قطعاً لا، على هذا الأساس يجب أن تكون عملية البناء الإقتصادي متماشية مع البيئة العراقية إقتصادياً وإجتماعياً، والإرتقاء بها يسير بصورة تدريجية متناغمة مع رقي الذهنية العراقية في كافة المجالات وليس بصورة قفزات تؤدي الى إحداث فجوات بين حالة الإقتصاد العراقي الراهن والأساليب المتطورة المُتّبَعة في البلدان المتقدمة ذات الديمقراطيات العريقة.
من المآخذ على السياسة العامة للبنك المركزي هي:
* التأخّر في توحيد قاعدة المعلومات مع بنوك الدولة وبنوك القطاع الخاص، إذ أُنجِزَتْ في عام 2008، كان يُفترَض أن تتم عملية التوحيد في ذات الوقت مع إجازة المصارف لممارسة نشاطها المصرفي.
* الفائدة العالية 20% على القروض الممنوحة للقطاع الخاص! هذه النسبة العالية أدَّت إلى عزوف الكثير من صناعيي القطاع الخاص، وهي تمثّل رقماً فلكياً قياساً بما هو مُتّبع على صعيد منح القروض التنموية في كل دول العالم.أعتقد إنّ الغرض من وراء هكذا إجراء هو إفشال عملية النهوض بالقطاع الخاص ويصب في مصلحة الجهات المهيمنة على قطاع التجارة الإستيرادي ولكي يبقى الإقتصاد العراقي ريعياً و إستهلاكياً.
الخلاصة هي أنّ الإقتصاد العراقي يمر بمرحلة تطبيق التجارب ويرتبط مباشرةً بحالة المخاض السياسي المدمِّرة التي يعاني منها البلد، ولهذا نحتاج إلى مرحلة إنتقالية ليست بالقصيرة بهدف إعادة بناء الإنسان الذي يُعتَبَرالعامل الأساس في عملية البناء الشاملة.




















#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي


المزيد.....




- بايدن يعلن إنتاج الولايات المتحدة أول 90 كغم من اليورانيوم ا ...
- واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!