أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الوطني














المزيد.....

ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الوطني


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط نظام البعث الفاشي ، مَرَّت عملية إدارة الدولة بمطبّات وتعثرات ناجمة أمّا عن جهل في الادارة العلمية الكفوءة النزيهة أو تخريب متعمَّد نتيجة العمليات الارهابية وإستباحة الدم العراقي تنفيذاً لأجندات خارجية كي يبقى العراق بلداً متخلفاً وضعيفاً . وبسبب خيبة الأمل التي أصيبَ بها المواطن المسحوق من جرّاء الفساد المستشري بكل صورهِ الذي تمارسه القوى السياسية المافيوية التي أصبحت تعلم جيداً أنَّ رصيدها الجماهيري أخذ بالإنحدار، فما من سبيل أمامها لغرض البقاء في السلطة مدّة أطول سوى دغدة مشاعرملايين البسطاء والبحث عن أساليب وممارسات ورفع شعارات تؤمِّن لها إستعادة ثقة الشارع العراقي بها ، بصرف النظر إنْ كانت نتائج تطبيق تلك الشعارات تؤثرسلباً على الاقتصاد الوطني ، ومن بين تلك الشعارات هي الدعوات لتقسيم عوائد النفط على أفراد الشعب ! ..من أولئك المتحمسين لتحقيق هذا الشعارهوعادل عبد المهدي، بالرغم من إعترافه بخطورة الآثارالسلبية من وراء تنفيذ هذا المطلب ، لكن لاغرابة في موقف هذا الشخص ، فإنه متلون ومعروف بميكافلليته على صعيد تاريخه السياسي ، تبنّى هذا الشعار متأمِّلاً الحصول على مقعد في العربة الأخيرة من قطار السلطة القادمة .
الجهة الأخرى هي التيار الصدري ، لقد تعوَّد هذا التيارعلى إطلاق البالونات الدعائية له بلا وعي للآثارالسلبية لمطاليبه التي لاتمُتْ للعلمية بصلة ، فبالأمس طالب الصدريون بايجاد خمسين الف فرصة عمل ، متناسين إنّ هنالك فائض يُقدَّر باكثرمن خمسين بالمائة من العاملين في قطاع الدولة الذي يعاني من الترهل ، ثمَّ أخيراً وليس آخراً مطالبتهم بتوزيع عوائد النفط ، وكأنّ الدولة أصبحت مؤسسة خيرية . يتناسى هؤلاء أنّ ميليشياتهم الدموية قد شاركت في ايقاف عملية البدء ببناء البلد والانسان عندما ارادوا أسلمة المجتمع بالقمع والارهاب وتسببوا في كثير من المآسي ، التي لاتختلف عن مآسي البعث الدموي . إنّ مطالباتهم هذه لاتستطيع تبييض صفحاتهم السوداء وتحولهم الى قوّة وطنية بنّاءة .
نعلم جميعاً ، لايمكن إقتطاع جزء من عوائد النفط وتوزيعها للسببين التاليين : أولهما هوالعجز الحاصل في الموازنات السنوية والذي بسببه تعاني المحافظات من قلة التخصيصات المالية ، وثانيهما هو القاعدة المالية التي تنص على أنّ كمّية النقد المطروحة للتداول في السوق يجب أن تتناسب مع المعروض من السلع والخدمات ، وهذا يعني أن زيادة كمية النقد في السوق من خلال توزيع جزء من عائدات النفط وبقاء حجم الخدمات والسلع على حالها سيؤدي إحداث خلل في النسبة الثابتة بين الطرفين الذي يقود بدوره الى انخفاض القوة الشرائية للدينارالعراقي ( بسبب زيادة المعروض منه ) وبالتالي ارتفاع حجم التضخم في الاقتصاد الوطني .
علينا أنْ نستفيد من تجارب الشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار، وأعني الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية ، فاؤلئك الداعون لتوزيع عوائد النفط مصابون بما يسمّى (بالمرض الهولندي) ، هذه التسمية جاءت عندما إكتشف الهولنديون النفط والغاز في بحرالشمال وقرّروا توزيع العوائد المالية من دون البحث عن العمل طيلة نصف قرن من 1900 ولغاية 1950 ، ممّا أدى الى إستفحال البطالة ، لكنهم عالجوا المشكلة بعد أنْ علموا في اللحظات الأخيرة أنّ النفط والغازهي ثروات ناضبة لايمكن تعويضها إلاّ من خلال إستثمارعوائدها المالية في بناء قاعدة إقتصادية متينة تستطيع القضاء على البطالة وتصبح العنصر الرئيسي في تكوين الدخل القومي .







#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- هل سيُلدَغ التيار الديمقراطي مرةً أخرى من ذات الجحر ؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- لعبة خلط الأوراق لا تنجح دائماً وخنق التظاهرات هو مؤشر على ب ...
- هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجد ...
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- إنطلاقة شارع المتنبي والأخطار المحدقة بها
- الحرية قبل الخبز
- الحرية قبل الخبز
- الرد الهستيري النزق
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الوطني