أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة














المزيد.....

فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 20:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إنَّ كل أكاديمي متخصص في أحد العلوم التالية - علم السكان ، الإقتصاد السكاني ، الجغرافية السكانية ، البيئة – ينظر بعين القلق لما يحدث من تغيّرات إنثروبولوجية وسايكولوجية في المجتمع العراقي من ناحية بناء ذهنية الفرد إيجابياً كي يكون عنصراً فاعلاً مُنتجاً في عملية إعادة بناء جميع مفاصل الدولة بإسلوب علمي وحضاري ، أو سلبياً عابثاً بخيرات الطبيعة الجغرافية في العراق و يصبح إتّكالياً – عالة - يَقتات بما يجود عليه النظام السياسي القائم من هبات ومكرمات وبالتالي فإنّ المحصلة النهائية الجمعية لهذه الظاهرة تهدّد بكارثة بنيوية إجتماعية وبيئية إنْ لم يجرِ تفاديها و وضع الحلول العلمية الناجعة لها قبل فوات الآوان !.
يتعرّض العراق حالياً الى ظاهرة الإنفجار السكاني بصورة مخيفة يقابلها غياب الحلول التي تعتمد أسلوب التخطيط العلمي الممنهَج الذي يكفل الحد من تلك الظاهرة ، وكمقارنة حيّة على ذلك ، فإن عدد سكان مصر 90 مليون نسمة والزيادة السنوية (2) مليونان ، في حين عدد نفوس العراق 34 مليون والزيادة السنوية ( 2,5 ) مليونان ونصف المليون !! . لقد إنتبَهتْ وزارة التخطيط الى هذه المشكلة أخيراً وقرّرَت وضع برنامج للحد من النسل بما يتناسب والإمكانيات المتاحة في مجالات الخدمات والبُنى التحتية ، إنه إجراء سليم ويدلّل على حضارية النهج ويبعث على الأمل ، لكن هنا سؤال يطرح نفسه هو – هل أنّ المواطن سواءٌ كان أمّياً أمْ مثقفاً سيلتزم ببرنامج الحكومة في هذا المجال ؟ لا أعتقد ذلك لأنّ هكذا ثقافة تكاد تكون معدومة في المجتمع العراقي ، وهذا يعود الى سببَين حسَب إعتقادي، أولهما أن الأسرة العراقية وعلى رأسها الرجل تنظر الى إمكانياتها المادية التي تستطيع من خلالها تأمين حياة رغيدة لأطفالها لا أكثر ، وثانيهما هي العقلية الدينية المتخلفة المُسيطِرة على غالبية بسطاء وفقراء الناس والتي تؤمِنْ بالمثل الشعبي الشائع ( الطفل يولَد ورزقَه ويّاه ) وعلى هذا الأساس فإنّ المؤسسات الدينية وأذرعها الإخطبوطية ستقف ضد تشريع قانون تحديد النسل ، وفي الحالتين هؤلاء وبسبب عُقم ذهنياتهم لاينظرون الى أنّ العائلة التي لديها ستة أطفال تؤخذ حقوقاً أكثر قياساً بعائلة أخرى لديها طفلان في مجال توفير المقاعد الدراسية في المدارس والقرطاسية والكتُب و نفقات العلاج الصحي المجاني في المستشفيات العامة و توفير مياه الشرب وإلخ ، وآخر شيء هو أنّ الجميع لاينظرون الى المستقبل من ناحية إمكانية توفير العمل لبناتهم وأبنائهم بعد إنهائهم مختلف المراحل الدراسية . لذا ولغرض إنجاح تطبيق هكذا مشروع ، فإنه يستلزم تظافر جهود الدولة في قطاع التعليم مع منظمات المجتمع المدني والنقابات و وسائل الإعلام المختلفة لرفع درجة وعي الأسرة العراقية في هذا المجال .
أمّا على الصعيد البيئي ، تجري عمليات تحويل الأراضي الزراعية الى عرصات سكنيّة وبدون التفكير بعواقبها الوخيمة ، فقد تمّ توزيع تلك الأراضي من قِبَل مالكيها أو الدولة ، متجاوزون في ذلك على القانون العراقي الذي لايسمح بتحويل صفة الأرض من زراعية الى إستخدامات أخرى . لقد تمَّ توزيع آلاف قِطع الأراضي على أسَرْ الشهداء والمتضررين من نظام البعث الدموي ، وعند إستطلاعي الميداني وجدتُ أنّ جميع الذين إستلموا عرصاتهم لم يبنوها كمساكن لأنهم يمتلكون مساكناً أصلاً ، بَلْ قاموا ببيعها لغيرهم وهؤلاء الغير باعوها أيضاً وهكذا ظهرَت طبقة طفيلية تخريبية من سماسرة الأراضي ، في حين كان بالإمكان تعويض المتضررين بالمبالغ النقدية فقط ، وهذا سببه أنّ القرارات كانت ولاتزال تصدر بإندفاع عاطفي وليس بتفكير علمي سليم ، والطامَّة الكبرى أن الكثير من نواب البرلمان المتخلفين وعقيمي الذهنية يطالبون ويصرّون على إصدار قوانين تجيز تغيير هوية الأرض الزراعية متناسين في ذات الوقت أنّ أحد أسباب إرتفاع درجات الحرارة وكثرة العواصف الرملية هو زوال البساتين ، إضافةً الىإستيراد العراق حتى المنتجات الزراعية البسيطة - الخضروات .
نحن نرى كيف تسعى دول الخليج بإنفاقها مليارات الدولارات من أجل تحويل الصحراء إلى بساط أخضر ، في حين الذي يجري في العراق ما هو إلاّ دمار و جريمة تُرتَكب بحق السهل الرسوبي ذي الأرض الغِريَنيَّة . متى يحتل العقل لأكاديمي العلمي مكانه لإيقاف هذا الإستخفاف بالطبيعة وأفضالها علينا ؟ ! .























#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- هل سيُلدَغ التيار الديمقراطي مرةً أخرى من ذات الجحر ؟


المزيد.....




- هتكسب أضعاف الفلوس اللي معاك في شهر واحدة بس .. مع أفضل 6 شه ...
- حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة
- -قضية الذهب الكبرى-.. قرار جديد من هيئة مصرية بحق رجل الأعما ...
- ستاندرد أند بورز? ?تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل 
- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024
- لماذا تعزز البنوك المركزية حيازاتها من الذهب؟
- كيف حافظت روسيا على نمو اقتصادها رغم العقوبات الغربية؟
- شركات تأمين تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد عمليات الاحتيال


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة