عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 23:35
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لا أحد يستطيع نسيان المعاناة التي تعرّضَ لها العراقيون طيلة ثلاثة عشر عاماً بسبب العقوبات الإقتصادية الجائرة التي فُرِضَت عليه " وليست على رأس نظام البعث الفاشي وزبانيته " مع تزامنها بظهور طبقة التجّار الطفيليين المسؤولين عن توفير مفردات البطاقة التموينية ، الذين إحتكروا ذلك النشاط التجاري مقابل ثمَن مدفوع من قبلهم للرؤوس المهيمنة على الإقتصاد العراقي حينذاك . هؤلاء دخلوا مضمار النشاط السياسي بعد عام 2003 بفعل الثروة التي جمعوها خلال فترة الحصار الإقتصادي ، وهم الآن يمتلكون التأثير على السياسة الإقتصادية بفعل نفوذهم في العملية السياسية ، يُضاف لهم شريحة المنتسبين الى الأحزاب النافذة في إدارة الدولة ، الذي كانوا حفاة قبل 2003 وبعد فترة قصيرة إخترقوا قطاعي التجارة والمقاولات بأموال ليست معلومة المصدر !؟ . إنّ المجموعتين الآنفتا الذِكر تقفان حائلاً أمام عملية التنمية الإقتصادية ، لكونهما طفيليتان وأهدافهما تتضادد مع النهج الوطني الهادف الى تحويل الإقتصاد الوطني من أحادي الجانب يعتمد على عوائد النفط - ريعي إستهلاكي إستيرادي إلى متعدد الأنماط – إنتاجي تصديري ، أركانه هي القطاع العام والمختلط والتعاوني والخاص .
إنَّ السياسة الإستثمارية الجارية في العراق أسقطَت معيارَين أساسييَن وأبعدتهما في مجال فتح أبواب الإستثمار ،أحدهما المعيار الأخلاقي ، وأعني به أنّ الإستثمار يجب أنْ يُعطى لتلك الدول التي أسقطت ديونها عن العراق وليس لتلك التي لاتزال متمسكة بديونها ! أمّا الثاني فهو المعيار الوطني ، إذ لايمكن السماح للدول التي تنهج سياسة عدائية ضد العراق بمزاولة نشاطها الإستثماري ، نحن نعلم جيداً مشكلة المياه القائمة بين العراق من جهة وتركيا وإيران من جهة أخرى . لنرى بعض المؤشرات التي تبيّن إن كانت السياسة الإقتصادية الحالية تمثل نهجاً وطنياً :
* التهاون مع مشروع بناء ميناء مبارك ( الذي يثير الريبة والشك في نزاهة المسؤولين العراقيين عن هذا الملف ) ، بالرغم من التصريحات الرسمية الكويتية التي تعترف بأن هذا الميناء يُبنى لأجل العراق ، يعني خنق الموانيء العراقية وإيقاف نشاطها .
* مَد خط السكك الحديدية بين العراق وإيران ، أي أن البواخر القادمة الى العراق من جنوب شرق آسيا والمحمّلة بالبضائع المخصصة لأوربا سيتم تفريغها في الموانيء الإيرانية ومن ثمَّ يجري نقلها الى الأراضي العراقية عِبر السكك الحديدية ، وهذا يعني شلل الموانيء العراقية و فشل مشروع القناة الجافة الإستراتيجي .
* الإعلان عن إستيراد الغاز من إيران والعراق يمتلك أحد أكبر خزين من الغاز في العالم ، فما هو الهدف من ذلك !؟
* تعطيل تشريع قانون التعريفة الگمرگية من قِبَل الأحزاب المتنفذة و المتسترة على طبقة التجارالطفيلين العائدين لها . إنّ هذا القانون يمثل الأساس والبداية في حماية المنتوج الوطني والنهوض بالإقتصاد العراقي .
إنّ الأزمة السياسية التي يعيشها البلد تمثل ربيع وإزدهار الفساد ، و تساعد على الإستمرار بهذا النهج التخريبي .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟