امسح بالمساحة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 12:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عندما كنت طالبا كنت مولعا بالممحاة او دعنى اقول المساحة لمحو ما كنت اكتب او ما يكتبه الاخرون بالقلم الرصاص و افسح المجال بهذه الطريقة للجديد ولازلت افضل الرصاص واحيانا كنت امزق صفحة تلو صفحة لابدأ من جديد بسبب وساختها اثناء المسح و لكن و بقدوم اقلام الجاف و الحبر و الات الطابعة لم يبق دور للممحاة او طريقة اخرى الا مزق الصفحات فتم اكتشاف وسائل اخرى لا تقوم بالمسح بل تغطي ما كتب بمادة بيضاء لم استطع مصادقتها ابدا الى ان جاء الكومبيوتر و جاءت الكتابة الالكترونية التي سهلت عملية المسح الى اخر درجة لانك تستطيع مسح الاف الصفحات بنقرة واحدة تشبه مسح الحياة على الكرة الارضية عند سقوط جرم او نيزك سماوي و كما تم مسح الديناصور على وجه الارض حسب النظريات العلمية المحتملة.

يا للسخرية استطاعت الكتابات المسمارية و الهيروغليفة و رسوم الكهوف و قصص الجدة ان تبقى الاف السنين لتحكي لنا قصة اقوام و شعوب عاشت في السابق بينما كتاباتنا و قصصنا العصرية لا تستطيع ان تبقى و لا دقيقة اذا حدثت كارثة. ماذا حدث ياترى لمكتبة الاسكندرية و كيف اختفى علم الانسان؟ متى بدأت حضارة الانسان و كم حضارة مسحت دون ترك اثار لها لربما كانت اقدم من اقدم الحضارات المعروفة بآلاف السنين ام ان اثارها لا تزال تحت الارض في انتظار الاكتشاف؟

يحاول الانسان اليوم ان يقوم بعملية مسح الارض من الفضاء بواسطة الطائرات او المركبات الفضائية تظهر مثل الاشعة ما مسحته عوامل التعرية او ما اختفت تحت النباتات و الماء و لكن و لان منازلنا لا تبنى الا على قشرة تسبح على بحار هائلة من النار يتغير سطح الارض بين فترات طويلة نسبيا.

نعم يمكن مسح البشرية بنيزك او بركان من النوع الكبير و لا يبقى اثر لنا ماعدا فضلاتنا النووية و لكن للحياة صفة اخرى ايضا و هي الصبر و العناد لا تتلاشى بسهولة بل تظهرمن جديد على اشكال اخرى. احيانا اتمنى مزق الحياة مثل صفحة من الورق و ابدأ كليا من جديد خاصة ان هناك مخازن تحت الارض تحافظ على جزء من التراث الانساني و هناك في النرويج مستودع للاحتفاظ بمعظم انواع حبوب الارض فنستطيع ان نبدأ من جديد كما بدأ نوح.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل