أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)














المزيد.....

تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


ذكرت في نهاية الحلقة السابقة بأنني سأروي في هذه الحلقة عن كيفية نشوء العلاقة بين حسين أغا السورجي و بيني، وكيف إرتجت هذه العلاقة و إستقرت في نهاية المطاف على شكل صداقة مبنية على الأحترام المتبادل بين طرفين ينتميان لجيلين مختلفين و يحملان أفكارا على طرفي نقيض تماما ( الحكاية الثانية من أولها):
هاتفني المهندس المعماري عماد علي كسرة طالبا مساعدة صديقه (مام رشيد) في حل المشاكل الفنية التي تعترض إستلام المقاولة التي بعهدته ( مقاولة مسرح ألف كرسي ـ قاعدة ميديا في أربيل)، هكذا إستمر الحوار بيننا؛
ـــ: من هو (مام رشيد)، لم أسمع بإسمه يا عماد؟
المهندس عماد: هو مهندس و أخ حسين أغا السورجي.
ـــ : أنت تعرف جيدا إنني أبعد نفسي عن الدخول في المصالح مع أصحاب النفوذ على جميع المستويات، وليس لي سابق معرفة معهم، بإستثناء مرة واحدة عندما زارني حسين أغا عندما كنت مديراً للبلديات بخصوص مشاكل بينه مع بلدية خليفان حول إنشاء دكاكين فوق أراضي لم تحسم ملكيتها كما أتذكر، ولاحظت بأنه إنسان متفاهم، ورغم ذلك.
المهندس عماد: أنا أعرف لماذا لا تريد أن تتجاوب، ولكن (مام رشيد) رجل طيب مملوء العين، يستاهل أن نعاونه في تجاوز هذه المشكلة، والمبلغ المحجوز أكثر من مليون دينار ( يعادل أربعة ملايين دولار تقريبا وقت الحوار) بالأضافة إلى الغرامات التأخيرية.
ـــ: ولكن لديهم شبكة واسعة من العلاقات في بغداد، حسب علمي، يستطيع أن يأتي بخبير من بغداد، لأن عملي في المستشفى(مستشفى صدام التعليمي) يستنزف معظم وقتي.
المهندس عماد: حاول ذلك ولم يحصل على نتيجة لأن المكائن المستوردة لهذا المشروع غير شائعة، لا يوجد، أخي، سبب في أن تمتنع في حل مشكلة صديقي، أنا متأكد حلها سهل بالنسبة لك....لماذا العناد، على الأقل إكشف على المكائن وبعدها قرر.
إتفقنا أن نلتقي في مكتب المهندس عماد مساءَ. وبعد لقاء قصير وتبادل كلمات طغى عليها الكثير من الرسميات والكلفة من النوع التي لا أحبذ التعامل أو أُعامل بمثلها، في قرارة نفسي، إقترحت أن نذهب إلى موقع المشروع الواقع إلى جانب فندق هه ورامان مباشرة، وهو لا يبعد كثيرا عن مكان لقائنا، وكان مع مام رشيد أحد أفراد عشيرته، إسمه سليمان وظهر بأنه عمل معه في المشروع منذ المباشرة به وبالمقابل كان معي الكهربائي سليمان عبدالله، كادر فني أسهمتُ في تدريبه على هذه المهنة وتغيير عنوانه عمله من فراش إلى كهربائي عندما كنت في البلديات، وإستمرت علاقتنا، حتى بعد نقلي الى مستشفي صدام وكنت أعامله كأخ وأطفالي يعاملونه كعم حقيقي لهم. في الطريق كنت أتأمل في مفارقات الأسماء حيث كان النبي سليمان من أغنى الملوك، والأسم الذي أراد والدي أن أحمله حسبما علمت منه كان خوصره وي ( كلمة كوردية مركبة تعني الذوبان التدريجي للذرات الناعمة للندى التي تتجمد وتغطي أوراق الأشجار ليلا في موسم الربيع،على هيئة قطن متناثر، بتأثير أشعة الشمس وتنزل على شكل قطرات تشبه الدموع عندما تسيل من العيون) ولكن كاتب دائرة النفوس، أو أي شخص أخر، حوره إلى خسرو، لربما، لتأثره بقصة خسرو و شيرين التي تقع في 6500 بيت من الشعر تروي مغامرات الملك الساساني خسرو برويز. كما وتجسد لي بوضوح دور التعليم في تحديد مسار الأنسان، وتخيلت لو لم يكن مام رشيد مهندسا لكان مستشارا لفوج من الأفواج ويكسب أموالا أكثر بكثير من دون أن يبذل أي مجهود، والكثيرون يراجعونه لتسجيلهم للتخلص من العسكرية، بدلا من أن يبني بناية لمسرح ذات ألف كرسي ويرتدي الزي العصري و هو الأن يتوسط بواسطة عماد لأحل له مشكلته. قررت في قرارة نفسي، بعد هذه التساؤلات، أن أعاونه بكل جد رغم كل شئ. وبعدما أجريت معاينة دقيقة للمشروع إقتنعت بأن المشاكل كلها قابلة للحل ولا تستغرق وقتا أكثر من عدة أيام، بإستثناء فقرة واحدة، حيث كانت الأشكالية، وكنت أمام خيارين: أن ألتجأ إلى كسب الوقت على حساب البيئة، أو العمل بطريقة لا تؤثر سلبا على البيئة وإن تطلبت زمنا أطول، سأتي إلى ذكرها في الحلقة القادمة. وبعد إنتهاء المعاينة أدهشتني الجهود التي بذله مام رشيد في إنجاز عمل هندسي خارج إختصاصه كمهندس مدني رغم وجود نواقص في بعض التفاصيل الدقيقة، وهي متوقعة، وأوعزت إنجازه، مبدئيا، إلى الأخلاص النابع من نزاهته وجرأته وتواضعه، عندها إستوعبت أسباب إندفاع عماد وإصراره لدفعي لمعاونته.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(9)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)