أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)















المزيد.....

تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


(يكفي بَلَهْ
يكفي وَلَهْ
بلعبة الدمار
بلعبة التخلف
بلعبة التزلف
لمن غريب الدار
ونهم الاتجار
بثروة الديار)*

ذكرت في سياق الحلقة السابقة بأنني سأروي حكايتين لتوضيح المشهد أكثر. ولكن أقوم قبلها بمراجعة سطحية ومختصرة للماضي القريب، برؤية شخصية مستنبطة من واقع عشت في أحضانه وبعدها أبدأ، أولا، بالحكاية التي لم أرويها لأبن عم والدي عبد الرحمن ملا محمود في حينه.
من تبعات هزيمة العراق في الكويت:
كنتيجة للهزيمة التى ألحقت بالعراق، وأخراجه من الكويت، بعد تدميرقواته التي كانت متمركزة هناك، فقدت الحكومة المركزية سيطرتها على العديد من مدن العراق، بسبب إنتفاضة سكانها المدنيين بوجه قوات الأمن والشرطة والجيش الشعبي، المنهارة عزيمتها، التي كانت مكلفة بإبقاء سيطرة الحكومة على هذه المدن، كأنها جزر معزولة، بسبب قطع جميع وسائل الأتصال وخطوط نقل الكهرباء من قبل طيران التحالف، على أثرها تعرضت معظم دوائر الدولة ومرافقها في المدن المنتفضة إلى السلب والنهب والحرق لقسم منها،على الأقل في مدينة أربيل التي كنت أسكن فيها.
ولكن بموجب الأتفاق الذي جرى التوقيع عليه تحت خيمة صفوان، سُمحت للقوات العراقية الضاربة المتمثلة بالحرس الجمهوري بالحركة، والتي كانت متمركزة، أصلا، خارج الميادين الحقيقية للقتال من دون تعرضها لهجمات مؤثرة لطائرات التحالف الدولي عليها. على ضوء هذا الأتفاق تحرك الحرس الجمهوري بإتجاه الداخل، لتُعيد سيطرة المركز على جميع مراكز محافظات العراق، مدينة بعد أخرى إبتداءً من البصرة. وعند إقتراب هذه القوات للمدن التي يعيش فيها الأكراد، ترك سكانها مساكنهم وأخلوا المدن والقصبات والقرى عن بكرة أبيهم، خوفا من ما قد يحدث لهم من مجازر، قبل أن يقتحمها الحرس الجمهوري لأعادة السيطرة عليها، بإستثناء محاولا ت مقاومة فردية وبأسلحة خفيفة تجاه وحدات جيش نظامي مدرب ومجهز بالمدافع الثقيلة ومئات الدبابات، كتل بشرية هاربة مذعورة نحو الحدود شرقا وشمالا، حسبما نقلتها كامرات المراسلين الأجانب على شاشات التلفزيون، وهذا ما عُرف على النطاق العالمي بالهجرة المليونية للكورد، بإستثناء عدد قليل جدا من العوائل بقت في بيوتها ولم تهرب وكنا من بينهم، رأينا بأم أعيننا كيف نهب الحرس الجمهوري الأشياء الثمينة من البيوت أثناء تفتيشها بيت بعد بيت بحجة البحث عن الأسلحة. وعلى أثرها فُرِضَتْ على العراق منطقة منع طيران الطائرات العراقية شمال خط العرض 36 من قبل الدول القوية المشتركة في التحالف الدولي الذي هزم العراق في الكويت، والبدء بتطبيق خطة Operation Provide Comfort الأولى و بعدها الثانية لأعادة الأكراد النازحين إلى ديارهم. بدأت إحتكاكات ساخنة ويومية بين الباعة المتجولين في منطقة شيخ الله في أربيل ومفارز من الأمن، خلافا للتفاهمات الأولية التي حصلت بين الجبهة الكوردستانية والحكومة المركزية بعد تبادل القُبل بين صدام حسين وعدد من قادة أحزاب الجبهة أثناء زياراتهم المتكررة إلى بغداد. وتطورت المواجهات إلى محاولة منع هذه المفارز من الأقتراب من هذه المنطقة، وبدأت المقاومة الشعبية تتوسع والمجالس التي شكلها الناس بمبادراتهم ومن بينهم، خصوصا الشباب، لأدارة الأمور اليومية بالأنتشار من دون أن تُشاركها الأحزاب المنضوية تحت راية الجبهة الكوردستانية في هذه الفعاليات الشعبية، وكانت في حالة هدنة وتفاوض دائم مع الحكومة المركزية. في هذه الظروف المضطربة حدثت مفاجئة غير متوقعة وغامضة من حيث الدوافع عندما زار قائد الفيلق الجيش المتعسكر في المنطقة مساء أحد الأيام، كما سمعت في حينه، مقر الجبهة الكوردستانية وسلمهم (مفاتيح) معسكر أربيل وبلغهم بأنهم سينسحبون من أربيل إعتبارا من صباح اليوم التالي، في الوقت الذي كانت الحكومة قد أنجزت نقل جميع ما رأتها مهمة، سرأ، بضمنها سجلات دائرة المرور قبل هذه الزيارة. هكذا أصبحت مدينة أربيل خالية تماما من جميع المظاهر المتعلقة بوجود كيان لدولة. بعدها بدأ عهد جديد، يبدو أنه بدأ قبل عشرين عاما ولا يريد أن ينتهي في الزمن المنظور، عهد الحكام الجدد الذين دخلوا العراق من إيران وسورية أثناء إنتفاضة الناس ومحاصرتهم لدوائر الأمن، سنؤجل التطرق إليه في مناسبات أخرى، لكي أتمكن ضمن هذه الحلقة الأيفاء بوعدي برواية الحكاية التي تَعُودُ إلى مرحلة ما بعد إنسحاب الحكومة، بداية عهد الحكام الجدد محاولا أن لا تطول الحلقة كثيراً وتصبح مملة.
الحكاية الأولى: جلال الطالباني وكباب سفين
يقوم كريم ملا بوليمة على شرف جلال الطالباني في منزله في أربيل، وقتها كان يحمل لقبا واحداَ وهو الأمين العام للأتحاد الوطني الكوردستاني حسب علمي، يُحاول القائم بالوليمة، في مثل هذه الشخصيات، أن يُهيئ على السفرة مختلف أنواع الطعام، حد البذخ المفرط في وقت كان الكثيرين من عامة الناس يُعانون من صعوبة الحصول حتى على العناصر الأساسية لتغذيتهم وإبعاد غائلة الجوع عن أنفسهم ومن يعيلونهم، ومعروف عن الطالباني قدراته على الأكل اللذيذ، عندما يصل الدور إلى الكباب المشوي على الفحم، وبعد اللقمة الأولى يطيب له المذاق كثيرا ويسأل: من أين أتيتم بهذا الكباب؟
الجواب: من مطعم سفين.
جلال الطالباني: من هو صاحب هذه الكبابخانة؟
الجواب: أخ حميد عثمان.
جلال الطالباني يتنرفز ويقول: إبعدوالكباب من أمامي، ليش حميد عثمان فعل قليل معانا حتى تروحون تشترون الكباب من أخيه.....
( إلى هنا حسب ما رواه أحد أقرباء كريم ملا من الشباب الذي كان حاضرا في مكان الوليمة، بحكم القرابة، لأبني هيمن).
ولم يلتزم كوسرت رسول علي بهذه التوصية فقط، بما كان لديه هامش من الأستقلالية، بل كلفني شخصيا بحضور شيخ دارو والمهندس سرباز، في وقت لاحق، بأن أشرف على مشاريع الأتحاد الوطني في حقول النفط، وإعتذرت له عن قبول المهمة قائلا له بصراحة؛ إن النفط مسألة حساسة بإعتبارها ثروة وطنية لا يجوز التصرف بها من قبل أي حزب. لم يكتفي بهذا الطلب بل ألحقه بطلب أخر بتكليفي بأن أختار شخصا ملائما لتعينه بوظيفة مدير بلدية أربيل، ولكنني لم أفكر في ترشيح أحد، لانني كنت مصمما وبشكل قاطع أن لا أدخل في صراع غير مشَرِفْ....بشكل مباشر أو غير مباشر أو حتى المساهمة في تقديم أقل دعم معنوي للجهات المتورطة في ذلك الصراع المؤلم والمؤذي.
في الحلقة القادمة سأروي الحكاية الثانية وهي عن كيفية نشوء العلاقة بين حسين أغا السورجي وبيني وكيف إرتجت هذه العلاقة وإستقرت في نهاية المطاف على شكل صداقة مبنية على الأحترام المتبادل بين طرفين ينتميان لجيلين مختلفين ويحملان أفكاراً على طرفي نقيض تماماً.
*المقطع الأخير من قصيدة بهروز الجاف بعنوان(أخيارنا فوق الشجرة): لقد أضفت الحركات في السطرين الأولين أرجو أن تكون صحيحة، مع تقديم إعتذاري للشاعر بسبب ما قمت به من تغيرات في النص بهدف التسهيل عند القراءة.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=318731



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)