أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 20// ما بين عامي 1984 و 1987














المزيد.....

20// ما بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 10:59
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أمن أربيل وصفي بالقونده ره (4)
حالما غادرت السيارة الباب الخارجي للمستشفى بدأت أشعر بأنني جالس بين حائطين متوازيين يضغطان على جسمي ورأسي ليتخذ شكل قالب جامد بحيث لا أستطيع أن أغير من وضع جسمي ولا تغيير إتجاه رأسي لأرى الدنيا خارج الفسحة الضيقة التي  تتشكل أمامي عند إلتقاء هذين الجدارين مع الأفق من بعيد، ساقنى هذا الشعور إلى حوار داخلي مع نفسى، لأن رجلي الأمن الذين كنت محصورا بينهما، كالحجر الصوان، من مهمتهما ان لايسمعا ولا ينطقا بشئ في مثل هذه الاحوال، تخيلت بأنني في هذه الوضعيىة أمثل نقطة في قاعدة مثلث قائم الزاوية، السائق والجالس على جهتى اليسار هما الضلع القائم للمثلث، يشكل السائق مع الجالس على يميني الوتر، أما الجالسان عل يمينى و يساري يشكلان الضلع الأخر للمثلث، قاعدته، وأنا نقطة على هذا الخط. وبعدها بدأت أُخطئ هذه الفكرة بنفسي: لا أبدا، هذا غير صحيح، أنا لا أُعتبر نقطة في هذا المشهد، لأن النقطة في هندسة إقليدس تتشكل من إلتقاء خطين غير متوازيين، ولكوني لا في خط الملتزمين بالأسنان للسلطة  ولا في خط المناضلين من أجل إنتزاع السلطة بشتى الوسائل، حتى يلتقى هذان الخطان عندي لأكون نقطة ضمن هذا المشهد لسبب أو لأخر، وأقول لنفسي: قد ينطبق علىّ وصف الهندسة الرياضية للنقطة بأنها تملك موقعا في الفراغ  لكن بدون حجم  ولا مساحة  ولا أبعاد وإن الفضاء عبارة عن مجموعة هائلة من النقاط، هذا الوصف أقرب إلى الواقع، أمثالي كثيرون ولكن ليس لنا أي ثقل في الميزان.....كنت في خضم هذه الأشكالية عندما و قفت سيارة الأمن، التي كنت محصورا في داخلها، أمام العارضة المعدنية التي كانت موجودة أمام مدخل السيارات لمديرية أمن أربيل. بإنتظار من يأتي ليميل العارضة ليتسنى للسائق بالدخول. عندما كنت أنظر إلى غرفة الأستعلامات التى تقع خلف العارضة مباشرة وعلى جهة اليسار من الباب، أثناء هذه الوقفة القصيرة، تذكرت بانني عندما جئت إلى دائرة الأمن  بنفسي، خلال الساعة الأولى من الدوام الرسمى، جلست بجانب مدقق دائرة التسجيل العقاري، وكان حاضرا قبلي، تسائلت فيما إذا توجد علاقة ما بإستدعانا في أن واحد، وفيما إذا إكتشفوا تلاعبا ما بأراضي البلدية، عبّر علىّ أثناء عملي كو كيل لمديرية بلدية آربيل أو خلال إشغالي لوظيفة مدير بلديات محافظة أربيل… و لكنني حاولت إبعاد مثل هذه الأحتمالات عن فكري تماما، لأنني وجدت من الأفضل أن أواجه ما ينتظرني بعيدا عن إرهاق ذهني بإحتمالات دواعي إحضاري إلى دائرة الأمن بهذه الطريقة، و وضع نفسي موضع متهم  إفتراضي لأن مثل هذا التفكير ينم عن خوف غير مبرر، والخائف يُوقع نفسه في المطبات ويخلق لنفسه المشاكل و… و…بدلا من هذه الأوهام مواجهة الواقع بكل هدوء ورباطة جأش، و إذا أرادوا إيذائي، بخَلقْ أية حجة، عندها لا تحتاج المسألة إلا إلى الصبر والتحمل. لحسن الحظ رُفعت العارضة سريعا، لأن الإنتظار المصاحب للقلق قد يدفع الإنسان بأن يأكل نفسه بنفسه، ودخلت السيارة وتوقفت بعد مسافة عشرة أمتار، نزل الجالس على يمينى وأشار لي برأسه بالنزول ونزلت وتابعته في صعود سلم من درجتين( كما أتذكر) والأخر يمشى خلفي، ودخلنا ممراً كانت إضاءته أقل مما هو معتاد في الدوائر الأعتيادية و عرضه  كان بحدود مترين حسب تقديرى، وقف الذي كان يقود الموكب في وسط باب أول غرفة على جهة اليمين وكان مفتوحا تماما وبعد أن أدى التحية قال: سيدي جبناه. ولم أسمع ماذا كان جواب سيده من الداخل، و بعدها طلب مني أن أتقدم وأقف في مكانه؛ وسط الباب في جهة الممر. تقدمت ووقفت مثلما طلب مني، ووقف الشخصان الذان رافقاني من المستشفى خلفي، وكان حسن الدوري جالسا، بظهر مستقيم، خلف منضدة تلتصق بالجدارالواقع على يمينه ، وشخصان أخران بملابس الكاكي جالسان على أريكة على يساره وكان لون ملابس حسن زيتوني غامق. جدير بالذكر بأنني تعرفت على حسن الدوري وضابط أمن أخر إسمه عبدالسلام في مناسبة سابقة عندما طلبوا مني تدقيق إضبارة مقاولة المسبح المغلق في أربيل لتحديد مسؤولية المهندس المشرف في التقصير الحاصل أثناء تنفيذ المقاولة، من باب الصدف كان المقاول، إسمه شيخ محمد شيخ بزينى، جاري، داره ملاصق لداري من جهة الغرب، وهو رجل عشائري، ورغم إدمانه على القمار كانت له دماثة في الخلق وطيبة في القلب أثار إعجابي في  عدد من المواقف، وحال إعلان فشل مفاوضات جلال الطالباني مع الحكومة بعد إجتماعه المغلق مع علي حسن المجيد لعدة ساعات، في قرية من قرى كوردستان، طلبت الحكومة العراقية من شيخ محمد مثل بقية رؤساء العشائرتشكيل فوج من الأفواج الخفيفة( قد لا يكون ذكري لإسم التشكيل دقيقا حيث جرت تغيرات على تسمية هذه التشكيلات عدة مرات)، وحسب معلوماتي السابقة لطلب تدقيق الأضبارة، أُحيلت مقاولة إنشاء مسبح مغلق في أربيل إلي شيخ محمد لتحسين وضعه المادي، وكل ما إستطعت فعله في ذلك الوقت هو أن لا يتحول المهندس المشرف إلى كبش فداء. 
حسن الدوري ( بوجه متجشم و صوت متشنج): ولك ليش تجي وما تنتظر، إنت شنو؟
الجواب: دقيقة خلى نتفاهم.
حسن الدوري( بنبرة صوت أعلى)؛ قونده ره مثلك شنو حتى أنا أتفاهم  ويا…
( أول الغيث قطر ثم ينهمر، التكملة في الحلقة القادمة)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
- 16// بين عامي 1984 و 1987
- (Paltalk) برلمان في الفضاء


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 20// ما بين عامي 1984 و 1987