|
لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 20:15
المحور:
الادب والفن
خلال زيارتى الأخيرة لمسقط راسي ( مدينة أربيل)، والتي جاءت بعد غياب قارب الأحد عشر عاما، نقلت لصديق لي في سياق حديث شخصي بيننا بداية شهر كانون الأول من العام الماضي ، وهو الأن عضو في برلمان كوردستان على ملاك البارتي(الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، بعض إستنتاجاتي عن الوضع في كوردستان وتوقعاتي لما يحدث في العراق في الزمن المنظور: ستجتاح الساحة العراقية أزمة كبيرة في سياق التهيئة لحرب إستباقية للتهيئة للوضع الذي يؤول إليه في سوريا، أزمة من النوع التي تتطلب حكمة كبيرة لتلافي التورط فيها، أما عن تقييمي للساحة الكوردية فأن البارتي فائز على اليكيتي(الأتحاد الوطني الكوردستاني) وبالمقابل فازت عائلة الطالباني على عائلة البارزاني رغم إستحواذ الأخيرةعلى حصة أكبرمن السلطة والجاه والثروة، بالأعتماد على المعلومات المتداولة هنا بين عامة الناس في أربيل عن محصول كل طرف، وهذا الفوز المعنوي، في رأي، هوالأهم بالنسبة للطالباني وسعى لأجله كثيرا. لم أكن بحاجة إلى أن أدخل في تفاصيل كثيرة لأوضح لصديقى كيف حسبت الأمور للتوصل إلى هذه النتائج، لأنني كنت متأكدا بأنه يعرف جيدا، منذ عهد بعيد، ماذا أقصد وكيف أبني حساباتي وأستخلص إستنتاجاتي في مثل هذه الحالات. ربما كان لهذا الصديق رأي مختلف عن رأي، لكنه أحجم عن إبداء معارضته لي لكوني ضيفا في بيته، ومن يدري ما في القلوب وفي ثنايا الفكر. أود أن أؤكد للقارئ الكريم بأنني أتناول هذا الموضوع بإختصار شديد ومن زاوية ثقافية بحتة وبعيدة عن أي غرض سياسي لأيضاح تأثيرات الماضي على قرارات اليوم، وإن بعض الصراعات تبدأ ولا تنتهي في المجتمعات التي همشت فيها الثقافة أو لم تكن لها مكانة أصلا، وأهملت قراءة التأريخ بتجرد. ولتحقيق هذا الهدف أحاول الأقتراب من دورالمثقف الذي حدده تعريف أدوارد سعيد لهذا المصطلح، عند تناولي للموضوع رغم معرفتي بصعوبته. بعد أن أزاحت قناة الحرة اللثمام عن رسالة سرية صادرة من مكتب رئاسة الجمهورية موجهة إلى الأقطاب الأربعة لجبهة الرفض ضد المالكي شعرت بأن الطالباني أصبح في موقع الملاكم الذي يتهيأ لتوجيه ضربتة القاضية إلى خصمه التأريخي في نهاية هذه الجولة، عندما يطلب في هذه الرسالة بصراحة خالية من كل دبلوماسية من مخاطبيه بالكف عن إستفزازه والأستخفاف أو الأستهانه به، والا في جعبته أجوبة موجعة للقلب. وإن لم يفلح فهو يُعلن، حسب فهمي، بأنه يُعد نفسه لجولة قادمة يقودها من بيته الأبيض في أربيل عندما يقول نصا:إذا أ ُجبرت على تغيير أرائي ومبادئي سأقدم إستقالتي من رئاسة الجمهورية وأستمر في عملى بصفة الأمين العام للأتحاد الوطنى الكوردستاني... أعتقد أن الكثيرين من أمثالي من أهل أربيل منهم الباقين أو المشردين يشاركونني القول والدعاء: لا تفعلها يا فخامة الرئيس إبقى على كرسيك وفي موقعك كبيضة قبان لميزان أفقدتموه جميع عناصر توازنه، أربيل اليوم ليست كالأمس وسيكون الوجع هذه المرة أعمق مما سببتموه لها في صراعاتكم للسيطرة على هذه المدينة التي لم تعد لأصحابها كلمة فيها.
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
-
الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
-
16// بين عامي 1984 و 1987
-
(Paltalk) برلمان في الفضاء
-
إشتقتلك !
-
[التحالف المحتضر] بمنظور أخر
-
منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)
-
منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (1)
-
ما كنت أحلم به...(2)
-
بعدما قرأت مقال مسعود البارزاني!
-
15// بين عامي 1984 و 1987
-
ما كنت أحلم به...(1)
-
14// بين عامي 1984 و 1987
-
نفذ ولا تُناقش
-
13 // بين عامى 1984 و1987
-
12 // بين عامي 1984 و 1987
-
11 // بين عامي 1984 و1987
-
هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
-
أم مع إبنها المهاجر( 7)
-
10 // بين عامي 1984 و1987
المزيد.....
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
-
رحلات القاصة والروائية العراقية لطفية الدليمي
-
Batoot Kids..تردد قناة بطوط كيدز 2024 الحديد على النايل سات
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|