أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)














المزيد.....

منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


بعدَ أن تأكدتُ، في (نغدة)، من عدم وجود خال الأولاد (ماجد) في إيران وبسبب عدم معرفتي لأي شخص أخر هناك وعدم إستعدادي الأرتباط بأي حزب أو تنظيم سياسى مهما كانت شعاراته المعلنة أوعقيدته، وضعني في موقف أشبه بموقف ربان مركب شراعي يمخُر عباب بحر مترامي الأطراف وتحت سماءغطتها السحب الكثيفة، فقد بوصلته و لا يرى أي أثر لشاطئ أو لضوء فنار بعيد ليبحر بإتجاهه. وزاد جهلي الكلي باللغة الفارسية الطين بلّه. رغم هذا الموقف الصعب لم أكن أشعر بالأرتباك أوبالضعف أو خلخلة في توازني؛ لأنني كنت مؤمنا، إلى حد بعيد بأن الحياة لا تخلو من المفاجأت، والصبر مفتاح الفَرَج ويحصد الأنسان ما زرعه.
كان حسن وزوجته كريما ن ومتعاطفان معنا، وأبديا إستعدادهما لضيافتنا في بيته إلى أن نجد حلا تُلائمنا ؛ أنا وزوجتي وأطفالي الخمسة وكان أكبرهم تجاوز الثامنة من عمره بعدة أسابيع.
مساءَ، وفي سياق ما كان حسن يرويه لى عن طبيعة الحياة في هذه المنطقة من إيران والصعوبات والمخاطر التي تواجهنا كلاجئين فيها سألني: ألا تعرف أحداً من مسؤولى البارتي (التسمية الشائعه للحزب الديمقراطي الكوردستاني)؟
الجواب: أنا شخصيا لست منتميا لهذا الحزب أو أي حزب أخر، ولكن والدي كان عضوا في المكتب السياسي لهذا الحزب ومسؤول التنظيم في كوردستان قبل ثلاثين سنة.
حسن: بالتأكيد يوجد في قيادة الحزب من يتذكر والدك أو عمل معه.
سألته: مثل مَنْ حسب توقعك؟
حسن: علي عبدالله مثلا.
ـــ: هل تقصد علي عبدالله المهندس؟
حسن: هو ما أقصده.
ـــ: بالتأكيد يعرفُ والدي جيدا، كلاهما من جيل واحد، دخلا عالم السياسة في سن مبكر من حياتهما. مما سمعته من والدي بأنه شَفًع عند مُلا مصطفى له وأخرين كانوا معه في وضع مُحرج أثناء حصول الشرخ العميق الذي حصل في (البارتي)، عندما أصبح رئيس الحزب في طرف والمكتب السياسى في الطرف المقابل، عندها كان لوالدي علاقات شخصية قوية، ترقى إلى درجة الأخوة، مع ملا مصطفى البارزاني. هل نستطيع الوصول إليه وأين يُقيم؟
حسن: في (رازان) وهي قريبة من المثلت الحدودي، أن أردت سنستيقط مبكراَ ُنحاول أن نعود في نفس اليوم.
..................................................................................................................
حال وصولنا إلى إستعلامات المكتب السياسي في (رازان) صعد شاب من مكانه( المكان كان خال من الكراسى والمناضد المعتادة) ليستقبلنى بحرارة ويُسميني بإ سمي وقدم نفسه عندما لاحظ بأنني لا أتذكره: أنا (أراس) كنت مساحا في دائرة الزراعة في أربيل راجعتك في البلديات لمتابعة أعمال الدائرة مرارا بصحبة المساح إسماعيل حاجي على .......
لم يمضي وقت طويل من وصولنا إلا ورتب (أراس) مقابلة لي مع على عبدالله. رافقني إلى بناية مبنية على طراز ريفي تتكون من غرفتين تفصل بينهما طارمة ودخلنا الغرفة التي كانت على جهة اليسار وأستقبلني كاك علي عبداللة بمودة تليق بالرجال الكبار، وعرّفني بضيفية: محسن دزه ئى ونيجرفان بارزاني، وجلس الجميع على الأرض حيث كنت جالسا بجانبه وضيفيه في الطرف المقابل....في نهاية اللقاء أبدى الرجل إستعداده التام لمعاونتي ماديا وتأجير بيت أو أية مُساعدة أُخرى وأخيرا قال: الأن كاك مسعود في مهمة على الجانب الأخر من الحدود وإلا لأستقبلك بدوره أيضا.
وبعد أن شكرته أوضحت له بأن معي المال اللازم لمعيشتي ويكفينى لفترة طويلة(كانت العملة الأيرانية متدنية القيمة كثيرا بالمقابل مع العملة العراقية والأمريكية) ولكن مشكلتي مع اللغة وكيفية الحصول على تصريح رسمي لتواجدي في إيران عندها أستطيع العمل وفق مؤهلاتي. هنا تدخل نيجرفان، حيث وجه كلامه لي مباشرة: كن حذرا جدا لأننا لا نستطيع أن ننقذ ك إذا وجدوا بحوزتك مثل هذا المبلغ من المال. أجبته: البارحة كنت على وشك الوقوع في فخ في سيطرة (نغدة) ولكنني إستطعت أن أنقذ بجلدي.
نيجرفان: كيف؟
الجواب: تكلمت مع مسؤول السيطرة بالتركمانية؟
نيجرفان: طالما تعرف التركمانية تستطيع أن تُخلص نفسك في مثل هذه المواقف في هذا البلد.
قبل مغادرتي إستدعى كاك علي عبدالله (أراس) وطلب منه أن ينظم لي كتاب إلى مكتب العلاقات للحزب حول موضوع الأقامة وأن يُرافقني ليعاونني في إستئجار بيت وأية مساعدة أخرى أحتاجها. وقام (أراس) بكل ما يجب وأستأجر لي دارا في محلة (قهوه قباغي) في أورمية، كما أتذكر، وكان العقد بإسمه لأنه لم يكن لي مثل هذا الحق وعاونني أثناء شرائي كل ما كنا بحاجه إليه.....
.....................................................................................................................
بإنتظار الحصول على الموافقة الرسمية على الأقامة، والتي لم أكن أتوقع الحصول عليها، لأتمكن من الحركة والتنقل بدون مخاوف لهذا كنت أقضي الوقت كله في(البيت) الواقع على شارع عام، وكان عدد من الأذريين يلعبون يوميا لعبة الطاولة بجانب باب (بيتي)، وكانوا يتكلمون فيما بينهم لغة مقاربة للغة تركمان العراق، لهذا إنظممت إليهم تدريجيا من متفرج إلى لاعب إحتياط وإلى لاعب. كنت ألعب في أحد الأيام مع أحدهم وكان كبيراً بالعمر وكنا وحيدين سألني: من أين أنت يا إبن عمي؟
الجواب: هارب من العراق.
الأذري(بعد أن سحب نفسا عميقا من السيكارة التي كانت في يده و تأمل في ملا مح وجهي جيدا) : تعذرني، أنت حمار يا إبن عمي!
سألته: لماذا؟
الأذري: لأنك هربت من كلب و إحتميت بكلب أخر، يا إين عمي.
وكانت لهذه الحكمة: أن لا يهرب الأنسان من كلب ليحتمي بكلب أخر، أثراَ كبيرا وجوهريا في قراري اللا حق والكثير من القرارات الأخرى.
( إنتهت)









#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (1)
- ما كنت أحلم به...(2)
- بعدما قرأت مقال مسعود البارزاني!
- 15// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(1)
- 14// بين عامي 1984 و 1987
- نفذ ولا تُناقش
- 13 // بين عامى 1984 و1987
- 12 // بين عامي 1984 و 1987
- 11 // بين عامي 1984 و1987
- هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
- أم مع إبنها المهاجر( 7)
- 10 // بين عامي 1984 و1987
- أم مع إبنها المهاجر (6)
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)