أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - 15// بين عامي 1984 و 1987














المزيد.....

15// بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأنفلات من حاحز للجيش الشعبي (4)
كنت أروي لسليمان الحكاية التالية أثناء صعودنا إلى مصيف صلاح الدين:
ما وقع لأبن خالي فؤاد، شاب في الصف الرابع الأعدادى يقع في أتون كواليس الأمن، دفعني أن أتعمق، كثيرا، في التفكير حول مفهوم المسؤولية والموانع التي تَحُولُ دون إستخلاص الأبناء الدروس والعبر من سيرة أبائهم.
ماذا فعل فؤاد لكي تتخذ السلطة هذه الأجراءات القاسية بحق العائلة كلها، بعد وقت قصير من إلقاء القبض عليه؟
قبل أشهر، من الحدث، طلب منى فؤاد أن أتوسط له في البلدية لغرض إستئجار مساحة من الأرض على رصيف شارع رئيسى قريب من بيتهم لغرض نصب كشك لبيع الجرائد والمطبوعات. خلال الحديث معه حول الموضوع إستغربت من معرفة شاب بهذا العمر بقوانين البلدية في تأجير الأرصفة لممارسة أعمال محددة، ورغم أن كون المكان المقترح يقع على شارع رئيسي ومقابل مدخل فندق يسهر فيه المسؤولون وضيوفهم، أحيانا، إلا أن قربه من عدد من المكتبات التي تبيع المطبوعات والجرائد، والتي سوقها لم تكن رائجة أصلا في أربيل، بالأضافة إلى مانع قانوني وهو عمر فؤاد لإبرام العقود مع جهة رسمية، حيث لم يبلغ سن الرشد مما حفزني أن أقترح له البديل، بأن يشتري دكانا داخل السوق الكبير ويُسجله بإسمه وأخويه وأنا أوفر لهم المبلغ اللازم لذلك، ولكن فؤاد لم يرضى بأى بديل أخر. هذا الأصرار جعلني أتوجس من الدوافع أوالهدف الحقيقي من فكرة نصب كشك في ذلك المكان الحساس، وجدت نفسى أمام سؤال محرج: هل لعب أحدهم بعقل فؤاد ليستغل المكان لعملية إغتيال أحد المسؤولين؟ وفيما إذا إنخرط في تنظيم سرى وهو في هذا العمر؟ بمرورالأيام، بدأت هذه الهواجس تقلقني وتشغل فكري. أخيرا أرسلتُ والدتي إلى بيتهم لأقناع فؤاد بالمجئ لغرض تشغيله معي. إلا أن فؤاد أبى أن يأتي قائلا لوالدتي: بأنه تَعَينَ في مطبعة جامعة صلاح الدين. وبعدها حصل ما حصل : فؤاد مجهول المصير ( تبين بعد سنه من هذه المحادثة بأنه حُكم عليه بالسجن المؤبد ليقضيها في أبو غريب) و والداه موقفان في موقف شرطة أربيل ( أُطلق سراحهما بعد إصدار الحكم المؤبد بحق فؤاد) أما حصة أخويه ( نه به ز، و دلير) وأختهم (ميديا ) الأنقطاع عن الدراسة.
من يتحمل وزر ما أصاب هذه العائلة بجميع أفرادها؟ هل كان فؤاد وحده السبب؟ ألا يتحمل الحزب الذي جَنَدَ فؤاد، لأغراضه، ليواجه هذا المصير، وهو في هذا العمر، الجزء الأعظم من المسؤولية؟ إلى جانب ما تتحملها الأجهزة الأمنية الرسمية بسبب هذه العقوبة الجماعية والقسوة المفرطة البعيدة كل البعد عن كل دين أو وجدان، وتجاوزاتها على القوانين، وأكثر الظن إنها كانت ترصد كل شئ أول بأول بأنتظار أن تحصل على حجة مادية لكي تبرر فعل مافعلت وتيرهن لقادتها بأنها تؤدي دورها في حماية النظام لتتلقى المكافأت .
ومن جانب أخر ألم يخطأ فؤاد في إهمال دراسة حياة والده (عزيز غفور) السياسية قبل الأنخراط في أي نشاط سياسى ليستقى منها دروسا لاتُقدر بثمن، قد يكون الأنبهار الأعمى بتأريخ ملئ بالعذاب والشقاء والحرمان وإضاعة الفرص والنكسات دافعا قويا إلى تكرار ما أقدم عليه السلف، في زمن يختلف كثيرا عن ما نحن فيه، بشكل أسوأ، من دون أن يستخلص منه الدروس والعبر.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كنت أحلم به...(1)
- 14// بين عامي 1984 و 1987
- نفذ ولا تُناقش
- 13 // بين عامى 1984 و1987
- 12 // بين عامي 1984 و 1987
- 11 // بين عامي 1984 و1987
- هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
- أم مع إبنها المهاجر( 7)
- 10 // بين عامي 1984 و1987
- أم مع إبنها المهاجر (6)
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة
- 7// بين عامي 1984 و1987
- 3//أًم مع إبنها المهاجر
- 6// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(2)


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - 15// بين عامي 1984 و 1987