أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 12 // بين عامي 1984 و 1987















المزيد.....

12 // بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 23:50
المحور: سيرة ذاتية
    



الأنفلات من حاجز للجيش الشعبى:
حال ما أنهيتُ إعداد قائمة مفصلة لحاجة المستشفى للمواد التشغيلية والأحتياطية المطلوبة إستيرادها من اليابان لكافة الأجهزة والمعدات خلال الفصل القادم أرسلتها برفقة أحدالفنيين من منتسبى قسم الهندسة في المستشفى إلى الدائرة المعنية في وزارة الصحة / بغداد لمستعجلية الأمر، وكانت وزارة الصحة تأخذها دليلا لأستيراد هذه المواد لبقية المستشفيات في العراق ومن نفس التصاميم وعددها ثلاثة عشر، تطلبتِ هذه المهمة جهدا إستثنائيا في فترة قصيرة.
قبل أن ينتهى الدوام الرسمي زارنى الكهربائي سليمان عبدالله (1)، وإقترحت عليه أن يصاحبني لزيارة مصيف صلاح الدين وأن نتناول الغداء هناك معا. للسفر إلى مصيف صلاح الدين كان علينا أن نعود بإتجاه مركز المدينة لغاية الشارع الستينى ومنه نتجه غربا لغاية التقاطع الذي يُقابل ركن المستشفى الجمهورى ومنه الأتجاه شمالا حيث الطريق الذى كان يستمر إلى الحدود الأيرانية مارا بمصيف صلاح الدين. وقبل أن نصل إلى التقاطع بمسافة قريبة هرع نحوسيارتي مسلحان يلبسان الزي الرسمي للجيش الشعبي (ميليشيا حزب البعث العربي الأشتراكي) يحملان رشاشة كلاشينكوف، أشارا لى بالوقوف وبعد أن نفذتُ أمرهم أحاطا بالسيارة من الجانبين وطلب منا، سليمان وأنا، الهويات، وبعد أن دققا في الأسماء طلبا منا مرافقتهم إلى حيث كان يقف مسؤولهم خلف شاحنة من نوع هينو يابانية الصنع، واقفة في الجزرة الوسطية، وسط شَلة مسلحة من الجيش الشعبى. بعد أن سلما المسلحان هوياتنا إلى المسؤول في المفرزة طلب منا الصعود إلى الشاحنه التي كانت فارغة، وعندما إستفسرت منه: إلى أين؟ نهرنى وبصلافة قائلا: لاتسأل، الدفاع عن الوطن واجب على كتف الجميع إصعدا... بينت له بهدوء لا إعتراض لدينا سنذهب إلى أى مكان يريدوه بسيارتي وهي واقفة هناك، ويستطيع شخصان منهم مرافقتنا لضمان ذهابنا إلى حيثما يريدون. أجاب:إصعد ولا تُناقش. ومن ثُم طلبت منه أن يعطينى الفرصة أن أقفل باب السيارة ونوافذها. صاح بوجهي: لا تلغي إصعد. عندها شعرت بإهانة كبيرة ومرارة في خلقى. أخرجت من جيبى بعض النقود وأعطيته إلى سليمان وقال مندهشا : ماذا أفعل بها؟
ــ: إذهب واشترى لي باكيت سيكاير.
سليمان: معي ما يكفي من السيكاير.
أكدت عليه: أقول ولك إذهب ألا تفهم!
سليمان: يبدو أنك لم تسمعني أنا حامل معي ما يكفينا من التبغ وأوراق اللف.

لقد صعد الدم في رأسى فجأة وصحت بوجهه: ألا تفهم إنني أقصد أن أعطيك مجالا لتبتعد لأتمكن من مواجهة هؤلاء الأدبسزية لوحدي. ودفعته بقوه قائلا إسرع وإبتعد. وبعد أن تأكدت بأن سليمان إستوعب تماما ما طلبت منه أدرت وجهى نحو المسؤول الذى كان واقفا خلفي وبسرعة قائلاً بصوت عال، لكي لا أعطيه فرصة بأن يتخذ إجراءً ما لمنع سليمان من الأنفلات: هل تريدني أن أدافع عن وطنٍ يُهينني فيه شخص سافل مثلك أمام الناس وفي وضح النهار وتأمرني بأن أصعد على ظهر شاحنة تاركاً سيارتى مشرعة النوافذ والأبواب في الشارع.......وليكن في علمك لا يمكن أن أصعد على ظهرشاحنتك وأنا حي. (كان الكلام كان كله بالكوردية.)
نادَ المسؤول، بالعربية، على شخص كان واقفاً على الطرف الأخر من الشارع، بجانب سياج المستشفى: أبو فهد إبقي هذا(مشيرا إلىّ) عندك لا تدعه يهرب.
عبرت الشارع وتوجهت نحو أبو فهد قائلا( بعد أن تأكدت بأن سليمانً أصبح في مأمن): هل أنت عربي؟
أبو فهد: نعم .
وقلت له: هل فسدتم مثلنا نحن الكورد؟
أبو فهد(الخجل كان ظاهرا من ملامحه ونبرات صوته): ما تشوف أنا واقف بعيد يا أستاذ.
تأكدتُ بأن أبوفهد كان من المساقين عنوة وليس حزبيا(بعثيا) متحمسا، لهذا بدأت أُفاوضه : إذا تسمح لي أن أفلت.
أبو فهد: أنا ما بيدى شئ ولا أتدخل، ولكنني أتوقع أن يطلقون عليك الرصاص إذا إكتشفوا بأنك تهرب.
قلت له: أنا أحاول، وإذا سألوك قل لهم بأنني سأعود بعد أن أجري مكالمة تلفونية، سيارتي موجودة على الجانب الأخر من الشارع وهويتي عندهم.
وكانت المفرزة المسلحة منشغلة بالصيد وتحميل الضحايا على ظهر الشاحنة دون أن يبدر منهم أية إعتراضات. بدأت بالسيرببطء لمسافة قريبة روحة ومجيئا بموازات سياج المستشفى المتد بإتجاه الجنوب من عند أبو فهد وبعكس الإتجاه الذي فلتَ منه سليمان، وفي كل مرّة كنت أضيف بعض المسافة إلى مجال حركتي بأتجاه نهاية السياج والشلة كانت منهمكة بصيد الناس وتفتيش السيارات وتحميلهم على ظهر الشاحنة، ويَهيبُ رئيس الشلة بأبو فهد بين فينة وأُخرى: أبو فهد دير بالك عليه لا يهرب.
وبعد أن ترددت عدة مرات من موقع أبو فهد إلى نهاية السياج قررت أخيرا أن أهرب وذلك بقطع المسافة الفارغة بين المستشفى والدور المواجهه للمستشفى مهرولاً، وكانت بحدود خمسين مترا، بحيث أختفي عن أنظار المفرزة حال عبوري ركن السياج، والهرولة على مسار بحيث يكون سياج المستشفى حاجبا بيننا وتجاوزالفراغ للوصول إلى شارع فرعي بأسرع ما يكون، وكان حظ نجاح الخطة وعدم إمكانهم إصابتى حتى وإن أطلقوا النار بإتجاهي تعتمد على أول نصف دقيقة فقط يتأخرون في إكتشافهم لأختفائى، حسب تقديرى. هكذا حزمت أمري وهرولت مصمما أن لا ألتفتَ إلى الوراء مهما حدث.
في نهاية المسافة وأنا على وشك أن أدخل شارعا فرعيا ضيقا أخذ رجل واقف كالتيس وسط باب داره وهو يلبس لباسا أبيضا طويل يصل إلى قدمه، وعلى رأسه عرقجين ملون تتدلى من وسطه كركوشة حمراء يسخر مني ضاحكا وأنا أهرول قائلا: ها ها ها أستاذ تنهزم سأناديهم لكي لا تفلت منهم...
عندها فقدت السيطرة على نفسى فجأة ورجعتُ ووقفت أمامه وقلت: هذا مايفيدك لأن لديهم فائض كبير من الجواسيس ولكنهم بحاجة ماسة إلى قواويد من أمثالك أحسن لك أن تأخذ زوجتك الشابة والحلوه هذه إليهم (وأنا أُطبطب على ظهر زوجته حيث كانت منحنية وهي تكنس أمام البيت)، بدلا من أن تفتح بابك لى تسخر مني وتهددني يا .....هرعت المرأة إلى داخل البيت بعد أن دفعتْ الرجل الذى كان واقفا في منتصف الباب وأغلقاه بوجهي وأنا أضرب بيدى وبرجلى الباب الحديدي وأنا في حالة هيجان .....
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 // بين عامي 1984 و1987
- هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
- أم مع إبنها المهاجر( 7)
- 10 // بين عامي 1984 و1987
- أم مع إبنها المهاجر (6)
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة
- 7// بين عامي 1984 و1987
- 3//أًم مع إبنها المهاجر
- 6// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(2)
- أم مع إبنها المهاجر(1)
- 5/ بين عامي 1984 و 1987
- 4/ بين عامي 1984 و1987
- 3/ جولة جديدة
- 2/ الشهر الأول


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 12 // بين عامي 1984 و 1987