أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - ما كنت أحلم به…(5)














المزيد.....

ما كنت أحلم به…(5)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 14:47
المحور: سيرة ذاتية
    


مكتبة عامة على هيئة كتاب نصف مفتوح 4
بعدما إجتزت البوابة الخارجية، أصبحت في مواجهة منضدة عالية عليه سجل مفتوح وخلفه موظف واقف على قدميه، أدركت بأن على الزائر أن يسجل إسمه في هذا السجل، بعد أن أديت التحية للموظف الذي كان واقفا خلف المنضدة، فعلت ما هو مطلوب من الزائر ودونت بدوري المعلومات المطلوبة عني في السجل. قبل أن أسأل هذا الموظف عن سر وجود كلمة الزيتونة في واجهة البناية، خطر ببالي الأستئذان منه للرجوع إلى الصفحة الأولى من السجل، عندئذ أستطيع حساب العدد الفعلي للزوار، لهذه المكتبة، دون الحاجة للأستفسار من أحد، بتقسيم عدد الزوار المسجلين في السجل على عدد الأيام، لم يبدى الرجل أي إعتراض وتبين بأن المعدل ((27)) زائر في اليوم الواحد، بعد ترك عدد الأيام التى لا تفتح المكتبة فيها أبوابها للزوار بصورة تقريبية، شاركت معي الموظف نفسه في إجراء عملية القسمة على الورق لزيادة إمكانية التواصل بيننا، وإلا كان بإمكاني الوصول إلى النتيجة دون الحاجة إلى ورقة وقلم، كمهندس قضى أوقات طويلة بصحبة الأرقام، وليس كما يفعله طلاب الأبتدائية، للضرورة أحكام.
 سألته: تتصور أن هذا الرقم يعكس الواقع تماماً؟
الجواب: تماماً.
سألته سؤال أخر: ألا تعتقد بأن هذا الرقم متواضع جداً بالنسبة لمدينة فيها جامعات وعاصمة إقليم وتشهد نهضة عمرانية إنفجارية وعدد سكانها يتجاوز المليون، ودخل الفرد فيها مرتفع، والأمن مستتب، و كبار المسؤوليين يتكلمون كثيرا عن الغد الموعود؟  
الجواب: قليل جداً.
اردت أن أستطلع أراءه عن الأسباب بعدما لا حظت بأنه رجل إيجابي ومتفاعل معي، من دون أن أتأكد فيما إذا كان موقفه نابع من سلوك شخصي ونضج، أو من الضجر بسبب الوقوف ساعات طويلة لمراقبة سجل يوقع فيه نفر محدود: كيف تقيم هذا الانحسار في عدد الرواد هل يعود السبب، في رأيك، إلى ظهور وسائل بديلة للكتاب الورقي وإخفاق المكتبات العامة في تأمين  وإشباع حاجات القراء، أو أن الناس إبتعدوا عن القراءة أو أي تفسير أخر؟ 
الجواب: قبل أن ننتقل إلى هذه البناية الجديدة كان معدل عدد الزوار للمكتبة((560)) شخصا في اليوم الواحد، هناك كنا قريبين عن السوق وفي وسط المدينة، لأن الذين يترددون علي المكتبة هم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، هناك كان الناس  يستطيعون الوصول إلينا بسهول كلما أصبح لديهم وقت، يقضونه  في المكتبة ليقرأو المجلات والجرائد دون الحاجة لفعل ذلك عند باعة الصحف من الذين يستغلون الأرصفة لمزاولة عملهم على الأقل. ولكن كيف يستطيع الفقير الوصول إلى هنا، كما ولا يوجد كافتريا ولا حتى في مكان قريب، أما أبناء الأغنياء عندهم سيارات ولكنهم لا يحتاجون إلى القراءة والثقافة، لأن لديهم أشياء أخرى يقضون بها أوقاتهم و كل شئ متوفر لهم ومستقبلهم مضمون.
وبعد أن نقلت إليه ملاحظاتي حول وجود ظاهرة القراءة فقط عند باعة الصحف على الأرصفة، وقوفا، سالته سؤالا أخر: ألا تعتقد بأن المكتبات الموجودة في الجامعات تجتذب القراء لمواقعها أولا، ولنوعية خدماتها والكتب المتوفرة لديها ثانيا؟
الجواب، صاحبه إبتسامة وحركات لليد كان فيها الكثير من التعبير: لا أعتقد! ( وللزيادة في المعلومات تجدون أدناه رابطين لتحقيقين صحفيين عن المكتبة المركزية العامة في أربيل التي نحن بصدده و أخرى عن مكتبة جامعة صلاح الدين ففيهما معلومات مهمة تعكس الواقع المحزن والتهميش الذي تعاني منه المكتبات العامة في هذه المدينة قاطبة. وهل تصدق تخصيص قاعات المطالعة في المكتبة العامة حسب جنس القارئ في القرن الحادي والعشرين؟)
وبعد أن  لم أجد سؤالا أخر لأسأله بصدد زوار المكتبة، أردت أن يساعدني هذا الموظف الذى شعرت من خلال الحديث معه بأنه إنسان لطيف المعشر، لدرجة لم أشعر بالحاجة إلى السؤال عن إسمه ومناداته ب كاك فلان(سيد فلان)  بديلا عن أخي أو إبن عمي، في حل لغز العبارة الموجودة على واجهة البناية:
سؤال: ماذا تعني كلمة الزيتونة الموجودة على واجهة بناية المكتبة وفي مكان بارز؟
جواب: رمز للفرقة الكورية التي بنت هذه المكتبة، لدى هذه الفرقة متحف صغير أيضاً عندنا وتحرك ببطء بإتجاه غرفة كانت قريبة خلف ظهره وتابعته وفتح الباب ودخلنا الغرفة وبدأ يشرح لي عن ماهو موجود في المتحف وخلفه متحف أخر تابع للجيش الأمريكي. ولم أستطع البقاء طويلا في هذه الغرفة بسبب إختلاط المشاعر الأنية مع التى تراكمت في مخزون الذاكرة على مدى عقود، وبعد ان غادرناها شكرته بحرارة، وإتجهت إلى حيث توجد سجلات الكتب لأخمد حريقا شب فى عقلي، وقبل أن أخطو خطوة أخرى في جولتي هذه، والتى جاءت بطريقة  عفوية وبدافع الفضول فقط.

 http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=65052
http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=13093
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
- 16// بين عامي 1984 و 1987
- (Paltalk) برلمان في الفضاء
- إشتقتلك !
- [التحالف المحتضر] بمنظور أخر
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (1)
- ما كنت أحلم به...(2)


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - ما كنت أحلم به…(5)