أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياسي















المزيد.....

تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياسي


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


.

(الحياة تأتي وتغادر
كبحر متموج 
لكن من يستطيع، أبدا، فهمها؟)*

عنوان المقال: المؤامرة الكبرى على الكرد والعرب السنة في العراق. تأريخ النشر 9تموز 2012 في العدد12277.
(عقلي أخريم ئي ئه وه ليم بايه قه د نه م ده دوراند) مثل كوردي  معناه الجوهري: لو كنت أعلم في البداية ما تعلمته في النهاية لما خسرت أبداً. هذا المثل وغيرها تًُعبر عن  مكانة وأهمية التجربة في التراث الكوردي الشعبي. 
يعود تأريخ تعارفي مع عبدالغني إلى بدايات صيف 1963 في زمن الحرس القومي عن طريق صديق لكلينا إسمه سيد أمين محمد، إفترقنا مع عبدالغني بحكم الظروف الحياتية. و رغم ذلك، كنا نلتقي في فترات متباعدة عندما تفعل الصدفة فعلتها. كان للقاء معه طعمه الخاص مهما كانت الظروف العامة، بالنسبة لي على الأقل، بسبب وسع ثقافته ومتابعاته المتواصلة من جانب، وشعوري بالأطمئنان عند الكلام  معه بعيدا عن الدبلوماسية أو تحميل الكلام أكثر من معنى، على الأقل من جانبي. 
مرّت مدينة أربيل بتقلبات كثيرة، حالها حال معظم المدن العراقية، ولكن الظروف الأستثنائية التى إنفردت بها عن  شقيقاتها حينما أصبحت هدفا لصراع دموي مرير، بين قوتين تسعى كل منهما التفرد بحكمها، وجعل الطرف الأخر في موقف أقصى ما يستطيع فعله هو أن يملأ صدره بالحسرات إذا وجد الفرصة، فوق الهضاب الجرداء المحيطة بالمدينة، للتحدق خلال الليالي الظلماء في أضوائها المتلألئة من بعيد. في ظل هذا الصراع الدموى والمتوحش المفروغ من كل المبادئ والقيم والتصرفات الخالية، تماما، من كل شكل من أشكال المعرفة أو أدنى إحترام لمشاعر الأنسان أو لحقوقه أو الرأفة بالأسير أو حرمة لجثث القتلى  كما تفرضه قيم الجندية أو للمتعاطف مع الطرف الأخر أو الحيوان وحتى الطبيعة متمثلة بلونين من ألوانها الذان  يرمزان إلى فصلى الربيع والخريف،  فصلي الأزهار والثمر، من ضمن الفصول الأربعة التى وهبتها الطبيعة لهذه المنطقة،  تحولت هذه المدينة المحاصرة إلى جحيم بالنسبة لأمثالنا، من سكانها المسالمين، ممن كانوا لا ناقة لهم ولا بعير من كل ما كان يجري حولها أو في أحشائها. في ظل هذا الظرف الكئيب، كما كان مِثْلَه سائداً عند لقائي الأول معه قبل أكثر من ثلاثة عقود ولكن بمرارة من طعم ولون يختلفان عن ما كان في زمن الحرس القومي، إلتقيت ب عبدالغني مرة أخرى، وفتح لي، نتيجة لهذا اللقاء، كوة صغيرة ليدخل قليل من الضوء من خلالها إلى عالمي الذي لم أكن أجد منفذا لأتنفس من خلاله بملء صدري إلا عندما كنت أسافر مع عدد من معارفي من القمارجية ( المقامرون) إلى ميناء مارسين في تركيا بوسائط نقل مريحة تهيئها لنا شركات سياحية تركية من الحدود وإلى الفندق وبالعكس مجانا، عندها كانت فنادقهم السياحية وگازينواتهم ( أماكن  مخصصة للعب الروليت وأنواع أخرى من القمار ذات الوزن الثقيل حيث تؤدي الخدمة فيها نساء جمالهن لا توصف، من بعد الظهر ولغاية الخامسة عند الفجر) فارغة تماما من الرواد والزبائن من أثار حرب الكويت، كنا نحصل كل مرة على الفيزا لمدة أسبوعين على جوازات مزورة  صادرة من سوق شيخ الله في أربيل، والأقامة المجانية في فندق خمسة نجوم وكذلك الدخول المجاني إلى الگازينو طوال  مدة السفرة كل ذلك كان لتهيئة المناخ لأصحابي لأن يلعبوا براحتهم ويخرجوا ألاف الدولارات  من جيوبهم ليخسروها، ولكي تظهر هذه الأماكن عامرة بالزبائن لأجتذاب المزيد منهم وهذا كان الهدف الأهم لهذه الشركات. كوة صغيرة إلى جانب هذا المتنفس الذي كنت أستمتع من خلاله بالتجوال في المدن الأمنة وهي خالية من مظاهر التسلح، والتأمل في وجوه ساكنيها وحركاتهم وهم يعيشون ويعملون ويقضون أوقاتهم كما كان يحلو لهم، والتحدق  طويلا في منظر البحر والأستماع إلى هديره وأهات أمواجه عندما تتكسر على الشاطئ، والغرق في الأحلام رغم أن عيوني كانت تأبى أن تغفو من شدة جمال البحر وروعته خصوصا عندما كان يتعانق برقة مع أديم السماء بوشاحها الفضي في الليالي التي كان القمر فيها بدراً:
نحن افتكار الجرح في نفسه 
 حلم طيور البحر بالمركب 
كما يقول نزار قباني في قصيدته "مذعورة الفستان"، هناك إكتشفت مقدار ولعي الكامن بالحياة الأمنة والطبيعية  والقيمة العظمى للشعور بالأمن ومعانيه  ودرجة إشمئزازي، حد القرف، من الحرب وأبطالها وصانعيها والمروجين لها وتُجارها وحتى وقودها من الأغبياء والمغفلين. نعم إلي جانب هذا المنفذ جاءت الكوة الصغيرة التي فتحها أمامي عبدالغني عندما كان يرسل لي بين حين وأخر مجموعة من المطبوعات العربية غير الحزبية، بعد أن  كانوا يتفرغون من قرأتها في مكان عمله حيث كان يعمل و يكتب في جريدة الأتحاد الوطني الكوردستاني، وكان مقر عمله لم  يكن بعيدا عن مسكني كثيرا.
مضت الأيام  إلى أن زارني عبدالغني في البيت ذات يوم وأوضح بأنه لا ينوي المكوث كثيرا ولديه سؤال ملح يطلب مني الأجابة عليه:
سؤال:  في رأيك أي من الطرفين سينتصر في نهاية هذه المرحلة، هنا أو هناك؟ (هنا كان قصده الأتحاد الوطني الكوردستاني، هناك الحزب الديمقراطي الكوردستاني)
جواب: هناك. 
سؤال: كيف توصلت إلى هذا الأستنتاج؟ 
جواب: إنني لا أعرف عن قرب جلال الطالباني، لكونه من جيل والدي تقريبا لهذا أعتمد على إستنتاجات والدي من خلال  تجاربه حيث أعطائي العديد من مفاتيح  شخصية جلال الطالباني  وطموحاته وكيفية معالجته للأمور و وتكتيكاته للخروج من الأزمات وتحالفاته الدائمية والتكتيكية، هذا وفي نفس الوقت أنا لا أعًرف شيئا كثيرا عن مسعود البارزاني باستثناء عدد محدود من الأوصاف الشخصية التي نقلها لي، أيضاً، والدي عنه عندما كان مسعود في مقتبل العمر، بالتأكيد حدثت تغيرات كثيرة عليه خلال هذه الفترة الطويلة وللمعمعات التى مر بها دور في ذلك. ولكن لو نأتي إلى مقارنة الواقع الموجود على الأرض نرى أن مسعود البارزاني في وضع أفضل بكثير من وضع جلال الطالباني ولا أستطيع أن أحدد فيما إذا كان ذلك نتيجة لتخطيط  إستراتيجي وبعد نظر مسعود أو مجرد حاصل تحصل وليس شيئا أخر.
سؤال: كيف؟
جواب: هنا عدد كبير من السكان  و موارد قليلة من ناحية  ولا مجال أمامهم غير الإذعان لشروط بغداد أو طهران أو بالأحرى المفتاح في الجانب الأخر من الأبواب أما هناك عدد السكان قليل  والموارد كثيرة، وإحتمال المشاركة، بشكل أو بأخر، في تصدير مشتقات النفط بالشاحنات التركية خارج سياق النفط مقابل الغذاء موجود، بالأضافة إلى وجود حدود مشتركة مع ثلاثة دول زائدا مع بغداد، إذا هناك إمكانية الديمومة و إحتمالات  المناورة أكثر بكثر من ما هو ممكن هنا، بكلمة أخرى مفاتيح الأبواب الأربعة هناك تحت تصرفهم إلى حد كبير. إن لم يتوصل هنا وهناك إلى إتفاق من خلال مفاوضات مباشرة حول مائدة المفاوضات فإن هذا الطرف خاسر لا محال حتى وإن إلتجأ إلى إستعمال الورقة الإيرانية بطريقة مكشوفة وسافرة، مع عدم نسيان  بديهية بسيطة وثابتة مفادها بأن هاتين القوتين يجب أن تكونا في حالة تعادل ولكن المتغير هو مكان نقطة التعادل، هذا كل ما عندي في هذه العجالة.
( قبل أن يُغادر عبدالغني منزلي سألته أنا بدوري سؤالا سأطرق إليه في الحلقة القادمة).
بعد يومين من زيارة عبدالغني زارني صديقي سيد أمين (ورد إسمه في بداية المقال) وأبى أن يدخل، وإقترح أن  نتمشى قليلا على رصيف الشارع المار أمام منزلي وهو شارع عام وعريض وفي هذا السياق سألني سيد أمين: 
سؤال: هل زارك عبدالله في هذه الأيام؟
جواب : البارحة طرق بابنا وقت الظهر، ويفعل ذلك لأول مرة لأن علاقتي معه لا تتجاوز تبادل التحايا عندما نلتقي في الأمكان العامة.
سؤال: ماذا كان طلبه؟
جواب: سألني فيما إذا رأيت أنا عبدالغني. وأجبته بأنه قام  يوم أمس بزيارة قصيرة لي في البيت  وغادر. بعدها إستفسر فيما إذا أدرك عبدالغني شيئا ما عندي أثناء هذه الزيارة، أجبته بالنفي ولم يتجاوز الكلام  بيننا لغير العموميات. وبعد أن إستفسرت منه عن سبب إهتمامه لزيارة عبدالغني لي في البيت، أجاب بأنه ذهب إلى الجريدة لم يجده ولا يوجد أحد من أفراد عائلته في بيته، أكيد إلتحقوا جميعا بالپارتي. بينت له بأنني لا أملك أية معلومات عن تحركاته لأنني لا ألتقي به إلا نادرا.
سيد أمين: زارك ليتجسس ويعرف فيما إذا كان لك دور في الموضوع. جئت لأتأكد، لأنني كنت خائفا من آن يجدوا حجة ويورطوك.
عندها فطنت لسبب زيارة عبدالله وقلت : ولك أمين هذا غير عالم تصور مدرس إعدادية خريج جامعة تعرفت عليه  عن طريقك وقبل ثلاثة عقود عندما كنا في الجامعة، يطرق بابي ليتجسس علىّ، شئ خارج  مدارك فهمي و يقودني هذا التصرف إلى أن أتسائل يا امين فيما إذا كنا نعيش، فعلا، في وسط كله جواسيس وهل يتجسسون علينا على مدار الساعة!!
سيد امين: شعبالك، العالم ليس كله حمير مثلنا يا مجنون، الناس تًْهمَ أن تعيش وتستفيد بس.   
  

* مقطع من أغنية قديمة باللغة الألمانية:  Mireille Mathieu - La Paloma ade 1973
(يتبع)





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
- 16// بين عامي 1984 و 1987
- (Paltalk) برلمان في الفضاء
- إشتقتلك !
- [التحالف المحتضر] بمنظور أخر
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (1)
- ما كنت أحلم به...(2)
- بعدما قرأت مقال مسعود البارزاني!
- 15// بين عامي 1984 و 1987


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياسي