أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 19// بين عامي 1984 و 1987














المزيد.....

19// بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 14:47
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أمن أربيل و صفي بالقونده ره..(3)

حاولت أن أودع الخبير الياباني بطريقة لا تترك عنده أي إنطباع بأنني أواجه مشكلة مع دائرة الأمن، وإن كل شئ على مايرام، اليابانيون لهم حساسية فائقة تجاه الأمور التي تشكل تهديدا أو خطرا على حياة أى إنسان، لأن الزي(الملابس) الذي كان الشخصان، اللذان قدما خصيصا لأقتيادي إلى دائرة الأمن، يرتديانه يوحي بوضوح بأنهما من رجال الأمن، ناهيك عن ملامح القسوة التي كانت بادية من وجهيهما، بالأضافة إلى أن حركاتهما وتصرفاتهما كانتا غير طبيعة، ذات طابع إحترازي خشية من أن أهرب. وبالفعل كنت لا أشعر ومن أعماقي بأي تهديد، لأنني كنت أعرف نفسي وتصرفاتي جيدا من جانب، وأعرف طريقة عمل الأمن وتصرفاتهم بصورة دقيقة من جانب أخر، إنهم مدربون على العمل وفق منهجية تحدد لهم كيفية التصرف والتعامل حسب الواجبات التي يكلفون بها ولا يتجرأون على الحيد عنها قيد أنملة، كما ولم أسمع سابقا بأن ألقى رجال الأمن القبض على شخص مطلوب بهذه الطريقة المكشوفة ، فهم يلجأون، عادة، إلى أساليب أكثر خسة وإثارة للخوف والرعب، لتفعل فعل الصدمة عند الشخص الذي يلقون القبض عليه، وبعيدا عن الأماكن العامة. يقع المختبر في وسط الطابق الأرضي للمستشفي، يقابله قسم الأشعة، تفصل بينهما فسحة تؤدي دور المنور، محاطة بجدران زجاجية، والغرفة التي كنا نعمل فيها تقع في نهاية قاعة المختبر، لهذا كان علينا المرور بين الأجهزة ومشغليها، أحدهم يمشى أمامي والأخر خلفي، وإجتياز الممر المؤدي إلى الباب الرئيسى الواقع في جهة الشرق، ومن خلال الواجهة الزجاجية لا حظت سيارة لاندكروز بيضاء واقفة على الرصيف، قريبة جدا من الباب، والسائق جالس خلف المقود. ولم يكن باستطاعة الذي كان يمشي أمامي التقدم حسب مشيئته، بسبب تواجد حركة كثيفة للمراجعين والمنتسبين في هذا الممر، و بالأتجاهين. البطء في الحركة وهدوء أعصابي النابع من إطمئاني بأنه لا يوجد ما يدعوني إلى أن أشعر بالقلق، أعطاني الفرصة لأن أقرأ في وجوه وعيون الذين كنت أصادفهم، خصوصا من المنتسبين ومَنْ كنت أعرفهم، إنعكاس المشهد الذي كنا نتحرك من خلاله بصمت، رئيس مهندسين في المستشفى محصور بين إثنين من رجال الأمن، ولا أحد يتجرأ أن يسأل ولو بصورة عابرة: الى أين تسوقون بهذا الأنسان؟ أو متى تعود يا مهندس خسرو نحن بحاجة إلى مساعدتك؟.......
قبل وصولي للسيارة الواقفة على الرصيف، تخيلت بأن المشهد الذي أنا جزء منه الأن يشبه إقتطاع إثنان من الذئاب لشاة من قطيع غنم ليس له راعي. ولكنني لم أستطيع أن أتخيل كيف تكون ردة فعل بقية أغنام القطيع.
فتح أحدهم الباب الوسطي للسيارة، وقبل أن أصعد ذهب الأخر وصعد إلى السيارة من الجانب الأخر قبلي، وبعد أن صعدتُ وجلستُ بجانب الذي صعد قبلى وأصبح على يسارى، وبعده صعد الذي فتح الباب لي وجلس على يميني، كنت أدرس حركاتهم وتصرفاتهم، وكانت محاولات لعدم ترك أي منفذ لكي أهرب منهما، رغم أنني لم أكن أنوي الهرب في كل الأحوال. تحركت السيارة من دون أن يأخذ السائق أي إيعاز إلى أين يتوجه.
خلال هذه التجربة الصغيرة شعرت بأن المتفرجين كانوا خائفين أكثر مني، وإستنتجت بأن الأنسان عندما يكون مسكونا في أعماقه بالخوف لا يتطلب جهدا كبيراً لشل إرادته أو تحييد موقفه، بل يكفي أن تريه ما يُوقظ هذا الخوف الراقد، الذى بدأ بالتراكم في كل أجزاء جسمه منذ نعومة أظافره، مثل : ملابس زيتوني، شوارب ثخينة، مسدس على الخاصرة، أمن، مخابرات، مختار، مسؤول الحزب، قبعات حمر، سيارات بيكب منصوبة عليها رشاشات ثقيلة، سيارات بلا أرقام، أبو الطبر.... وحتى أقلام بارزة في جيوب صغيرة على الذراع، كلها، أو أية واحد ة منها تؤدي دور السوط الذي يهزهُ مروض الحيوانات عندما يأمر، في حلبة سيرك، أسدا بالقفز من خلال حلقة نارية مرتفعة عن الأرض، سيضطرالأسد للخضوع لأوامر حامل السياط والقفزمن خلال النار، رغم أنها وهي الشئ الوحيد التي يجزع منها ويدفعه للهرب بعيدا عندما يكون هذا الأسد جالسا على عرشه في مملكته، لأن يدرك بأنه أسيرفي مملكة البشر، المملكة التي يعرف المتنفذون فيها كيف يبدعون في إستغلال الخوف لتحقيق ما يريدون، وبعكس إتجاه نواميس الطبيعة.











#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح
- 16// بين عامي 1984 و 1987
- (Paltalk) برلمان في الفضاء
- إشتقتلك !
- [التحالف المحتضر] بمنظور أخر
- منافع معرفة الأنسان لغات متعددة! (2)


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 19// بين عامي 1984 و 1987