أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 22// بين عامي 1984 و1987















المزيد.....

22// بين عامي 1984 و1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 19:34
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أربيل وصفي بالقونده ره (6)
بعدما جلست على الكرسي الذي كان في وسط الغرفة، وما زالت في يدي بقية السيكارة التى أشعلتها أثناء وقوفي أمام باب غرفة حسن الدوري، وهو يتفوه بأقذر الشتائم وأكثرها سوقية وتعبيرا عن النظرة الدونية النابعة من تفكير قومي عنصري و همجي بوجهي وبصوت عالي، بدأت أشعر بأنني أواجه (حربا) قذرة فرضها حسن الدوري، ضابط أمن مديرية أمن أربيل، بوجهي، وأنا مضطر لخوضها نيابة عن أمي وأبي وحتى عن الكورد قاطبة في الرد على الأهانات والشتائم القذرة، من دون وجود أي مبرر. إذا كان حسن الدوري يعتبر عدم إنتظاري إهانة أو إستخفافا بحقة وربما حتى بدائرته، التي من صلب واجباتها إدخال الرعب في نفوس العراقيين بسبب وحتى من غير سبب، فهو غير محق في ذلك، لأنني وافقت على الحضور بشرط عدم تأخيري ولكنه هو المخالف للأتفاق، وإذا كان يعتبرنى عنصراً معاديا للسلطة فهو على خطأ كبير، لأنني لم أُعادي السلطة، يوما ما، لا من حيث السلوك ولا الفكر بتاتا، والسبب، لا يعود إلى إستسلامي إلى الشعور بالخوف من أدواتها القمعية وإنما إلى وعي ذاتي غير مبني أساساً لا على العداوة ولاعلى فكرة الخوف ولا الأذعان لنزعة الكراهية و العداء التي تظهر عند الأنسان الطبيعي كردود للأفعال السلبية و المجحفة عندما تُمارس بحقه مثل هذه الأعمال، خصوصا في المجتمعات التي تتحكمها عوامل تعتمد على مبدأ القوة والبطش لتحقيق الهيمنة على كل فرد من أفراده بهدف تدجينه، بل من إيماني العميق بأن التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من الأسفل، وإذا لم يكن المجتمع مريضاً ومنخورا تتحكمه العواطف والأمراض الأجتماعية بدلا من العقلانية لما إستطاع هذا القادم من قرية الدور التي يفتخر بإنتمائه إليها ليهين كل هذا البشر وبصوت عالي في دائرة حكومية،على أساس عنصري في مدينة ليس له أدنى إنتماء إليها، ولما إستطاعت مثل هذه المؤسسات الأستمرارية في هدر كرامة الأنسانية على نحو صارخ،. لهذا قررت أن أدخل الحرب مع هذه المؤسسة القبيحة، من خلال حسن الدوري، برباطة جأش وأقاومهم بالسلاح الذي صعق به الأسكندر الكبير، تلميذ الفيلسوف أرسطو، بقوات قليلة العدد(47ألف جندي) قوات الفرس قبل ثلاثة قرون ق.م. والتي كان الأمبراطور داريوش الثالث يقودها بنفسه، بالأعتماد على عنصر المفاجأة التي أدخلت الرعب في قلب جيش فارسي عرمرم قوامه مليون جندي في مكان قريب من الغرفة التي كنت موقوفا فيها.
كان حسن الدوري مستمر في إطلاق قذائفه عندما سمعتُ صوت المزلاج وبعده فُتح باب الغرفة من الخارج، تقدم نحوي حسن الدوري وقمت من مكاني وتقدمت نحوه كشخص واثق من نفسه تماما و بنفس السرعة التي تقدم بها نحوي، أنظر في عيونه، عندما أصبح على مسافة قريبة مني هززت مقدمة كتفه من جهة اليسار بأصابع ممتدة لكفي الأيمن قائلا: إنت ضابط أمن؟
لم يُجاوب ولم أنتظر طويلاً ألحقت سؤالاً أخر بسؤالي الأول: تريد تكتشف هويتي إلمن وتخليني أنتظر في الأستعلامات فترة طويلة؟
أجاب: السيد المدير...(ولم أدعه يكمل) قلت له: شنو علاقتي بمديرك؟
لاحظت تغيير في ملا مح وجهه عندها تيقنت بأن المفاجئة صعقته وأفقدته توازنه وإستمريت في الكلام بنبرة أقوى وأعلى: هسَ ما يخالف أنا قوندرة ووالدي هم قوندرة! لمعلموما تك إذا إلتقى صدام حسين بوالدي ترى ما يخاطبه إلا بوصفه أستاذ، وهو أستاذ فعلاً، إذا كنتَ تُشبه الأستاذ بالقوندرة، إذاً بماذا تشبه الطالب يا حسن؟ لا حظت بأنه أصيب بالجمود وحجمه يصغر في عيني، على الأقل، وبدأت أرفع نبرة صوتي أكثر قائلا: أبوعدي والله حصلت، يوميا تخطب أمام الدنيا وتقول(شعبنا الكوردى) طلعت رئيس القواويد والقحاب، وتقول للعربي حق واحد ولكن للكوردي حقان تبين بأن لنا حق في القوادة وأخر في الدعارة، شوف ياحسن يادوري الأن أنا أفتهم سبب ترك الناس لعوائلهم وأعمالهم ويلتحقون بالجبل ويتحملون أقسى الظروف ولا يقتنعون بأن يعودوا إلى أعمالهم وعوائلهم لأنهم يهربون من أمثالك، حتى أنا لم أكن ضد الحكومة حتى صباح اليوم أما الأن إعتبرني عدو رقم واحد للحكومة وأكون سعيد جداَ أن لا أخرج من هنا إلا وأنا جثة هامدة...بدون أن ينطق بشئ إستدار إلى الخلف وخرج من الغرفة و الأرتباك واضح من حركاته وأنا مستمر على كلامي بصوت عالي....
(يتبع)
*لقد أجلت حكاية الرفيق حسن الدوري مع المهندسين عماد علي كسرة و بلال غلام إلى هذه الحلقة وإليكم الحكاية من أولها: زرت المهندس المعماري عماد على كسرة في مكتبه ذات مساء، ووجدت علامات الأنشراح واضحة من ملامحمه. رغم قدرة عماد على إضحاك جميع الناس بكلامه وتعليقاته السوريالية، بدون حدود، ولكنني نادرا ما رأيته بوجه منشرح، لهذا سألته: عماد أشوفك منشرح اليوم شنو القصة؟
أجاب: كان عندنا مشكلة مع فرد أبو كونم ( عند ترجمتها للعربية تعني أبو خصياني) اليوم خلصنا منه.
قلت له: مع أبو نصير؟
عماد: أبو نصير شنو، مع ضابط الأمن حسن الدوري. توقف عن الكلام ثم أكمل: أسأل بلال غلام سيروي لك كيف تخلصنا من هذه المشكلة. لاحظت بأنه تحاشى الأستمرار في الكلام بسبب دخول عدد من الأشخاص إلى المكتب في تلك الأثناء.
كان بلال غلام مهندسا ميكانيكيا، ملامح وجهه عكس ملامح عماد علي تماماً، كان مكتبه على بعد حوالى 200متر من مكتب عماد وعلى نفس الشارع. دفعني الفضول لأعرف ما حدث وذهبت إلى مكتب المهندس بلال غلام وكان وحيدا و حالما دخلت المكتب قال: ذهبت إلى عماد؟
أجبت: حوّلني إليك لتكمل لي حكايتكم مع حسن الدوري، يبدو أنه لم يرغب في الأستمرار في بحث الموضوع بعد حضور أخرين.
بدأ بلال يروي الحكاية من أولها وإليكم تلخيصا لها: تعود الرفيق حسن الدوري بالتردد علينا، أنا وعماد، بنية كما إفتهمناها أن ندعوه ليشاركنا سهراتنا ومجالسنا الخاصة.... لكنه لم يتلقى أدنى إستجابة من عندنا رغم محاولاته. جائنا في أحد الأيام تبليغ بأن نحضر كلانا أمامه في أن واحد، وبعد أن حضرنا قال لنا بالحرف الواحد: أما مكم إقتراحين ولا تفكروا بالثالث، إما الأنظمام للحزب(حزب البعث) أو الألتحاق بالجيش الشعبي، لديكم حرية الأختيار ولكن الجواب مطلوب فوراً.
أخذنا منه رخصة بعض الوقت للتفكير. وتداولنا حول الموضوع من جميع الجوانب وقررنا أن نختار الأنظمام إلى الحزب، أملينا الأستمارات وحضرنا الأجتماعات الحزبية وكان حسن الدوري مسؤولنا. ويستمر بلال في الكلام: اليوم كان موضوع الأجتماع الثقافة القومية، سأل حسن دوري عماد سؤالا، أجابه عماد لا أفهم من هذا الموضوع شئاً، نبهه حسن الدوري قائلا: لعد إنت بيش تفهم؟ أجابه عماد أمام الحاضرين: أنا أفهم بالقمار والشرب و...و...و...تنرفز حسن الدوري على أثر الكلام المفضوح لعماد وقال: يعني أنت سرسري. أجابه عماد: بلال مثلي سرسري أيضاً، وإنت مو قبلتنا في الحزب لأننا سرسرية. هاج حسن الدوري وصاح: إطلعوا أنتو مطرودين من الحزب.
هكذا تخلصنا من هذه المشكلة بسلام



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 22// بين عامي 1984 و1987