أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 21// مابين عامي 1984 و1987















المزيد.....

21// مابين عامي 1984 و1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 14:06
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أمن أربيل بوصفي بالقونده ره (5)
إنتهت الحلقة السابقة بالمشهد الأتي في دائرة أمن أربيل:
أنا واقف في وسط باب غرفة الرفيق حسن الدورى ضابط أمن مديرية أمن أربيل، جهة الممر وخلفي عنصرا الأمن اللذان رافقاني من مكان عملي في مستشفى صدام التعليمي.
حسن الدوري ( بوجه متجشم و صوت متشنج): ولك ليش تجي وما تنتظر، إنت شنو؟
الجواب: دقيقة خلى نتفاهم.
حسن الدوري( بنبرة صوت أعلى)؛ قونده ره مثلك شنو حتى أنا أتفاهم ويا ...
ويستمر الرفيق:إنت موبس قونده ره، قونده ره وإبن قونده ره.............
هنا أخذت أتحاور مع نفسي بصمت، أثناء إستمراريته على توجيه الشتائم المتنوعة لي بصوت عالي جدا: يبدو أن الجماعة عندهم مفاعل نووي مخبأ في معدة حسن الدوري، إرتفعت درجة حرارته وعصت اٌقطاب الكرافيت النزول إلى المفاعل لتهدئة سرعة النيوترونات لأيقاف التفاعل المتسلسل ولم يجدوا غيري لمعالجة الأمر، وأنا تأخرت وبسببه حدث الأنفجار داخل المفاعل وإلا لم تمضي ساعة ونصف على مخابرته يترجاني للحضور وهو الأن يشتمني، سلوك طبيعي لفرد يعمل في مؤسسة مهمتها الرئيسية القمع وتخويف الناس، قد يوجد سبب أخر، فكر...قررت أن أحاوره من دون أن أنطق بكلمة واحدة.
ويستمرالرفيق حسن الدوري في مخاطبتي: إنت قواد إبن قواد( وأنا أجاوبه بصمت:ولكن بكر ملا شريف أشرف منك*)
إبن القحبة( وأنا أجاوب: فلانة تعرفكم أحسن مني **)
أكراد كلكم قواويد ما فيكم شريف (وأنا أكرر جوابي: بكر ملا شريف أشرف منك).
نسائكم كلهن قحاب وقوادات ....( هذه نماذج من الشتائم التي كانت تخرج من فم الرفيق حسن الدوري كالقذائف على شكل صلية بعد صلية، كنت أتوقع، بين لحظة وأخرى، أن يوعزإلى العنصرين الواقفين خلفي، وهما مفتولي العضلات، بالبدء بضربي، كما كان بروتوكول الأستقبال المتبع في دائرة الأمن، حسب ما سمعته من أشخاص كانت لهم تجارب متكررة عن كيفية إستقبالهم للمدعويين في مثل هذه الحفلات ، وعندما تأخر الضرب والشتائم مستمرة، تأملت في ملابس ووجوه وشكل أحذية الشخصين اللذين كانا جالسين على يسار حسن الدوري، دون أية حركة أو تغيير في ملامحهم، إتجه فكرى بإتجاه أخر متسائلا فيما إذا كانت هذه الجلسة الأولى لمعاقبتي أو بالأحرى لتدجينى بسبب رفضي تدوين رقم هاتف الضابط الذي عرّف نفسه كمدير مخابرات في دفتري ـ الحلقات 10 و11 من هذه السلسة ـ ولم تقاوم هذه الفكرة الخاطفة كثيرا أمام فكرة أخري: هل يريد حسن الدوري أن يأخذ ثأر ما فعل به عماد علي كسرة مني***)
أخرجت من جيبي السكاير وأشعلت إحداها محاولا أن يحجب دخانها تفاصيل وجهي عن حسن الدوري، لأنني شعرت بأن الذي فعله عماد مع حسن الدوري يُثير فيّ الضحك وقد لا أتمكن من تمالك نفسي، عندها يزداد الطين بلّة. أود الأشارة هنا بأن كل ماتفوه به حسن الدوري من كلام سوقي لم يدعني أشعر بالمهانة أو الأذلال ولا الحقد عليه، لسبب بسيط نابع من قناعتي الراسخة بأن الذي يختار، بوعي، أن يكون سيدَ نفسه وقراره في بلد مثل العراق يجب أن يتوقع جميع الأحتمالات ومن كل الأتجاهات وأن لا يتحكم مشاعره ردود أفعال تجاه تصرفات الأغبياء والمذعنين أو الفاعلين لترسيخ واقع كريه ومخجل. ومن الطبيعي جدا، في نظري، أن يصدر مثل هذا التصرف تجاه إنسان غير مدّجن، من عنصر فاعل في مؤسسة لها دور رئيسى، منذ تشكيلها، في إهانة كرامة الأنسانية وهدرها في العراق بهدف تدجين كل فرد وجعله عديم الأرادة والقرار.
الرفيق حسن الدوري: أنا أعرف كيف أمشيكم بالقنادر، ذبو جوّ.
جاء عنصر أخر وفتح بابا حديديا خلفي، تماما مقابل باب غرفة حسن الدوري، وأوعز لي بالدخول ودخل معي إلى الغرفة وسد الباب وشعرت بأن أحدا قد حرك المزلاج من الخارج حتى لا ينفتح من الداخل. كانت الغرفة عديمة النوافذ وفيها كرسي إعتيادي في وسط الغرفة وأخر مدور، قريبا من الزاوية الخلفية على جهة اليسار. توجهت إلى الكرسي الذي كان في الوسط وجلست عليه، وما زالت السيكارة في يدي أما الأخر جلس على الكرسى المدور، و حسن الدوري مستمر في قذف قذائفه.
(يتبع)
* كان بكر ملا شريف، أيام زمان، قوادا معروفا في الموصل، من عادته أن يهرع لنجدة كل كوردي يسمع بأنه رهن التوقيف أو الحجز في مركز من مراكز الشرطة بسبب الشجار، يتكفله لأخلاء سبيله، ويساعده بمبلغ من المال ليصل إلى أهله إن كان مقيما خارج مدينة الموصل، يبدو أنه كان يتوقع، من خلال التجربة، بأن هذه المشا كل تحدث بسبب هضم حقوق هذا الكوردي الكادح الذي ترك أهله وقدم إلى الموصل ليعمل، وبعد إشتغاله فترة من الزمن يأبى صاحب العمل دفع مستحقات هذا العامل الذي لا شئ يضمن حقوقه غير ذراعه، وفي هذه الحالة القانون والشرطة ضامنة لسلامة رب العمل من هذا (المعتدي)، وبكر ملا شريف يعرف المسؤلين عن هذه المراكز بطبيعة مهنته. في إحدى المرات يذهب بكر ملاشريف ليتكفل كوردي موقوف في أحد المراكز، وإذا بمسؤول جديد حلّ محل القديم وعريف الشرطة واقف إلى جانب المسؤول الجديد، حالما يرى العريف بكرملاشريف يهمس طويلا في أذن المسؤول الجديد.
وبعده يضع بكر ملا شريف طلبه أمام المسؤول، وبعد أن يقرأ المسؤول الطلب يقول: لا أوافق.
بكر ملا شريف: السبب؟
المسؤول: لأنك غير مؤهل أن تصبح كفيل.
بكر ملا شريف (يدرك ماذا قال العريف للمسؤول الجديد): أنا غير مؤهل أن أصبح كفيل! إذا حدد لي إثنان من أشرف أشراف الموصل لكي أذهب وأسيرهما أمامي إلى هنا ليصبحا كفيلين بدلا من واحد.
بعد أن يتأمل المسؤول عن مغزي كلام بكر ملا شريف يوافق على الطلب ويضيف: غير مرّة لا تتكلف وتأتي إلى هنا بنفسك، إرسل لى مجرد خبر وأنا أنفذه.
بعد إطلاق سراح المحتجز يقول له بكر ملا شريف بعد أن يناوله مبلغ من المال: ضربتهم زين، المرّة القادمة إضربهم أكثر لا تخاف.
**(فلانة)، فنانة عراقية أعتذر عن ذكر إسمها، عندما تسمع عن أول تشكيلة وزارية بعد إنقلاب 17تموز1968 برئاسة عبدالرزاق النايف تقول: ولا يابه خوش حكومة وخوش رئيس وزراء، إذا أنا مطبب على الطيز العاري لرئيس الوزراء الجديد أكثر من مئة مرة.
***حكاية الرفيق حسن الدوري مع المهندسين عماد على كسرة وبلال غلام نتركها للحلقة القادمة.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 21// مابين عامي 1984 و1987