جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 00:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
(لانك) مهد الطفل الرضيع الكردي بجميع انواعه و الوانه يصنع من مختلف انواع الخشب خاصة من شجر الرمان او التين كما تقول الاغنية الكردية واغاني الام الكردية الحنونة لتهدهد طفلها للنوم ولكني كنت ايضا اتساءل لماذا تشد و تحبس الام الكردية طفلها الرضيع في سرير من الخشب بهذه الدرجة من اللارحمة؟ كيف يمكن لطفل ان ينام و هو لا يستطيع تحريك يديه و رجليه؟ ماهي الحمكة من وراء ذلك؟ هل السبب هو انها كانت تخاف ان يسقط رضيعها على الارض؟
لم ار من نوع (لانك) في ثقافات اخرى لحد الان و لا اعلم من اين اتت هذه الكلمة و لا اعرف ترجمات لها و لربما يدل على عش او مكان كما نرى في كلمة (لانه) و لم اجد جواب على اسئلتي الا عندما رأت خبيرة نفسية اجتماعية المانية بالصدفة (لانك) صغير في بيتي جلبته معي من كردستان و جذب انتباهها و سألتني: ماهذا؟ عنما شرحت لها الغرض و كيف ينام الطفل الكردي الرضيع المسكين فاجئني الخبيرة وهي تنظر لي و تتعاطف مع قلقي و تقول: من الضروري ان يتعلم الطفل من الرضاعة حدوده النفسية و الحركية و الاجتماعية .. و النوم بهذا الشكل يعلم الطفل من الاساس احترام الحدود بصورة عامة.
هل هذا معقول؟ كنت اتوقع منها ان تتعجب و تقول امهاتنا جاهلات لا يعرفن اضرار شد الطفل الصغير المرن من يديه و رجليه بهذا الشكل الوحشي و هو في مرحلة النمو البدائي. اكدت لي الخبيرة ان الطرق البدائية التي تحولت الى عادات و تقاليد احيانا افضل من الطرق الحديثة التي تعتقد ان الطفل يجب ان لا يقيد حريته عند النوم. و اضافت لربما تعلمت الام الكردية الطريقة الصحيحة دون ان تعي فوائدها. غير نظرتي هذا الحديث 180 درجة و تذكرت بانه لا يعقل ان تقوم الوالدة الحنونة بشيء يضر بنتها او ابنها و قمت بطع قبلة على الـ (لانك) الكردي و تخليت كيف كنت ارقد فيه مقيد اليدين و الرجلين و والدتي الحنونة ترسلني الى نوم عميق باغانيها الكردية البريئة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟