جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 11:08
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
لمسألة القياس و التقييم (راجع مقالي السابق هنا):
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=319006
رغم فوائدها و ضرورتها في حياة الانسان فانها دائما تهدف الى الكمال perfection. للكمال نفس ميزات القياس و التقييم في ايجابيتها و سلبيتها و الحقيقة ليس الكمال الا حالة وهمية لا يمكن الوصول اليها لانها تفقد جاذبيتها لو تحققت و رغم ان المثل ايضا يقول no body is perfect فالظاهر ان الانسان لا يستطيع ان يتخلص من مرض الكمال و هو يعرض نفسه بذلك الى اسوء الامراض النفسية.
يتطور عند الانسان مرض الخوف بشكل مزمن chronic خاصة الخوف من التقييمات اي يبدأ الانسان بالخوف من اخيه الانسان و عيونه المتفحصة social phobia و يخاف ان لا يستطيع الوفاء بواجباته و يخيب ظن الاب و رب العمل و شريك الحياة. يخاف الطالب من الامتحان و يخاف الابن من الاب و يخاف العامل من رب العمل و يخاف المؤمن من الله و يخاف المستأجر من المؤجر و تخاف المرأة من فقدان جمالها و كمالها و تقتات شركات التجميل و العلميات التجملية على خوفها. لا يسبب الخوف امراض اقتصادية و نفسية فحسب بل اعراضه البدنية هي التي تزمنه.
طبعا للخوف فؤائد و الا لهلك الانسان نفسه بيده و لكن الكمال و الجمال كهدف امراض مزمنة مرعبة. لذلك لا يحب الله الكمال و الجمال و الا لما خلق القبيح و الناقص. هذه الصفات العكسية مهمة فقط للانسان لان الله لا يحتاج الى صفات بشرية تقارن بين القبيح و الجميل و لكن دماغ الانسان في حاجة الى العكس لاجل التعرف على العكس و لان الجميل يفقد معناه بدون قبيح. رغم وعي الانسان بالعلة في دماغه فانه يستمر بتسمية نفسه بالجميل و الجميلة و يتغنى بها كصفات في اغانيه ليؤكد مرة اخرى القبيح و القبيحة في داخله. يفقد الانسان خوفه لو سمي بالقبيح و القبيحة و البشع و البشعة لانه لا يستطيع ان ينزل درجة تحتها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟