أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !















المزيد.....

قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكل يدرك صعوبة الوضع في العراق حين جرت الانتخابات الاخيرة فيه ، ولكن مع ذلك خرج العراقيون ، متحَدين الارهاب ، والارهابيين الى مراكز الاقتراع ، مدلين باصواتهم ، وبنسبة مشاركة مقبلولة بلغت 60% من عدد الذين يحق لهم التصويت في تلك الانتخابات 0 ورغم هذا الحماس الجماهيري الكبير لا يستطيع انسان عاقل أن يجزم بأن الانتخابات تلك قد جرت بدرجة مقبولة من النزاهة العالية ، فبالاضافة الى ارهاب الناخبين بنيران القتلة من الارهابيين ، جرى ارهابهم بنيران الله المؤجلة ولو لحين ، حتى قيل لهم في تجمعات جرت قبل حدوثها ، ومثلما كتبت أحدى الاخوات من البصرة ، كانت قد حضرت أحدى هذه التجمعات ، إن من لم ينتخب القائمة 169 سيُسأل عن ذلك يوم القيامة ! أو أن الناخب هذا سيضع نفسه في تعارض واضح ، مع رغبة المرجعية في مباركتها لتلك القائمة ، فالمعروف أن كل من ضمته القائمة المذكورة قد تعلق باذيال السيد السستاني ، يضاف الى هذه الممارسات ممارسات أخرى لا اريد المرور عليها كلها ، تلك الممارسات المتخلفة التي صار الناس في العراق يتندرون بها بسخرية من مثال : إذا أردت زواج المتعة ، فانتخب قائمة الشمعة 0
وفي الخضم هذا كان الناخب العراقي تنقصه ثقافة الانتخابات ، فهو لم يصوت للبرنامج الانتخابي عند هذا الحزب أم ذاك ، مثلما عليه الحال في الدول الاوربية حيث تقرأ الناس البرنامج الانتخابية لكل الاحزاب المشاركة في لعبة الانتخابات ، ومن ثم تعطي صوتها للبرنامج الافضل الذي يعد بتطوير الحياة الاقتصادية والثقافية من جوانب كثيرة ، ومتعددة لهم ، ولاطفالهم ، في حين نجد أن الناخب العراقي ما كان قد صوت على اساس من قراءته لبرامج الاحزاب الانتخابية ، المشاركة في الانتخابات العراقية قبل أن يتوجه الى صناديق الاقتراع ، هذا في حال إذا ما كان هذا الناخب يعرف القراءة ، والكتابة ، فالمعروف أن التصويت جرى في تلك الانتخابات على اساس طائفي أو حزبي ، والى الحد الذي استنجدت فيه بعض من قيادات الاحزاب العراقية بالسستاني فانجدها ، رغم أن تلك الاحزاب قد تجمعت في تكتل ضخم ، وغريب في تشكيل قيل عنه زورا انه يمثل الشعب العراقي كله 0
ومع أن التشكيل ذاك ، أي قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، والتي يحلو لبعض من العراقيين أن يسميها الائتلاف الايراني الموحد ، أو قائمة السستاني ، قد حصلت على اصوات كثيرة ، لكن عدد تلك الاصوات على كثرته ، والذي كانت نسبته دون الخمسين بالمئة ، لم يرض ِ بعض من اصحابها ، فقد نقل عن الشيخ همام حمودي أحد مساعدي السيد عبد العزيز الحكيم الذي يترأس تلك القائمة أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب حصول قائمتهم على نسبة أقل من الخمسين بالمئة ، وفي وقت كانوا يتوقعون هم فيه الحصول على نسبة مئوية أكبر !
ويبدو أن أصحاب هذا التوقع المفرط بالتفاؤل كانوا يظنون أن الشعب العراقي ، الذي قد خرج لتوه من قمقم صدام المعتم ، غير قادر على أن يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود ، ولهذا سيكون السعار الطائفي هو الذي سيدفع الناس في العراق ، وخاصة في الجنوب منه ، الى أن يهبوا عن بكرة أبيهم للتصويت لصالح قائمتهم تلك ، فاصحاب التوقع هذا يخشون بجد أن العراقيين ، ومع الستلايت ، والتلفون المحمول ، وثقافة الانترنت التي حملتها ظهور الدبابات الامريكية لهم ، سيديرون وجوههم عنهم شيئا فشيئا ، وكلما مر الزمن ، وهذه الحقيقة قائمة لا شك فيها ، وأنا على ثقة لو أن الانتخابات هذه قد جرت قبل سنة من الآن لكانت قائمة الائتلاف العراقي الموحد قد حققت نسبة اعلى من نسبتها الحالية ، ولكن مع كل هذا فان الاصوات التي حصلت عليها تلك القائمة في الانتخابات الاخيرة لو كان قد قُسمت على عدد الاحزاب المؤتلفة فيها ، لوجدنا أن ما حققه كل حزب منها بمفرده يصل الى ربع ما حققته حركة الوفاق الوطني ، بقيادة رئيس الوزراء الحالي ، أياد علاوي ، الذي نزل الى ساحة المعركة الانتخابية بمفرده شأنه في ذلك شأن احزاب عراقية أخرى ، فالمعلوم أن قائمة الائتلاف العراقي الموحد كانت قد ضمت ستة عشرحزبا ، بالاضافة الى المفلسين فيها ، وهم ممثلو الشبك ، واليزيدية ، وبعض السنة الذين وضُعت اسماؤهم في ذيل القائمة تلك ، والذين لم يحصل أي منهم على مقعد في البرلمان لعدم وجود اسمه في صدارتها على أكثر تقدير ، وعليه لو قُسمت المئة والثلاثة والثلاثين مقعدا التي حصلت عليها قائمة السستاني على الستة عشر حزبا لوجدنا أن نصيب كل حزب منها ثمانية مقاعد تقريبا من دون احتساب حصة المفلسين معهم ، وهذا العدد في كل الاحوال لا يصل الى عدد المقاعد التي حصلت عليها حركة الوفاق الوطني الحديثة التكوين منفردة ، والتي بلغت ثمانية وثلاثين مقعدا 0
وفي تقديري لو كان أهل السنة من العراقيين قد تخلو عن عنادهم في مقاطعة لعبة الانتخابات ، وسوء تقديرهم للوضع العربي ، وعمالة البعض منهم لهذا النظام العربي أو ذاك ، وعن بكائهم على اطلال نظام قمعي تهاوى ، وزمن تولى ، ولن يعود ، لكانت معادلة النسب الانتخابية تلك قد تغيرت كثيرا ، ولكن الانتخابات ، مع هذا ، تظل درسا بليغا سينتفع منه اهل السنة من العراقيين على أية حال ، وبعد أن يكفوا عن تعليق آمالهم على الارهاب ، والارهابيين ، فالارهاب بكل ألوانه ، وعلى مختلف أهدافه ما عمر طويلا ، ولا أشاد حكما ، وما عليهم إلا النظر الى تاريخ هذا الطاعون الاسود الذي يداهم الناس الابرياء من الشيعية ، وهم يقفون صفوفا من أجل الحصول على لقمة خبز أمام هذا الفرن أو ذاك ، هذا في الوقت الذين يرون فيه بعضا من الشيعة قد صوتوا لصالح احزاب قادتها من السنة ، وذلك هروبا من أن يتحكم بهم الايرانيون من خلال تنظيمات عراقية اشادها الايرانيون بانفسهم ، تماما مثلما اشاد صدام جيش مجاهدي خلق الايراني في العراق ، تلك التنظيمات التي تدور في فلك دول ، وليس في فلك شعوبها 0
ومن جهة أخرى أعتقد بثقة أن النسبة التي حصلت عليها قائمة السستاني لم تشكل خيبة أمل للشيخ حمودي وحده ، بل قد تكون خيبة الامل هذه قد تعدته الى آخرين غيره من اصحاب تلك القائمة ، وربما وصلت خيبة الأمل هذه الى الرجل الذي باركها ، وهو السيد السستاني ، وعليه ، وبافتراض ، لو كانت نسبة تلك القائمة قد تدنت أكثر ، فماذا سيكون موقف المرجعية ساعتها ؟ وأين ستضع مباركتها لها ، ولكنها على أية حال سيكون هذا درس حياة ، ربما انتفعت منه المرجعية بعد ذلك ، فالانتخابات لعبة سياسية قد يكون الرابح بها اليوم خاسرا بها غدا ، وهذا ما تدل عليه تجارب انتخابية لدى شعوب أخرى ، والشعب العراقي ليس استثناء في ذلك أبدا 0 أقول هذا ، وفي ذهني تجربة انتخابية طلابية جرت في نهاية سنة 1967م في جامعات العراق ، ويبدو أن المخابرات الغربية كانت تريد جس نبض الشارع العراقي ، ومعرفة أيّ من القوى السياسية العراقية التي لها أكثر فاعلية ، وحضورا فيه ، ولهذا أوعزت لنظام عبد الرحمن عارف باجراء انتخابات طلابية غاية في الحرية ، والنزاهة ، لكن نتائج تلك الانتخابات قد أذهلت الحكومة العارفية ، ومن ورائها المخابرات الغربية ، وذلك حين فاز فيها الشيوعيون بنسبة لا تقل عن التسعين بالمئة في كل الكليات ، فما كان من الحكومة العارفية الا الانقلاب على ما سمحت به هي ، فبادرت على الفور الى الغاء نتائج تلك الانتخابات ، محرضة نفرا من الاخوان المسلمين ، جاءوا الى كلية التربية ، حاملين الهراوات بأيديهم ، هاتفين : لا اله الا الله ، محمد رسول الله ! وفي مصاحبة لحملة اعلامية شعواء شنتها الصحافة العارفية على الطلاب ، وتوجهاتهم ، انتهت بهجوم عسكري شنته قوات الجيش العارفي المتمركزة في وزارة الدفاع العراقية ، أدى الى سقوط ثلاثة طلاب ، وطالبة واحدة ، جرحى ، بعدها حزمت الدوائر الغربية أمرها ، وعجلت بانقلاب 17 تموز ، ذلك الانقلاب الذي حمل احمد حسن البكر ، وصدام ، والبعث الى القصر الجمهوري ثانية 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافقية !
- المقهى والجدل *
- جون نيغروبونتي ملك العراق الجديد !
- ظرف الشعراء ( 34 ) : بكر بن النطاح
- الجلبي يفتي بحمل السلاح !
- أوربا وقميص عثمان !
- الما يحب العراق ما عنده غيرة !
- من أسقط صداما ؟
- ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !
- نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
- الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
- الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
- ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي
- نظرية المال عند صدام !
- الحاكم والناس والدين في العراق !
- الطائفية مرض الماضي يعيش في الحاضر !
- ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي
- قيض من فيض التخريب الايراني في العراق !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !