ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق

سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:22
المحور: الادب والفن
    

هو مروان بن محمد ، يكنى بأبي محمد ، ولقبه الشمقمق ، والشمقمق الطويل في الرجال ، مولى لبني أمية ، من بخارية عبيد الله بن زياد ، ومع طوله كان عظيم الأنف ، أهرت الشدقين ، قبيح المنظر ، وهو شاعر هجّاء ، هجا الكثيرين من شعرا زمانه كبشار بن برد ، وأبي العتاهية ، وأبي نواس ، وخشية منه كان بشار يعطية جزية ، مقدارها مئتا درهم كل سنة ، مثلما يقول هو !
مر ببشار يوما فقال له : يا أبا معاذ ! لقد سمعت صبية في الطريق ينشدون هذا البيت :

إن بشار بن برد ٍ
تيس أعمى في سفينه

فاخرج له بشار مئتي درهم ، واعطاها له قائلا : دعك من رواية عن الصبيان !
هجا أبو الشمقمق جماعة فقال :

أنتم خُشار خُشار ٍ
وليس خز كخيش ِ 1
تزوجوا في قريش ٍ
إن كنتمُ من قريش ِ

وقال في الذين يحجون البيت بأموال جاءت من حرام :

إذا حججت بمال أصله دنس
فما حججت ولكن حجت العيرُ2
لا يقبل الله إلا كل طيبة
ما كلّ من حجّ بيت الله مبرورُ

شكا أبو الشمقمق ضيق يد أصابه لبشار ، فحلف له بشار أنه مثله لا يملك شيئا ، ولكنه قال له ، قم معي الى عقبة بن سلم ، فقام معه ، وذكر بشار لعقبة أن أبا الشمقمق شاعر له شكر وثناء ، فامر له بخمسمئة درهم ، فأنشده بشار قائلا :

يا واحد العرب الذي
أمسى وليس له نظيرُ
لو كان مثلك آخر
ما كان في الدنيا فقيرُ

فعطاه عقبة ألفي درهم على بيتيه ، فقال له أبو الشمقمق : نفعناك يا أبا معاذ ! فأخذ بشار يضحك !
وقال يصف حاله معسرا :

أنا في حال تعالى الله ربي أي حال ِ
ليس لي شيء إذا قيل لمن ذا قلت ذا لي
ولقد أفلست حتى محت الشمسُ خيالي
ولقد أفلست حتى حلّ أكلي لعيالي
-------------------------------
1- خشار : سفلة الناس ، خيش : الكتان 0
2- العِير : الدواب 0

#سهر_العامري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل