أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


هو كلثوم بن عمرو بن أيوب العتابي التغلبي ، والعتابي نسبة إلى جده الأعلى مالك بن عتاب ، وكنيته أبو عمرو، وكان شاعرا وكاتبا بليغا ، نشأ في قنسرين من الشام ، وأقام ببغداد وصحب البرامكة ، ثم طاهر بن الحسين ، وكان البرامكة قد وصفوه للرشيد ، فقربه وأعلى منزلته ، وبلغ من عجاب يحيى البرمكي به أن قال لولده: ( لو قدرتم أن تكتبوا أنفاس كلثوم بن عمرو العتابي ، فضلا عن شعره ورسائله فلن تروا مثله ) 0 من تصانيفه : كتاب المنطق ، كتاب الآداب ، كتاب فنون الحكم ، كتاب الألفاظ ، كتاب الخيل ، وغيرها 0
والشاعر هو من عقب عمرو بن كلثوم التغلبي الذي هو واحد من شعراء المعلقات ، ومطلع معلقته هو :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا

روى الاصمعي فقال : حلني الليل ضيفا على امرأة ، وانا في الصحراء أجمع الشعر من افواه الناس فيها ، فاستودعتها صرة من المال ، انكرتها علي في صباح اليوم الثاني ، فذهبت اشكوها الى شيخ قبيلتها الذي أراد أن يطبق عليها في تلك الشكوى قاعدة : اليمن على من أنكر ، والبينة على من ادعى ، فاعترضت عليه ، وانا موقن بأن المرأة ستحلف كذبا ، فقلت للشيخ : ألم تسمع قوله جلّ جلاله :

فلا تأمن لسارقة يمينا
ولو حلفت برب العالمينا

فقال لي الشيخ لم اسمع ذلك 0 من أية سورة تلك الأية ، فقلت من سورة :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا

فقال الشيخ : والله كنت أحسبها من سورة :
إنّا فتحنا لك فتحنا مبينا 0
قال عثمان الوراق : رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام من بغداد ، فقلت له : ويحك أما تستحي والناس تنظر اليك ؟ فقال لي : أرأيت لو كنا في وادٍ فيها بقر ، كنت تستحي وتحتشم أن تأكل ، وهي تراك ؟ قلت : لا 0 قال : فصبر حتى اعلمك أنهم بقر ، فقام ووعظ ودعا اليه الناس حتى كثر الزحام عليه ، ثم قال لهم : روى لنا غير واحد أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار ! فما بقي واحد إلا وخرج لسانه يومىء به نحو أرنبة أنفه ، كما تفعل البقر، محاولا بلوغ أنفه بلسانه ، ولما تفرقوا قال لي : ألم أخبرك أنهم بقر ؟
سعى تلميذه منصور النميري بالنميمة عنه الى الخليفة هارون الرشيد فطلبه ، لكن وزيره ، جعفربن يحيى ، ستره مدة الى أن استعطف الرشيد فأمنه ، فمدح جعفرا لذلك قائلا :

ما زلتُ في غمرات الموت مطرحا
قد ضاق عني فسيح الأرض من حيلي
ولم تزل دائبا تسعى بلطفك لي
حتى اختلست حياتي من يدي أجلي

أنكر العتابي على صديق له شيئا بدر منه ، فكتب إليه : إما تقرّ بذنبك فيكون إقرارك حجة علينا في العفو عنك ، وإلا فطب نفسا بالانتصاف منك ، فان الشاعر يقول :

أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزنا
عنه فان جحود الذنب ذنبان

قيل للعتابي : لو تزوجت 0 فقال : إني وجدت مكابدة العفة أيسر علي من الاحتيال لعيشة العيال !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !
- كلهم على طريق ?لاوي !
- دالت دولة الارهاب !
- الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !
- الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !
- حججكم واهية يا ذيول صدام !
- بوش الى الأبيض ثانية !!
- العراق بين كيري وبوش !
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي